-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مراهنة

مراهنة

العديد من قادة العرب الجبناء يظنون أن أكثر أبناء الشعوب العربية جبناء مثلهم، همهم ملء بطونهم وإشباع شهواتهم، وعلى رأسها التقاتل على الكراسي، والتكاثر في الأموال، وبيع الأوطان بأبخس الأثمان، ولكن جبن هؤلاء القادة لم يمنعهم من الظهور بمظهر الناصرين لفلسطين، العاملين لتحريرها، وما كان ذلك إلا متاجرة بالقضية، ليُبيّضوا وجوههم المسودة بالخيانة لشعوبهم وأوطانهم والعمالة لعدوهم الذي كانوا سماعين له، بمعنى “التثبيط” لعزائم شعوبهم، بإشاعة أراجيف العدو، وبمعنى “التجسس على بعضهم” ونقل ما يدور في جلساتهم “السرية” إلى العدو الصهيوني.

وقد أكد ذلك الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، واعترف به بعض الخائنين من العربان، ونشر الصهاينة مؤخرا بعض وثائقه ولعل “ما خفي أعظم”، وستبدي لنا الأيام ما جهلنا من خيانات من أكبر القيادات من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو والسعادة..
لقد أدرك الفلسطينيون الشرفاء أنه لن يحرر فلسطين غيرهم، فعملوا بقول القائل:
ماحك جلدك سوى ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك.
فراحوا يعدون العُدَدَ مهما تكن بسيطة، ويستعدون معنويا، فأسسوا فصائل الجهاد، وكـتَّـبوا الكتائب، وعيبهم القاصم لظهورهم – إن دام- هو تشتت كلمتهم، وتصدع صفهم، وتفرق جهودهم فعسى الله أن يؤتيهم رشدهم، ويجمع صفهم، ويوحد كلمتهم.
بعض أولي النهى والأبصار والبصائر من نخب العرب يعرفون نبل هذا العرق السامي بالمبادئ العليا والقيم النبيلة، فلم يرتابوا لحظة واحدة في نفاسة هذا المعدن، مهما تنزل عليه النوازل الشداد، وأنه ينحني ولن ينكسر.
في أول ظهور هذا الكيان الصهيوني المختلق من دول الغرب الصليبي كتب الإمام محمد البشير الإبراهيمي مقالا في 5/4/1948 اقترح فيه على الصهاينة وحلفائهم اقتراحا فيه – كما قال – كثير من المغامرة والمقامرة، ولكنه كان مستوثقا من نصر الله لمن نصره، واستنصره، ولكن هؤلاء الصهائنة “عباد العجل” وحلفاؤهم “عباد الصليب” لم يستجيبوا لتحدي الإمام الإبراهيمي القائل: “احشدوا إلى فلسطين جيشا من الصهيونيين.. ونكل إليكم عدده، ونحشد نحن بإزائه جيشا من العرب، ولكم علينا أن يكون أقل من جيش اليهود عددا إلى الثلثين، على شريطة واحدة وهي أن يكون سلاح الفريقين متكافئا.. ثم اضمنوا لنا البحر أن لا يقذف بمدد، ونضمن لكم الصحراء أن لا يتسرب منها أحد، ولتبقوا أنتم ويهود العالم، وعرب العالم نظارة متفرجين.. ثم نفوض إلى الجيشين، حل المشكلة في ميقات يوم معلوم، فإن غلب الصهيونيون سلمنا في فلسطين.. وزدنا على ذلك تحية وسلاما، وتهنئة وإكراما، وإن غلب العرب كان الجُـعـل متواضعا.. وهو بقاء فلسطين عربية، تظل اليهود الأصلاء بالرعاية والحماية، وتجلي اليهود الدخلاء.. إنها مقامرة.. وإن فيها لكثير من المحاباة لليهود”.. (آثار الإمام الإبراهيمي. ج3 ص457).
ذكرني بهذا المقال الإبراهيمي هذا “الطوفان” الذي قام به فتية فلسطينيون آمنوا بربهم وبشعبهم ووطنهم، فتركوا الصهاينة سكارى وماهم بسكارى، وجعلوا “العربان” الخونة الذين ابتغوا العزة عند الصهاينة يتوارون من سوء ما عملوا، وما يومهم من انتقام الله، وثورة شعوبهم ببعيد، تحية للمجاهدين في غزة، ورحم الله ورضي عن شهدائهم، وإن يوم النصر لقريب إن شاء الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!