-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مفارقة بين وزير صهيوني ووزير مصري

حسين لقرع
  • 4816
  • 17
مفارقة بين وزير صهيوني ووزير مصري

بعد أيام قليلة من تهديد وزير الخارجية المصري ضمنيا باحتلال غزة وإسقاط حماس وإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع على ظهور الدبابات المصرية، صرّح وزيرُ الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، يوفال شتاينيتز، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الكيان الصهيوني سيتخذ جملة خطوات لمصلحة الفلسطينيين، ومنها السماح بدخول مواد البناء إلى قطاع غزة، وهذا للمرة الأولى منذ حرب ديسمبر 2008 وجانفي 2009.

اللافت للانتباه أن تصريح الوزير الصهيوني بخصوص تخفيف الحصار، يأتي في وقت يشتدُّ فيه حصارُ النظام الانقلابي المصري لغزة من خلال استمرار الجيش في غلق معبر رفح وعدم فتحه سوى سويعات محدودة في أيام معينة كل أسبوع، وكذا تهديم الأنفاق التي كان مبارك، على سوئه، يتغاضى عنها، ما خلّف أزمة إنسانية في غزة يميزها قلة المؤونة والدواء والوقود وانقطاع الكهرباء 16 ساعة يوميا، ما ينذر بكارثة إنسانية إذا لم يرفع النظامُ الانقلابي الحصار الجائر في أقرب وقت.

وأكثر من ذلك، بات النظام الانقلابي يهدد باحتلال غزة وإسقاط حماس بذريعة أنها تموِّن الجماعات السلفية المقاتلة في سيناء بالسلاح. وزعم الانقلابيون أنهم ضبطوا منذ أيام قنابلَ في سيناء تحمل أختام “كتائب القسام”، وقدّموا هذه الرواية البائسة للعالم دون أن يشعروا بمدى تفاهتها؛ فإذا فرضنا جدلاً أن حماس دعمت السلفيين، فهل يُعقل أن تترك وراءها دليلاً يدينها بكل هذه البساطة الشديدة؟ هل يصدِّق أحدٌ أن قادة حركة المقاومة على هذه الدرجة العالية من الغباء والسذاجة في التفكير؟

منذ أكثر من شهر ونحن نسمع الانقلابيين وإعلاميي الفتنة والتحريض الرخيص يرددون باستمرار ودون خجل أن الجيش المصري سيسحق حماس في ظرف ساعات ويحتلّ القطاع. ولا يكفّ هؤلاء المتبجِّحون عن إطلاق التهديدات وإظهار عنترياتهم الفارغة في كل لحظة ضد أشقائهم. تُرى، أين كان هؤلاء الذين يستأسدون الآن على إخوانهم في غزة حينما قام الجيش الصهيوني بتدمير سلاح الجو المصري على الأرض في 5 جوان 1967؟ ولماذا فرّ الآلافُ من الجنود المصريين في صحراء سيناء لا يلوون على شيء ورفضوا حتى إحراق دباباتهم وأسلحتهم الثقيلة حتى لا يغنمها العدوّ خوفاً من أن يحدد مكانهم ويلاحقهم بطائراته ويقتلهم، كما أورد سعد الدين الشاذلي في مذكراته؟

ليس من الشهامة في شيء أن يشارك الانقلابيون مع العدوّ في حصار إخوانهم لترضى عنهم أمريكا وتسكت عن انقلابهم وتدعمهم. وليس من المروءة أن يهددوا بغزو القطاع واحتلاله والتنكيل بإخوانهم الذين عانوا الويلات على يد الجيش الصهيوني.

