-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
3500 شركة ترفع تحدي الإنتاج واقتحام الأسواق الخارجية

مستحضرات التجميل الجزائرية.. من الاستيراد إلى التصدير

كريمة خلاص
  • 1855
  • 0
مستحضرات التجميل الجزائرية.. من الاستيراد إلى التصدير

قطعت صناعة مستحضرات التجميل في الجزائر أشواطا كبيرة انتقلت خلالها من الاستيراد إلى الإنتاج وحتى التصدير نحو أسواق إفريقية، ساعدها في ذلك عديد الإجراءات الحكومية التنظيمية والقانونية وكذا الإجراءات الحمائية الأخيرة بفرض ضرائب إضافية مؤقتة على المنتج المستورد.
وما يؤكد هذا المشهد الجديد التصريحات التي أدلى بها وزير التجارة كمال رزيق على هامش الصالون الدولي “كوسميتيكا الجزائر” الذي اختتمت فعالياته السبت الماضي مشيرا إلى وجود 3500 شركة تنشط في القطاع، بعضها قام بتصدير مختلف منتجاته، بين مواد أولية ومنتجات مصنعة إلى 37 بلدا سنة 2022 بقيمة إجمالية تقدر بـ2 مليون دولار.

“كوسميتيكا الجزائر” يوفر فرصا للتصدير
وفي السياق، أفاد أشرف زيري، منظم معرض “كوسميتيكا الجزائر”، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ الطبعة الأولى للمعرض عرفت نجاحا حيث استطاعت جمع متعاملين وطنيين ودوليين محترفين من 12 دولة أوروبية وآسياوية وافريقية، من أجل ثلاث أهداف أساسية هي الاستثمار والصناعة والتصدير.
وأوضح زيري أنّ الشركات الجزائرية أو الأشخاص الراغبين في الاستثمار يمكنهم افتكاك العديد من الفرض في جميع مراحل الإنتاج بالتفاوض والالتقاء مع شركاء دوليين محتملين.
ويهدف الصالون، حسب منظمه، إلى “استدراك النقائص التي يواجهها المصنعون من أجل مساعدتهم على تصدير المنتجات إذ نعمل جاهدين على جلب أسواق خارجية وجذب مستوردين نحو بلادنا وتسويق المنتج للجزائري في الأسواق الإفريقية”.
وكشف المتحدث عن نقص كبير للمتعاملين المحليين في مجال صناعة الماكياج وانعدام إنتاج محلي لبعض الإكسسوارات التجميلية، على غرار الرموش الاصطناعية والأظافر الاصطناعية، مقابل وجود صناعات كثيرة لغسول الشعر والجسم والصابون والعطور، وهو جانب يجب تداركه لتحقيق صناعة محلية مستقلة خاصة في وجود بعض الشباب الراغب في إثبات نفسه، على حد تعبيره.

