-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استهداف التراث المادي واللامادي الجزائري مستمر

مغاربة يتهافتون لشراء تحف فنية جزائرية قديمة

ع. بوشريف
  • 8224
  • 0
مغاربة يتهافتون لشراء تحف فنية جزائرية قديمة
أرشيف

تداول نشطاء بمنصة التواصل الاجتماعي الفايسبوك صور ومناشير تظهر إقدام العديد من المغاربة على إبداء رغبتهم في شراء التحف الفنية الجزائرية القديمة، من خلال تواجدهم اليومي في صفحات فيسبوكية مختصة في عرض كل ما هو قديم، من تحف فنية وغيرها من الأغراض الأخرى.

فقد أقدم، السبت، أحد المغاربة من مدينة طنجة، بحسب ما تضمنه التسجيل الصوتي الذي أطلعنا عليه، على طلب شراء “قفطان” جزائري، تعود صناعته إلى قرن من الزمن، قامت إحدى الصفحات الفايسبوكية بعرضه للبيع، بل طلب هذا المشتري المزعوم من البائع إن كانت لديه تحف أخرى قديمة، مثل قطع الزليج القديمة وغيرها من القطع الأثرية الأخرى، بالرغم من أن الصفحة الافتراضية وجهت عرضها الخاص ببيع القفطان إلى الجزائريين، كما تضمنته العبارة التسويقية لهذه العبارة، غير أن ذلك لم يمنع هذا الشخص المغربي من إبداء رغبته في شراء هذا القفطان، وأنه لا توجد لديه أي مشكلة في شراء هذا اللباس التقليدي بأي ثمن.
بعض النشطاء تواصلوا مباشرة مع البائع، الذي حول التسجيل الصوتي إلى هؤلاء النشطاء، واتضح أن الأمر يتعلق بشخص مغربي تجهل أصوله، يحاول شراء كل ما له علاقة بالتحف الجزائرية القديمة، قبل أن يتم الرد عليه عبر تعليقات، أكد من خلالها أصحابها أن “التراث الجزائري ليس للبيع”.
وتكشف هذه الحادثة عن مدى تغلغل أذرع النظام المخزني عبر شبكات التواصل الاجتماعي بهدف “سرقة” كل ما هو جزائري، وبأي طريقة كانت ولو اضطر الأمر إلى دفع أموال باهظة، مقابل الحصول على قطع أثرية أو تحف فنية جزائرية قديمة، على أن يتم بعد ذلك إدراجها ضمن التراث المغربي، خاصة إن كانت مثل هذه التحف الفنية نادرة ولا يوجد مثلها، كما هو الشأن مع القفطان الجزائري، الذي يرجع وجوده إلى 100 سنة.
وتأتي هذه المحاولات وهذا النشاط المتزايد عبر منصات سوشيل ميديا من قبل الأذرع المغربية، تزامنا مع إطلاق السلطات المغربية مشروع رقمنة التراث المغربي، واستحداث تطبيقات مثل تطبيق “إمبراطوريات المغرب” وتطبيق “المغرب القديم”، وغيرها من التطبيقات الأخرى، بهدف الاستحواذ على كل ما له علاقة بالتراث تحت غطاء حماية “التراث المغربي” من السرقة، في وقت كشفت فيه عديد الحوادث أن السلطات المغربية حاولت في أكثر من مناسبة، نسب الكثير من التراث الجزائري المادي واللامادي إليها، ولم تسلم من هذا “العبث الثقافي” حتى بعض الشخصيات التاريخية الجزائرية، ويبدو أن المناورات المغربية لن تتوقف ضمن مخططات ممنهجة من أجل ترسيخ أفكارها التوسعية الوهمية، الأمر الذي أصبح يستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات للحد من هذا النزيف الثقافي، الذي يستهدف التراث المادي واللامادي، الذي تزخر به الجزائر، إذ أصبح لزاما تكثيف المزيد من الجهود لصد هذا الخطر القادم من الجهة المغربية، خاصة وأن وزارة الثقافة والجهات المعنية لم تتوقف منذ زمن عن فضح كل التلاعبات والمناورات التي تقوم بها المغرب في هذا المجال.
وبحسب العديد من المتتبعين، فإن الحرب “الافتراضية” التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، يريد من ورائها النظام المغربي الاستثمار في هذا المد التكنولوجي، من أجل إيهام الرأي العام الدولي بأنه يسعى لحماية تراثه المادي واللامادي، خاصة بعدما خسر العديد من المعارك، بعد قيام منظمة اليونيسكو بتصنيف عدد من التراث المادي واللامادي الجزائري، ضمن التراث العالمي. وهذا، الذي جعل السلطات المغربية “يجن جنونها”، متخذة مناورات أخرى، علها تتمكن من “سرقة” بعض التحف الفنية القديمة، وتوظيف المال الوسخ من أجل أغراض دنيئة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!