الرأي

معا.. لمكانة أفضل للمرأة

مارتن روبر
  • 1693
  • 8

إن الثامن من مارس هو اليوم العالمي للمرأة. وهو فرصة سنوية ليفكر العالم في القضايا التي تواجه المرأة في كل أرجاء المعمورة، وكذا في التقدم المحرز، والعمل الذي لا يزال علينا القيام به. لقد كتبت على هذه الصحيفة من قبل للاحتفال بهذه المناسبة، وهو ما سيقوم به مرة أخرى جميع السفراء البريطانيين حول العالم خلال الأيام القليلة القادمة. فحماية وتعزيز حقوق المرأة عنصر أساسي من عمل المملكة المتحدة على الصعيد العالمي حول حقوق الإنسان.

يظل التمييز والعنف ضد النساء والفتيات من بين أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا في العالم.. وطالما استمر العنف والتمييز، فستقوض الجهود التي نبذلها لتحقيق الأمن الدولي والتنمية العالمية التي تؤثر في حياة الملايين من النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. إن المملكة المتحدة ملتزمة بالتصدي لهذه المشكلة على الصعيد الدولي، لا سيما من خلال العمل مع الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة. كما أن الجزائر والمملكة المتحدة تجلسان معا الآن في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث نأمل في أننا سنعمل معا على معالجة هذه القضايا وغيرها من قضايا حقوق الإنسان.

في كل سنة تختار المملكة المتحدة موضوعا لليوم العالمي للمرأة، وموضوع هذا العام هو “التمكين الاقتصادي للمرأة ورفع مستوى تطلعات البنات”.

وكما كان الحال خلال السنوات السابقة، ستقيم زوجتي وليمة غداء لجميع النساء العاملات في السفارة. إنها بادرة داخلية صغيرة لموظفاتنا، ولكن دائما تجعلني أدرك أن نسبة كبيرة من موظفينا من النساء. إذ تستفيد السفارة من مهارات وتفاني وطاقة الموظفات لدينا، كما نستفيد من موظفينا الذكور. تخيلوا لو كانت تلك المساواة معكوسة على الصعيد العالمي، حيث إنه لو تم توظيف النساء بقدر عدد الرجال في العالم فإن التأثير الاقتصادي سيكون هائلا.

ينبغي على النساء والفتيات امتلاك القوة لبناء حياتهن والتحكم في القرارات التي تؤثر فيهن. فمشاركة المرأة على قدم المساواة في السياسة والقيادة وصناعة القرار أمر أساسي لتحقيق المساواة بين الجنسين والديمقراطية الحقيقية.

في الجزائر يوجد عدد أكبر من النساء في البرلمان مقارنة بالمملكة المتحدة- أكثر من 30 % – فقد زادت الجزائر نسبة النساء في البرلمان أكثر من أي بلد آخر في العالم. وبطبيعة الحال، فإن المرأة ناشطة في شتى أنواع المناصب والقطاعات في الجزائر، بما في ذلك الحكومة والتعليم والعدالة ووسائل الإعلام. إن زيادة المشاركة السياسية للمرأة تعطي صوتا لفئة مهمشة من المجتمع وتخلق قدوات نسائية وتؤدي إلى تغييرات تشريعية وسياسات تعالج مسائل عدم المساواة بين الجنسين والتمييز وتدمجهم كشركاء متساوين في بناء مستقبل البلاد.

من المهم تسليط الضوء على هذه القضايا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لكن الأهم هو أن نواصل في بذل جهد مستمر كل يوم لضمان التمسك بالمساواة بين الجنسين كحق أساسي من حقوق الإنسان. لن نتمكن من تغيير الأمور بين ليلة وضحاها، ولكن ينبغي علينا مواصلة الضغط فنحن ندين بذلك لنصف مجتمعنا.

مقالات ذات صلة