“مستودعات” الدروس الخصوصية تخرق الحجر الصحي للتلاميذ
انتقدت الفدرالية الجزائرية لجمعيات أولياء التلاميذ بشدة استمرار نشاط مراكز الدروس الخصوصية، التي ضاعفت نشاطها هذه الأيام بحجة تعويض تأخر التلاميذ في البرامج الدراسية، بعد تجميد الدراسة لمدة 10 أيام، وهذا ما يهدد حسبها صحة التلاميذ في عز انتشار الوباء.
حيث دعا الأمين العام للفدرالية عادل زروقي في تصريح للشروق إلى تدخل السلطات الوصية والضرب بيد من حديد لوقف هذا الاستهتار بحياة ملايين التلاميذ، “خاصة المقبلين على الامتحانات النهائية الذين ينصاعون لدعوات هذه المراكز أملا في التفوق الدراسي والنجاح وتعويض التأخر في المقررات الدراسية”، وانتقد المتحدث الأولياء الذين يسمحون لأبنائهم بمزاولة الدروس الخصوصية في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الرسمية حجرا لمدة 10 أيام على التلاميذ، حفاظا على أرواحهم وسلامتهم.
وقال إن الكثير من الأولياء اعتبروا هذا الأمر عطلة وسمحوا لأطفالهم بالخروج والتنزه واللعب خارجا ومزاولة الرياضة والدروس الخصوصية، وهو ما يتعارض مع القرارات الصحية العاجلة للحكومة الرامية إلى حماية الأطفال من انتشار العدوى التي طالت شريحة واسعة من الأطفال “الذين تحولوا حسب الأطباء إلى مصدر لنقل العدوى وهو ما يهدد ذويهم من المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن”.
وكشف عادل زروقي، أن ظروف التدريس في مراكز الدعم التي تحولت حسبه إلى مستودعات وأماكن تجارية بامتياز، غير مراقبة من طرف السلطات الوصية، لأن أغلبها يعمل بطريقة غير شرعية، أين تغيب إجراءات التباعد والتعقيم، وهو ما يهدد صحة المتمدرسين، “خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تشهد فيها بلادنا تحديا صحيا خطيرا بعد ارتفاع الإصابات لمستويات قياسية”.
وفيما يتعلق بعودة التلاميذ لمقاعد الدراسة الأحد المقبل، أبدى محدثنا تخوفا كبيرا للأولياء من إصابة أبنائهم بالعدوى، التي طالت الكثير من المدارس قبل بداية الحجر، ودعا إلى ضرورة إجبارية التلقيح في الوسط المدرسي لجميع الأساتذة والإداريين، لتوفير حماية أكبر للتلاميذ، “بالإضافة إلى تطبيق بروتوكول صحي صارم في المؤسسات التربوية لإنقاذ الموسم الدراسي من العطل الاستثنائية جراء الوباء خاصة مع الدخول في العد التنازلي لنهاية الموسم الدراسي الذي لا تفصلنا عنه سوى خمسة أشهر”.