إذا رفض الجيشُ المصري العودة إلى سياسية ما قبل كامب ديفيد، فهذا شأنه ولن يرغمه أحدٌ على خوض حروبٍ جديدة مع الجيش الصهيوني، وإذا رفض دعم المقاومة في غزة بالمال والسلاح وشتى أشكال الدعم، فلن يقدر أحدٌ أيضاً على إرغامه على ذلك، وسيحاسبه الله وحده على خذلان المقاومة، ولكن ليس من المقبول أن يتخلى عن محاربة الأعداء ويتفرّغ لمحاربة إخوانه الذين يرابطون في غزة استعدادا لحرب جديدة في أي لحظة، بهدف القضاء على مقاومتهم وتدميرهم وبالتالي المشاركة في جريمة تصفية القضية الفلسطينية وفرض سلام ذليل على الفلسطينيين بقيادة عباس؛ “سلام” يضيّع كل حقوقهم التاريخية ويمنحهم الفتات.

 

نرجو أن يثوب الانقلابيون في مصر إلى رُشدهم ويكفوا عن غيّهم وتهديداتهم ضد إخوانهم، ليس من حقهم أن يُنجزوا ما عجز عنه الجيش الصهيوني، فهي وصمة عار ستبقى في جبينهم ولعنة ستطاردهم إلى الأبد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • يونس

    وزير اسرئيلي أو وزير مصري نفس الشيئ وجهين لعملة واحدة الفرق الوحيد هو ان الوزير الاسرئيلي يبحث عن مصلحة شعبه أما الوزير المصري فهو يبحث عن ان يكون عبيد لاسرئيل على حاب شعبه

  • ربيع

    بسم الله
    اشكر الكاتب على المقال الدي وصفه الانقلابيين في مصر على الحصار على اخوانان في غزة بلدة العزة والككرامة لولا غزة يامصريين لاكاتكم اسرائيل فالتقوا الله في اهل الكرامة والعزة والتاج العرب والمسلمين
    الجزائر مناصرة غزة

  • فلة

    اخي الكريم ان المغرب ليس في حرب و ليس محاصرا كما هو الحال في غزة ,

  • عماد

    الفرق بينهم هو ان الوزير الاسرئيلي يتحدث بميزان القوي أم الوزير المصري فهو يتحدث بميزان الضعيف المهزوم وكيف لا واسرئيل مازالت تحتل سيناء بطريقة غير مباشرة فماذا يعني ان لا تجيز لك اسرئيل ان تنشر قوات عسكرية في منطقة من أرضك

  • هشام

    يسلم فمك يأردني ينشامي هاته هي حقيقة مصر خيانة القضية الفلسطينية من زمان ومصر تخون في القضية الفلسطينية فلقد خانت مصر سوريا بابرامها معاهدة كامب ديفيد المخزية لمصصر والمربحة الاسرئيل

  • فاروق

    الفرق بينهم هو ان الوزير الاسرئيلي ذكي ويدافع على شعبه أم الوزير المصري فهو غبي وعبد مطيع لاسرئيل

  • ابراهيمي

    قبل حرب ال67 كان قطاع غزة تحت الحكم المصري لكن هزيمة الجيش المصري سمح للجيش الصهيوني احتلال قطاع غزة وسيناء وقد استعادت مصر جزئيا سيناء ليس بهزيمة الجيش الصهيوني بل بالتنازل عن قطاع غزة ومن يعترض فليشرح لنا كيف تحررت سيناء جزئيا

  • Dr Mohna3li

    ثورة دي و لا اقلاب؟
    هل تعطيل دستور انتخب عليه و استبداله باخر مفبرك من الدموقراطية؟
    الزج بألاف المواطنين في السجون ثورة؟
    قتل الالاف و حرق جثثهم ثورة؟
    اقصاء أكبر تنظيم سياسي و الزج بقيادته في السجون ثورة؟ أليس الاخوان أبناء مصر؟ عجيب أمركم يا غربان. ألا تستحون من الله و خلقه؟

  • احمد ابراهيم

    نعم يااخى صدقت فيما تقول وهذا هو حال العرب فمثلا عندما شرد الملك حسين ملك الاردن الفلسطنيين فى حرب ايلول الاسود هذا حقه وعندما طردت لبنان ياسرعرفات هذا حقهم وعندما سمحت تونس لاسرائيل بضرب الفدائيين الفلسطنيين على ارضها هذا عادى وعندما استنجد بن بيلا بعبدالناصر لمساعدة الجزائر فى ضرب المغرب بسبب صحراء فيما سمى بحرب الرمال هذا عادى.
    لو أن أى دولة عربية بمافيهم الفلسطنيين انفسهم تقارن نفسها بما قدمته للقضية الفلسطنية وما ضحى به المصريين من اجل فلسطين لوجدت نفسها قزم بجانب عملاق لو سمحت انشر هذا

