الرأي

“مشير” إليه.. بالأصبع الوسطى

عمار يزلي
  • 2501
  • 7
أرشيف

تحدِّيات الجزائر تكبر يوما بعد يوما: تحديات على المستوى الداخلي، داخل الجبهة الاجتماعية، وما خلّفه فعل فتنة انخفاض القدرة الشرائية بفعل لهيب الأسعار وارتفاع التكاليف والضرائب على الموظف والعامل، وعلى المستوى الخارجي، وما تخلفه لنا أزمات الحدود مع الجيران من قلاقل على المستوى الداخلي. تحدياتٌ ينبغي ألا يتحملها الجيش بمفرده. هذه التحديات، زاد في طينها بلة.. “تعديات” ومنكرات من بعض النكرات التي تريد الإضرار بالمصالح الوطنية في الداخل وفي الخارج. العمل الخارجي موجود ومكثف ضدنا، ولكن التربة التي أنتجناها لتفريخ الأزمات، هي من يساعد البكتيريا على التكاثر. بيئة موبوءة بفعل الفساد. محاربته، هي أم الحروب والمعارك.. بالقضاء على الفساد والتغول وطغيان المال الفاسد، نتمكن من توحيد الجبهة الداخلية ضد كل المناورات والدسائس التي تحاك ضدنا من الأعداء التاريخيين ومن “المتربصين” الجدد، ومنهم هذا الحفتر.. الذي وصل به الغرور إلى أن يفتح فمه علينا..

نمتُ على ترهات “تهديدات” حفتر الحمقاء، لأجد نفسي “قائد أركان” مجموعة من الشباب الذين لم يجدوا لا عملا في الجنوب ولا في الشمال.. ماسكين أركان الجدران.. حياطين.. مياطين.. قتلهم النسيان وصار كل عملهم ودينهم وديدنكم “التكيف”.. مع الوضع: الكيف والنيف. قلت له: حفتر يهددنا.. فهل من رادٍّ عليه؟ نطق أولهم وكان قد عفا عليه الدهر من سجنٍ بقي فيه 7 سنوات دأبا.. نسميه “الداب”.. بطل في كل فنون القتال.. كومندوس مدرب بلا تدريب.. قال لي: أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك.. قلت له: ثم ماذا بعد؟ أنتم؟ ماذا تقولون؟ قال لي آخر: لو كان بومدين موجود.. ما فتح فمه هذا المهرود.. أنا أتكفل به: سأنجز المهمة وآتيك به في شكارة.. قلت لآخر: وأنت.. ماذا تقترح؟ قال لي: مادام أنه مسؤول عن كلامِه وكلامُه لا يخص الدولة ولا يعني كل الجيران والفصائل والحكومة تتبرأ من كلامه.. نتركه يصرخ حتى يبحّ…

هنا رد عليه “الماكرو” بغيظ: نجيبوه أمْسَلسل.. في شكارة نتاع خيش.. ونعرضه على الجزائريين في نشرة الثامنة.. كل الشعب مستاء من تصريحاته: هل وصل بنا الأمر إلا أن أصبحنا عرضة لتهديدات كلّ من هبّ ولم يدبّ؟ نحن أقوى مما كنا عليه أيام بومدين.. لولا الجبهة الاجتماعية المتفككة من جراء سنوات الرمضاء والقيظ والوباء والمرض. لكن هذا لا يعني أننا “حيوانات مرضى بالطاعون”.. نحن قادرون على أن نسوّي بنانه، وفصيلة مشاة، تستطيع أن تأتي بالمشير لو أُشير لهم برأس سبابة.. ولكن نحن لا ننزل إلى هذا المستوى. جيشنا لا ينزل إلى مصاف الحمقى والمعتوهين والمجانين، نحن أعقل من أن ننحدر إلى مصاف المعتوهين.. هذا الأمر نتكلف به نحن هنا الأربعة.. فقط.. دون غيرنا.. ونأتي به قبل أن تقوم من مقامك..

لست أدري ما حدث، حتى رأيت حفتر بالجوار في شكارة بطاطا.. وهو يبكي ويشتكي من سوء المعاملة: لقد خدَّروني.. زطلت معهم وأنا لا أعرفهم.. من أنتم؟ قلت له: نحن من جعلنا منك حجرا ومن جعل منك السيسي بشرا والإمارات مشيرا بطرا.. والآن أنت عندنا مجرد جرذ تمثل خطرا.. على نفسك وعلى بلادك.. سنعيدك إلى الجحر مرة أخرى مع أزلامك ومن سبقوك.

راح المشير يشير إلينا أن ارحموني على كبري ومرضي وتاريخي وجغرافيتي.. ورقَّ قلبنا جميعا لحاله.. فنزعنا من النياشين وجردناه من كل “قْراد”.. وتركناه يعود إلى أهله.. ولكن بعد أن ذكرناه بأنك: تفتح فمك، ترفع أصبعك على الجزائر.. تبجر روحك في شكارة.. فاهم؟

شكرنا.. وتركناه يأخذ معه الشكارة التي جاء فيها..

لما أفقت، كانت شكارة Pomme de terre أمامي: علاش خليتوها حتى خماجت وأنا اشتريتها بسومة les pommes؟

مقالات ذات صلة