مفتي الشيطان!!
مفتي سوريا اختار وفدا نسائيا لبنانيا من أجل القول لعضواته إن رئيسه المفدّى وقائده العظيم تذكّر فجأة واجبه الجهادي نحو الأمة، وبأنه يحتكم إلى آلاف الاستشهاديين المستعدين للتضحية بأرواحهم في إسرائيل وأمريكا وكل الغرب، وذلك فداءً للقائد وليس لفلسطين طبعا!!
-
الرجولة التي أظهرها المفتي فجأة، تأتي بعد أيام قليلة صرح خلالها أن قلبه يتقطّع على سكان مدينة سرت الليبية المحاصرين، دون الحديث عن سكان درعا وتل الزور وحمص، وهي تذكرنا بـ”مرجلة” العقيد الليبي، معمر القذافي، الذي قال للجميع إنه في الصحراء أخطر منه بكثير مما كان تحت خيمته، بدليل تفجيره لاحتجاجات في قلب نيويورك، بسبب البطالة والفقر والتأمين الصحي!!
-
فعلا، إننا نحمد الله كثيرا على هذه الميزات الرجولية، التي ما كنا لنكتشفها في زعمائنا لولا الثورات العربية، أو الربيع الذي يريد البعض صبغه بالأحمر بعدما كان مزهوا بخُضرته، رغم الدماء التي سالت فيه بحثا عن الكرامة والحرية.
-
ألم يسمع مفتي سوريا وهو يتحدث لقافلة مريم النسائية اللبنانية، صرخات نساء سوريا في المناطق المحاصرة، والتي بات أهلها يقتاتون من لحوم القطط والكلاب، وينامون ليلهم في انتظار زوار الفجر من العسكر الظالمين، فيما يخصصون نهارهم لتشييع جثث القتلى وعدّ المفقودين والمخطوفين؟ ألم يقرأ سماحته قصة الفتيات اللواتي تم اغتصابهن وتقطيعهن على أيدي جنود قائده العظيم!!؟ ألم يعلم بهؤلاء اليتامى والثكالى والأرامل، من الذين قتل رئيسه المفدّى أزيد من 3 آلاف سوري من عائلاتهم و400 شخص لقوا مصرعهم في شهر رمضان فقط!!؟ ألم يستمع مفتي سوريا إلى المجاهدة اليمنية، توكل كرمان، وهي تقول لرئيس النظام في اليمن، علي عبد الله صالح، أن مئات النساء اليمنيات سيقتحمن قصره الرئاسي، ويسحلنه في الشارع دفاعا عن شرفهن الذي شكك فيه الدكتاتور يوما، حين قال إن هدف المعتصمين في ساحات التغيير هو الاختلاط بين النساء والرجال!!
-
ما شاء الله على هذا الالتزام الديني، الذي يفاجئنا به الحكام العرب يوما بعد آخر، تماما مثلما يحاولون تصوير ثورات الشعوب ضدهم على أنها مؤامرات خسيسة، الهدف منها التخلص من رموز عربية وإسلامية، فعن أي عروبة وإسلام، يتحدث الأسد وصالح والقذافي وغيرهم!!؟
-
مفتي سوريا بات حليفا للشيطان بعدما كان مجرد ناطق باسم السلطان. وفقدانه لولده في حادث اغتيال ضمن هذه الثورة السلمية، لدليل على أن الشعب لم يعد يحتمل صبرا أكثر من الصمت في مواجهة آلة القتل، وقد كان أشرف له أن يتنحى عن منصب الإفتاء، بدل مناصرة الباطل وتأييد الاستبداد وتأليب الدكتاتور!!