-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نيشان2‭/‬2‭ ‬

مع‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ .. ‬ظالما‭ ‬أو‭ ‬مظلوما‭ ‬

محمد عباس
  • 4942
  • 1
مع‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ .. ‬ظالما‭ ‬أو‭ ‬مظلوما‭  ‬

لا يمكنني كفرد من الشعب الجزائري إلا أن أكون مع الشعب الليبي الشقيق ظالما أو مظلوما. وأجدني كمواطن جزائري منسجما مع موقف الحكومة الرافض لتدخل حلف الناتو في شأن دولة شقيقة وجارة، ما يمسها يمسنا بحكم التاريخ والجغرافيا معا.

  • للتذكير فإن فرقاء أزمة السباق في سبيل السلطة بالجزائر في صائفة 1962 تحاشوا بوعي تام الاستعانة بأطراف خارجية لحسم الصراع فيما بينهم، رغم العروض المقدمة لهذا الطرف أو ذاك، وكانت عروضا سخية من أمريكا وحلفائها، تحاشوا ذلك لأن سابقة الكونغو (كينشاسا) كانت شاخصة‭ ‬أمامهم‭ ‬بكل‭ ‬أهوالها‭ ‬وفظائعها‭.. ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬ماذا‭ ‬جنى‭ ‬الشعب‭ ‬الكونغولي‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬غير‭ ‬التناحر‭ ‬المزمن‭ ‬بين‭ ‬فصائله‭ ‬وهدر‭ ‬ثرواته‭ ‬وتبديد‭ ‬طاقاته؟‭     ‬
  •   وعندما نعلن أننا مع الشعب الليبي مظلوما، فإننا نشير بوضوح إلى تصرفات نظام القذافي مع شعبه الطيب الذي عانى من عبثه وهذيانه أكثر من 40 سنة، وإلى القمع الذي سلط عليه عقب تظاهره السلمي احتجاجا على أوضاعه ومعاناته. فهذا النظام لم يجد من حيلة لمواجهة انتفاضة شعبه،‮ ‬غير‭ ‬اختيار‭ ‬القوة‮ ‬في‭ ‬أبشع‭ ‬صورها‭ ‬اللفظية‭ ‬والدموية‭.  ‬
  • هذا الرد الأهوج على احتقان سياسي ـ جراء 42 سنة من المظالم المختلفة ـ دفع بعض طلائع المقهورين في بنغازي خاصة إلى حافة اليأس المدمر للبلاد والعباد، ما جعلها تتسرع بالارتماء في أحضان القوى الاستعمارية التي كانت تتربص بليبيا، مثلما كانت بالأمس القريب تتربص بالعراق‭ ‬المستميت،‭ ‬ومثلما‭ ‬هي‭ ‬تتربص‭ ‬ببلدان‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬أخرى‭ ‬كالجزائر‭ ‬وسوريا‭ ‬وإيران‮ ‬إلى‭ ‬آخره‭…‬‮ ‬
  • ومن‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الطلائع‭ ‬ظالمة‭ ‬بدورها‭ ‬لأوجه‭ ‬عدة‭ ‬منها‭:‬
  •      1ـ أنها ظلمت نفسها بحمل السلاح ـ عكس ما جرى ويجري بكل من تونس ومصر الجارتين ـ دون سابق إعداد مناسب، ما يعني بكل وضوح تبييت اللجوء إلى القوى الاستعمارية لطلب دعمها، أو القيام بالمهمة باسمها.   
  •    2ـ أنها ظلمت الشعب الليبي، لأنها أصبحت تقاسم نظام القذافي المسؤولية فيما ينجم عن الحرب الأهلية، من ضحايا وخراب ومزيد من التخلف والمعاناة. ومن الصعب أن نلتمس عذرا لهذه الطلائع لأن “منجزات” التدخل الأجنبي شاخصة أمامها، من خلال شواهد تصدمنا صباح مساء بأفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬و‭”‬كوت‭ ‬دفوار‭” ‬وهلم‭ ‬جرا‮.‬‭..  ‬
  • ‭  ‬3ـ‭ ‬أنها‭ ‬ظلمت‭ ‬الشعوب‭ ‬الشقيقة‭ ‬المجاورة‭ ‬كالجزائر‭ ‬وتونس‭ ‬ومصر‭ ‬خاصة،‭ ‬لأنها‭ ‬وهي‭ ‬تستنجد‭ ‬بالقوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬لم‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬عواقب‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬وسلامة‭ ‬أوطانها‭.   ‬
  •   نذكر بهذه الحقائق المحرجة ونحن ندرك تماما أن المواقف الوسطية ـ مهما كانت سليمة وعادلة ـ غير مقبولة دائما من أطراف النزاع في زمن الاقتتال والحرب، لأن كل طرف يريدك أن تنحاز إليه بدون قيد ولا شرط.. وقد عاشت الجزائر هذا الموقف مثلا في حرب العراق وإيران بداية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬صدام‭ ‬وساطة‭ ‬بلادنا‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أنقذته‭ ‬سنة‮ ‬1975‭ ‬ـ‭ ‬باتفاق‭ ‬الجزائر‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬ـ‮ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬خانقة‭ ‬اسمها‭ ‬الملا‭ ‬البرزاني‭.   ‬
  •   وإذا كنا مبدئيا نرفض التدخل الأجنبي بعيدا عن ديارنا، فأحرى وأولى أن نرفضه على حدودنا. وهذا الموقف من الجزائر ليس سرا حتى يصبح محل مضاربة من هواة هذا التدخل، علما أنها قد أبلغته المبعوث الأمريكي قبل قرار مجلس الأمن 1973، وتفضل هذا المبعوث مشكورا بالإعلان عنه في حينه. ومعنى ذلك أننا بالجزائر رفضنا ـ قبل البداية ـ أن يندلع الحريق، وحرصنا عقب اندلاعه على عدم انتشاره واتساع ويلاته لأننا بحكم الجوار ستنالنا أضراره الجانبية بكيفية أو بأخرى اليوم أو غدا. ثم أننا بالجزائر نعرف جيدا ماذا يعني الاقتتال بين الأشقاء..
  • والأهم‭ ‬اليوم‭ ‬ـ‭ ‬قبل‭ ‬غد‭ ‬ـ‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬إطفاء‭ ‬هذا‭ ‬الحريق‭ ‬المؤسف‭ ‬والمؤلم‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭ ‬عبر‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬لا‮ ‬بديل‭ ‬عنها‭.‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • nabil

    مجلس الثوار أو مجلس الدولار
    مجلس لا يمثل الشعب الليبي بل يمثل نفسه