  • فريد

    انا اعتبره مجرد تهريج من عصابات و ما اكثر العصابات فى هدا الزمان و مصيرهم الهلاك و البوار بينما الشرفاء و الايطال باقون الى قيام الساعة و لا تهزهم تهديدات المهرجين

  • lamine

    لك كل الحق ياسيدي فيما كتبه في هذا المقال,لوكانت هذه التصريحات قبل سنوات عندما تم اسقاط الطائرة وعلى متنها خيرةمن الظباط المصرين,لكانت مصر في قلبوب الشعوب العربية تفتخر بها وبقوتها.لكن لاسف تصريح وزير الخارجية جاء قويا لان الخصم عربيا وليس غربيا,عدة تصريحات سمعناه في السنوات الفارطة من الحكومات السابقة المصرية. بتهديد السودان في قضيةاغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك,اليس هذا هرى لماذا نحن العرب اشداء على اخوننا ضعفاء امام العدو ,اينا النخوة العربية اينا الظمير والاخلاق يا عرب ...

  • alilaid

    ادا كان الجيش الصهيونى لا يستطيع ان يدمر قطاع غزة يعنى الجيش المصرى يفعلها الله اكبر الجيش الدى حرر سيناء سيحرر القدس وقطاع عزة من حماس

  • jazayri

    كل شيء يحدث للإخوان في مصر وعلى الحدود مع غزة يصرخ كاشفا حقيقة الانقلابيين ولمصلحة من هم ؟

  • احمد

    الفرق بين الوزير الصهيوني و الوزير المصري ان الاول يحسب الامور بميزان العقل في حين الوزير المصري منزوع العقل

  • صوت الاحرار

    أسمعت لو ناديت حيا....... من تتحدث عنهم ماتت ضمائرهم قبل قلوبهم و أعمى الله بصيرتهم قبل بصرهم و كما أوردت في المقال فالخيانة ليست بالشيء الجديد في تاريخهم. في الحقيقة هم لا يمتون للإسلام بصلة إنما يحسبون على الإسلام و يزيدون من تعداد المسلمين ، أزمة مصر أثبتت أنهم بالمرصاد للإسلام و يضحون بالنفس و النفيس لان لا تعلو كلمة الله.

  • اسلام محمد

    انت متحامل جداا على مصر...وان كنت تدعى احترامك للرأى والرأى الاخر والمهنية الصحفية..فلابد الا تعمم فى مقالاتك بأن ماحدث عندنا انقلاب...لان هناك الكثيريين جداا من يسمونها ثورة ..(اين المهنية والرأى الاخر)...وبمناسبة غزة ..لم اقرأ لك ابدا اى ادانة لمقتل عشرات الجنود يوميا فى سيناء على يد المسلحين...اهل القطاع اخواننا ولكن امننا فوق الكل........تأمل فى ارشيف حدودكم مع المغرب الشقيق وستضحك كثيرااااا عند مقارنته بألشأن المصرى......جرب وتأمل لن تخسر شىء

  • محفوظ

    نشكر الكاتب على هذه الصرخة الموقف تجاه إخواننا في غرة المتآمر عليها........خيوط اللعبة واضحة الآن وهي أن الصهاينة و عريقات يطبخون في هذه الأيام و تحت نار بعيدة عن أنظار العلم يطبخون "لحل" يحاولون فرضه على الفلسطنين و هم في أوقات صعبة جدا. و مما يزيد من هذه الصعوبة مضايقة الإنقلابين في مصر لهم...وفي نفس الإتجاه يظهر الصهاينة وكأنهم إصحاب إنسانية بتمرير بعض المواد البناء طمعا منهم أن الضفة ستقيل بالطبخة القادمة.