-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معركة المصحف

معركة المصحف

سمّى الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – أحد كتبه “معركة المصحف”، ولو سمّاه “حرب المصحف” لكان العنوان أصدق، وأدق، وأعمق. فما شُنّ، ويُشنّ وسيبقى ذلك إلى يوم الصّاخة الكبرى إنما هو حرب شاملة بأتم ما في كلمة حرب من معنى.
إن هذه الحرب ضد القرآن الكريم تتميز – إضافة إلى شراستها – بالكذب والبهتان، ظنا من أعداء القرآن أنهم سيطفئون نوره، “والله متمّ نوره ولو كره الكافرون”، والمشركون، واللائكيون، والمنافقون، والمثليون، والمخنّثون.
لقد بدأت هذه الحرب الضروس منذ أول كلمة أنزلت من هذا القرآن، الذي أزعج سفهاء العرب بمبانيه، ومعانيه، فقالوا لمن أنزل عليه هذا القرآن كما جاء في القرآن: “إئت بقرآن غير هذا أو بدله”، لأنه كان يقذف ضلالاتهم وأباطيلهم فيدمغها، فلما لم ينالوا ما رغبوا قالوا: “لو نشاء لقلنا مثل هذا”، ووالله ماهم بقادرين على أن يأتوا بسورة قصيرة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، فلما استيأسوا رفعوا شعارا مايزال “مخفوضا” إلى يم البعث، وهو: “لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون”، ولن يغلبوا.
لقد جعل الله العليم الخبير هذا القرآن وسيلة للجهاد، فقال آمرا رسوله الكريم “وجاهدهم به جهادا كبيرا”.. وهذه الآية من القرآن المكي، حيث كان المسلمون مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم المبطلون.. بينما عندما شرع رد عدوان المعتدين قال: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”. فالقرآن الكريم هو “سلاحنا” البتار الدامغ في هذه الحرب بين الحق والأباطيل.
إن الحروب العسكرية ستتوقف مهما يطل أمدها، ولكن الحرب التي لن تتوقف حتى تبزغ الشمس من مغربها هي هذه الحرب الصليبية التي تستهدف إيمان المؤمنين، ورمز هذا الإيمان هو هذا القرآن، ولكن كما قال الشاعر القرآني محمد العيد آل – خليفة:
هيهات لا يعتري القرآن تبديل وإن تبدل “توراة وإنجيل”.
“الناس معادن” كما قال سيد الكونين من عرب ومن عجم، ولأن المؤمنين هم من أنفس المعادن فلم ير الناس ولم يسمعوا، ولم يقرأوا أن مؤمنا تسفّل وأحرق ما يسمّيه اليهود والنصارى “كتابا مقدسا” رغم ما فيه من خرافات وضلالات وجهالات جعلت الفيلسوف فريدريك نيتشه يقول ما معناه: لو أن لي سلطانا لمنعت الخمر و”الكتاب المقدس”، لأن الأولى تذهب العقل، والثاني “غير معقول” كما جاء على لسان “قدّيسهم” أوغسطين الذي أقام له بوتفليقة ملتقى عالميا عقد في كل من مدينة الجزائر وعنابة وبلدته في نواحي سوق آهراس، بينما أعماه قرينه من الجن عن الإشادة بـ “المجاهد” المؤمن دونا، الذي جاهد الرومان وعملاءهم، وآمن بعيسى – عليه السلام – بشرا رسولا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وليس “ربا” ولا “نصف رب”، ولا “ابن رب”..
لم استغرب، ولن استغرب أن يتدنى غير مؤمن فيمد يديه القذرتين إلى هذا القرآن لتمزيقه أو تحريقه أو تلطيخه” ولو اجتمع جميع المبطلين والسفهاء إنسهم وجنهم لما أطفأوا نور هذا القرآن، الذي سيبدد “ظلام الغرب” الصليبي، العنصري، الذي يستقذر الطهارة، ويستطهر القذارة، باسم أكذوبة أكاذيبه، وهي “حرية الإنسان”، وإن جند الله لهم الغالبون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!