-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مشاهد مفزعة!

مشاهد مفزعة!

الأوضاع الكارثية التي تشهدها المستشفيات عبر الوطن، تثبت أنّنا لم نتعلّم من أخطائنا، ولم نفعل شيئا لتحضير أنفسنا لمثل هذه الحالات الطارئة، خاصة بالنسبة للإمداد بمادة الأكسجين وتوزيعها على المؤسسات الصّحية، كما أن الطّريقة التي يتعامل بها المواطنون في ظل الانتشار القياسي للجائحة تثير الاستغراب!

صحيح أنّ العودة إلى الحجر الصحي، وما يرافقه من تجميد للنّشاطات التّجارية والاجتماعية إجراء باهظ التكلفة اقتصاديا، وأنّ الرّهان على الحملة الوطنية للتّلقيح التي تجري في كل المؤسسات الصّحية والكثير من الفضاءات المفتوحة والمساجد، وحتى داخل المؤسسات غير الصحية، هذا الرّهان في محله، لكن العملية جاءت متأخّرة كثيرا، حتّى أنّ الكثير من الدول قطعت أشواطا مهمة في هذا المجال.

لكن الذي يثير التّعجب والاستغراب هو استمرار حالة اللامبالاة في أوساط المواطنين رغم الأرقام الفلكية للإصابات والوفيات بسبب الوباء، ورغم المشاهد المفزعة المتسربة من المستشفيات التي بلغت حالة التّشبع، ولم تعد قادرة على تحمّل المزيد من المرضى، فضلا عن الفوضى في توزيع مادة الأوكسجين والمضاربة التي تشهدها هذه المادة الحيوية من قبل تجار الأزمات الذين يستغلون الكوارث لتحقيق الربح السّريع.

شواطئ مكتظة عن آخرها، ومحلات مزدحمة من دون أدنى احترام لإجراءات الوقاية من تباعد جسدي وارتداء للكمامة، والأغرب من ذلك كله هو الاستمرار في تنظيم حفلات الزفاف والنّجاح في البكالوريا وغيرها من المناسبات الاجتماعية مثل ما حدث في ولاية جيجل أين تم تنظيم حفل كبير نشطه مطرب مشهود وحضره المئات من المواطنين.

يجب التّصدي لمثل هذه السّلوكيات المسؤولة عن الانتشار الكبير للوباء، ومعاقبة المتورّطين فيها، وتعزيز جهود التّوعية في أوساط المواطنين بمخاطر المتحوّر الجديد لفيروس كورونا الذي يختلف كثيرا عن الفيروس الأصلي، لأن الالتزام بإجراءات التّباعد هو البديل عن حالة الإغلاق الكلي الذي لم يعد أحد يطيقه.

أما ما يتعلق باللّقاح، فإنّ الكثير من الأفكار الغريبة لا زالت تدور في النقاشات اليومية سواء في الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل أن الأمر يتعلق بمؤامرة عالمية لتقليل عدد البشر أو مجرد تجارة هدفها تحقيق الربح من قبل شركات ومخابر صنع اللقاحات وغيرها من تفريعات نظرية المؤامرة التي تجدها في المجتمعات المتخلفة أرضيتها الخصبة.

وصدق المفكر الراحل مصطفى محمود حين قال قبل عقود من الآن “لو انتشر فيروس قاتل في العالم وأُغلقت الدّول حدودها وانعزلت خوفاً من الموت المتنقل، ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين؛ فئة تمتلك أدوات المعرفة تعمل ليلاً ونهاراً لاكتشاف العلاج، والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم! وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداةً للترفيه.. بل وسيلة للنجاة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • زاريوس

    لا للظلم لا للطغيان لا للتمييز العنصري لا لاحتقار الاخر لا للسخرية من الاخرين لا لسرقة حقوق الاخرين لا للغدر لا للخيانة يا بني البشر كورونا جاء ليعيد الامور الي نصابها الي طبيعتها الي الفطرة الانسانية الاولي كورونا جاء لان الظلم والطغيان فاق كل الحدود

  • sah

    التوعية مطلوبة في كل الأحوال لكن المراقبة و الردع لازمين أيضا و ما نعيشه حاليا هو تحصيل حاصل لسلوكات التراخي عن تطبيق الإجراآت الوقائية.

  • الهادي

    أكبر خطر يأتي من وسائل النقل، مازلنا نركب في حافلات ممتلئة عن آخرها و 90 % من ركابها لا يرتدون كمامات مع تهاون (تراخي و تساهل) واضح في الحواجز الأمنية حول إجبارية الكمامة .