الإجراءات الحمائية عززت الإنتاج المحلي وأهّلته للتصدير
أمّا بوزيان لطفي، المكلف بالعلاقات الخارجية لشركة “آرل ناتوريل” بولاية وهران، التي تسوّق علامتين تجاريتين، فقال لـ”الشروق” إنّ الشركة بدأت نشاطها في 2006 بالاستيراد وتحولت في ظل توجهات الدولة الجزائرية نحو الإنتاج الذي كان يعتمد في البداية على استيراد المادة الأولية ومنتجات التعليب والتغليف والوسم، وبعد ذلك حققت الشركة استقلاليتها الكاملة وأصبحت تنتج المواد كاملة في الجزائر من العلبة الخارجية إلى المادة الأولية الممكنة.
وقد سمحت هذه الإجراءات، حسب المتحدث، بتوظيف نحو 100 عامل بعد أن كانت توظف 7 أشخاص فقط وهذا ما ساهم في توفير مصادر رزق لكثير من العائلات.
وثمّن بوزيان الإجراءات التشجيعية التي قامت بها الدولة الجزائرية لحماية المنتج الوطني من خلال الضريبة الإضافية المؤقتة للحماية على المنتج النهائي المستورد، وهو ما رفع سعر المنتج المستورد مقابل المنتج المصنع محليا.
وقال بوزيان “الآن أصبحنا نتحكم جيدا في تركيبة المنتجات واكتسبنا خبرة جعلت المنتج الجزائري ينافس الأجنبي وأحيانا أفضل منه.”
وكشف المتحدث عن وجود اهتمام كبير بالمنتج الجزائري من قبل عديد الأفارقة وهم يدرسون الآن العروض والخيارات، كما اقترح بعض المصدرين على الشركة تصدير منتجاتهم التي تتواجد قيد التنفيذ القريب جدًا، داعيا إلى توفير تأطير ومرافقة للمشاركة في صالونات دولية تروج للمنتج الجزائري.”
بدوره، صرّح قمّاري محمد، ممثل مخبر “نجمة” للمستحضرات التجميلية، الذي ينشط مالكه في المجال منذ عام 2000 ، أن شركته تصدر منتجاتها نحو الكونغو وليبيا وتونس التي كان لها الحصة الأكبر من التصدير.
وأضاف “نحاول ونسعى لرفع نسبة التصدير خلال العام الجاري واقتحام أسواق أخرى افريقية وكان لنا في الصالون فرصة لعقد كثير من اللقاءات والاتفاقات الأولية”.
وأردف “إجراءات الحماية للمنتج الوطني ساعدت كثيرا شركته في تحسين نوعية الاستثمارات وتصنيع منتجات جديدة مثل أقنعة الشعر والوجه، وتحاول الشركة إنتاج المواد الأولية قدر المستطاع من الغطاء إلى المادة الأولية وهو ما دفعها لانجاز وحدتها الخاصة للتعليب والتغليف”.
وقال قماري أيضا إنّ قدرات الإنتاج معتبرة تسمح بتغطية السوق الوطنية وتصدير الفائض، حسب الطلب.

“إكسيبسيونال كوسميتيكس” : نرغب في التصدير ونحتاج للمرافقة
وبدورها أكدت مريم قادري خليفاتي مؤسسة ممثلة علامة ماكياج بشركة “إكسيبسيونال كوسميتيكس”، أن شركتها بصدد هيكلة نفسها وتنظيمها من أجل الانتقال إلى التصدير خلال السنة الحالية و”هذا هو الهدف الرئيسي بعد الفوز بثقة المرأة الجزائرية التي تصلنا أصداء ايجابية منها عبر وسائط التواصل الاجتماعي”.
أمّا محمد سوري مسير شركة وعلامة “بيروز” للمناديل المبللة، فقال إنّ شركته حاولت في بداية مشوارها الإنتاجي خوض تجربة التصدير لكنها لم تنجح للأسف لافتقارها للتجربة الكافية والإمكانيات اللازمة، فهي تمول نفسها بنفسها دون الاستفادة من قروض بنكية أو أي نوع من أشكال الدعم، ما جعلها تتعثر، فقررت عقب ذلك التركيز على السوق المحلي الذي استطاعت كسب ثقة العائلات الجزائرية فيه واثبات مصداقيتها فيه، مضيفا أنه يتمسك باقتحام عالم التصدير لاحقا بعد بلوغ المكانة اللازمة في السوق الوطنية ورفع القدرات الإنتاجية.
ومن جانبه، أسامة موساوي، المسؤول التجاري لشركة “جي بي آش”، لتسويق مواد التجميل والعطور، التي تنشط منذ 12 عاما في مجال الاستيراد، قبل أن تتحول إلى مؤسسة منتجة للعطور النسائية والرجالية، كشف عن مفاوضات مع وفد كاميروني أعجبته جودة العطر وشكل التغليف.
وأكد موساوي أن المشاركة في المعارض الدولية تعزز فرص التصدير والاستثمار، ومنها مشاركتها في معرض “سماكس” المعرض الدولي للمؤسسات الصغيرة العربية والافريقية الذي وفر فرصا كبيرة للاحتكاك وتشارك تجربتنا مع عديد الدول، كما ساعد في نسج عدة علاقات مع دول عديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!