-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استرجع بريقه في حلّة عصرية

مركب “السات”.. من وكر للمنحرفين إلى قطب سياحي بامتياز

راضية مرباح
  • 29485
  • 0
مركب “السات”.. من وكر للمنحرفين إلى قطب سياحي بامتياز

عرفت القرية السياحية المعروفة بمركب “السات” بتيبازة تغيّرا جذريا أهّلها لتصدّر المرتبة الأولى في استقطاب السياحة الداخلية والخارجية وجعلها محجّا تتزاحم عليه العائلات صيفا، بعد أن نفض الغبار عنه وعن السمعة السيئة التي لازمته طوال سنوات مضت، الأمر الذي تسبب في هجرة روّاده بسبب تراجع وتدني خدماته وتدهور منشآته، فضلا عن تحوله إلى مقصد للمنحرفين رافقه فرار جماعي منه قبل أن يسترجع بريقه بشكل عصري شبيه بالهندسة اليونانية، ويضاهي المركبات العالمية وينافس تلك التي ظلت “تمتص” السائح

الجزائري بدول الجوار ولسنوات…

فعلي مشارف الطريق الوطني القديم رقم 11 الرابط بين العاصمة وولاية تيبازة وبالمدخل الشرقي لها، يظهر مركب “السات” العمومي الذي يلي شاطئ “الكوالي”، ذاك المركب الذي أنشئ في عهد الراحل الرئيس هواري بومدين، وظلّ مفخرة للجزائريين لعقد من الزمن قبل أن ينطفئ بريقه، ثم يعود في عهد الرئيس تبون بحلة جديدة هذه السنة لاستقبال الزوار بعد غلق دام سنوات، بمظهر أنيق ومدخل غير ذلك المعتاد.. أبواب فاخرة وزركشات وألوان تسر الناظرين بعد ما طلقت طابعها القديم الباهت، حتى أنّ الأسوار الخارجية المحاطة به عرفت تغييرا جذريا يعطي الراحة والإطمئنان للزائر ويبعث فيه حب التطلع بعيدا عن مشاهد الأعمدة الحديدية الصدئة القديمة التي تعطي انطباعا بأن الموقع مهجور.

“الشروق” انتقلت إلى عين المكان ووقفت على الحلة الجديدة التي اكتساها المركب الذي يملك مؤهلات طبيعية خلابة ومتنوعة ومركبات أخرى لا تقل عن “القرية السياحية” في حال إعادة النظر في الأسعار المطروحة.

“بانغالوهات” آخر طراز.. والبحر للاستجمام

يلاحظ الزائر لمركب “السات”، من الوهلة الأولى التوسعة التي شملت أجزاء من مساحة مدخل القرية وهي المنطقة التي ظلت غير مستغلة منذ إنشائه بالرغم من الطلب الذي كان مضاعفا في السنوات الماضية، حيث أضيف عدد من “البانغالوهات” الجديدة إلى تلك القديمة التي أعيدت تهيئتها من جديد سواء من حيث التأثيث أو التهيئة الخارجية والتجهيزات بعد ما تم إعادة تهيئة الحمامات والأسقف الخشبية وحتى الجدران بشكل عصري يضاهي ما هو موجود في كبريات المدن العالمية، أمّا الأثاث هو الآخر قد أخذ حيزا كبيرا من الميزانية بتغيير الغرف والمطبخ وتجهيزات من آخر طراز شأن الشراشف والأفرشة وغيرها..

البحث عن متعة الاصطياف متوفرة هي الأخرى بمركب “السات” فإلى جانب المساحات الخضراء والغابات المتربعة على أرجاء المرفق، يضم كذلك شاطئا مجهزا بمختلف المتطلبات من “ترونزات” إلى الكراسي العادية والمظلات وحتى النظام موجود هو الآخر بالشاطئ الرملي المتواجد على طول الطريق الذي تقصده العائلات من كل حدب وصوب، أمّا الوجهات البحرية الأخرى فهي متنوعة ما بين الصخرية التي تتواجد بظهر “البانغالوهات” وأخرى تعانق المساحة المخضرة في بداية مدخل الموقع وكأنها لوحة زيتية من الخيال.

