-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مرارة عين الدفلى

عمار يزلي
  • 2153
  • 0
مرارة عين الدفلى

كلما اقترب موعد الدخول الاجتماعي، وبداية من أوت، كنا دائما نترقب، خاصة عندما تقترب الاستحقاقات الانتخابية، حدوث أشياء على الصعيد الأمني. فقد جربنا هذا منذ 2005، من كثافة الاعتداءات والعمليات الإرهابية والإجرامية والتفجيرات الآثمة بين المدنيين أو ضد القوات الأمنية.. كان يعقب هذا عادة اشتباكاتٌ سياسية ومناورات ودسائس لم نكن نعرف أطرافها وتفاصيلها ومن ينسج خيوطها، لكنها عادة ما كانت تصب في خانة “المؤامرة” ضد استقرار البلد والمؤسسات.

جريمة عين الدفلى، واحدة منها في تصوري، وهي تنذر بدخول سياسي واجتماعي ساخن، سواء كانت الجهة الفاعلة قوى معادية داخلية محرّكة خارجيا، أم كانت داخلية ـ داخلية، إما بأياد تكفيرية إرهابية أو من أياد لا هي في الإسلام ولا في الإعلام؛ عمل مافياوي مصلحي.. لا يمكن أن نجزم بشيء، طالما الفاعلون كثرا، ومن يريدون أن يعبثوا باستقرار البلد وأمنه وسلامة شعبه ووحدة أراضيه، كثر أيضا، والبلد كله محاط بشبكة مؤامرات على الحدود وداخل الحدود (وغرداية والجنوب واحدة من تلك الآحاد).

نمت، لأجد نفسي في المقبرة للصلاة على جنازةٍ لم أعرف صاحبها، فقد كنا صلينا على جنازة سابقة لنا، سيدة عانت كثيرا منذ 20 سنة وهي تعيش تحت رحمة آلة تصفية الدم.. بعدها، قال الإمام: صلاة الجنازة، وهو رجل.. الرجل الذي كان بجواري، قال لي في أذني خلسة: أنا أعرف الميت: هو واحد ممن قتل الشبان العسكريين مؤخرا في عين الدفلى.. لقد قُتل هو الآخر!

فزعت، ولم أرغب أن أترك الصلاة وأخرج.. وتساءلت: هل كل المصلين يعرفون هذا؟ لكن كثرة التساؤلات توقفت عندما بدأ الإمام يكبّر أربعا.. لم أعرف ماذا أقول وبماذا أدعو له أم عليه؟ ماذا أقول: … ولا تحرمنا أجره؟ أي أجرٍ له؟ ماذا اقترف غير هذه الفعلة الشنيعة؟ ثم رحت أدعو عليه: اللهم هذا ولد الحرام، قد فعل هذا الحرام، فلا تغفر له ولا ترحمه، ولا ترزقه لا دارا خيراً من داره ولا أهلا خيرا من أهله.. اللهم لا ترزقنا أجره، ما عندي ما ندير به! اللهم إن كان مسيئا ـ وهذا مما لا شك فيه ـ فزد في سيئاته! اللهم لا تحسن مثواه ولا تقبل جدّ يمّاه. اللهم العنه لعنا عظيما، واحرقه حرقا مبينا. اللهم اغسله بـلاصيدوالكاربيلواطلِ الرّاسة نتاعه بالزفت والقودرون! ولا تقبل هذه الصلاة عليه آمين يا رب العالمين. الله أكبر!

وأفيق على صوت أذان الظهر أو.. العصر.. إن الإنسان لفي خسر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • usama

    لسة فاكر تكتب عن هذة الفاجعة كنت فين من يومها واللةماعندك دم ولا احساس