مسبح آلة “قيتار”.. ملاعب للتنس والكثير من فضاءات التسلية

يزخر المركب بالعديد من فضاءات التسلية على غرار المسابح، الكبيرة والعادية وأخرى عبارة عن آلة “القيتار” الموسيقية، حيث تفنن القائمون على إعادة التهيئة في إحياء أماكن السباحة مع تزيينها بشكل جميل، وآمن يجلب المتعة للأعين، أمّا المساحات الأخرى فقد زينت بالنباتات والأعشاب الخضراء وحتى أشجار الزينة مع ترك مساحات كبيرة لجلوس العائلات فوق العشب تقابلها ملاعب للتنس عرفت هي الأخرى إعادة تجديد تضاهي ما هو متعامل به في مختلف الدول المتطورة في مشاهد قلّما نراها في مدننا السياحية.. وأكثر ما يشد الانتباه بالقرية هي المساحات والفضاءات المخصصة للعائلات والأطفال، حيث تم تنصيب الطاولات والكراسي في مختلف الزوايا، أمّا الألعاب فهي الأخرى وضعت خصيصا بالأماكن التي تتواجد بها الأشجار والظل بمنطقة تتقاسم مساحتها ما بين زرقة مياه البحر وخضرة اليابسة..

إسطبل للخيول ومدرسة لتعلم ركوبها

لا تخلو القرية من وسائل الترفيه بمختلف أرجائها، فالخيول حاضرة بالإسطبل الذي عرف هو الآخر إعادة تهيئة شاملة، ويضم عددا معتبرا من الخيول الأصيلة الجزائرية.. مدخل يبدو للزائر أنه غير بعيد عن “البانغالوهات” بسبب المناظر الخلابة التي تنسي تعب المسافة المقطوعة، فبمجرد الوصول والدخول عبر إشارة لوحية تظهر الموقع، أعطت بريقا مميزا، تقابلك مساحة مغطاة بالرمال، قيل لنا أنها معنية بالتدريب على ركوب الخيل، فضلا عن إسطبلات عديدة تعنى بتنظيف الخيول ومدرسة لتكوين المبتدئين الذين يعشقون الأحصنة.

أسطح ومطاعم متنوعة.. النظافة والأمن حاضران كذلك

المتجوّل عبر مختلف أركان المركب يلاحظ تنوع المطاعم وعددها، فهي منتشرة هنا وهناك وكل مطعم له اسمه الخاص به، ولا يمكن للزائر أن يتوه بعد ما تم تنصيب لوحات إرشادية، تساعد في إيجاد المنطقة محل البحث، فمن مطعم القصبة إلى الصالة البانورامية، ثم القرن الفضي وغيرها من الوجهات التي تبرز مختلف الأسطح المعنية بالإطعام أو تقديم المشروبات والمطلة على البحر مباشرة، أما النظافة فحاضرة بقوة، حيث تمنّى كل من زار المركب لو يتم المحافظة على نفس الأجواء والمستوى الخاص بالنظافة، كما أن جودة الخدمات متوفرة والأمن هو الآخر حاضر، بقوة انطلاقا من مدخل المركب إلى كل زاوية من زواياه حفاظا على سلامة الزوار بمنطقة وصفها الكل بـ”الأسطورية” في حال الحفاظ عليها.

2000 دينار لدخول المركب واللّيلة بـ23600 دينار لـ”البنغالوهات”

بدورها أكّدت إدارة المركب أنّ تذكرة الدخول إلى الموقع بالنسبة للزوار قدرّت بـ2000 دينار سواء تعلّق الأمر بشخص واحد أو أكثر من ذلك.

أما مستحقات كراء الشقق من غرفتين أو 3 غرف، فتبدأ من 23600 دينار لليلة الواحدة، وأضافت أنّ كلّ الشقق محجوزة لشهر جويلية إلى غاية أوت المقبل، رغم أن المركب يضم عددا كبير من هذه البنايات المنجزة على شكل التصاميم اليونانية وتضم اللونين الأبيض والأزرق “ألوان البحر المتوسط”.

أما المسبح فكانت إدارة المركب قد حددت مبلغ استغلاله بـ4500 دينار مرفوقا بالبيتزا والمشروبات والماء للكبار و1500 دينار للأطفال مع تقديم الخدمات نفسها قبل أن ينزل وزير السياحة مؤخرا ويقدّم أوامر بتخفيض السعر إلى 3500 دينار.

الحجوزات مكتملة طيلة الصيف.. والمؤسسات العمومية في المقدمة

تشير التصريحات التي استقتها “الشروق” من إداريين بالمركب، أنّ عملية الحجز استكملت في الوقت الراهن، لأن كلّ “البنغالوهات” التي يقارب عددها الـ100، قد حجزت إلى غاية نهاية الصيف في إطار اتفاقيات مع العديد من المؤسسات أكثرها المؤسسات الوطنية كالبنوك، وسوناطراك، اتصالات الجزائر، كوسيدار وغيرها..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!