مفجرو مطار جانت يتخلون عن العمل المسلح ويسلمون أنفسهم

وسط تكتم كبير، سلم العناصر المنتمون لما يسمى بـ “حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة” (msj) أنفسهم وأوقفوا نشاطاتهم بصفة رسمية، وهو ما حضرته ووقفت عليه بعين المكان بمدينة جانت “الشروق اليومي”.وتزامن استسلام عناصر “حركة أبناء الصحراء”، مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبالضبط على الساعة العاشرة والنصف صباحا من يوم الخميس المنصرم. 

 وحسب ما صرح به أحد المنتمين لهذه الجماعة المسلحة في اتصال مع “الشروق اليومي”، فإن القرار القاضي بتوقيف “النشاط المسلح”، جاء بعد “مفاوضات” دامت أكثر من 45 يوما مع السلطات المحلية وبرعاية أعيان المنطقة الذين لعبوا دورا كبيرا في إقناع هؤلاء بتطليق العمل المسلح، وهي “المفاوضات” التي جرت بمنطقة تسمى اجيريو، تقع شمال مدينة جانت على بعد 245  كلم. وحسب نفس المصدر، الذي كان يتحدث للشروق، فإن المفاوضات قادها رئيس الحركة المسمى (ط. ع)، مباشرة رفقة نائبين له والمكلف بالإعلام مع “الوفد المفاوض”، وهي المجموعة المسلحة التي تبنت استهداف طائرة بمطار جانت شهر نوفمبر الماضي.وحسب ما توفر من معلومات للشروق اليومي، فإن جميع مراحل المفاوضات التي بدأت – حسب مصادرعليمة – قبل 45 يوما، حضرها أعيان من شيوخ وأقارب الشباب المنتمين للحركة والبالغ عددهم 17 شابا، معظمهم من “مستويات التعليم الثانوي والجامعي”، وهو ما أكدته مصادر أخرى، توصف بالمسؤولة للشروق اليومي.وقد حضرت “الشروق” بعين المكان عملية وصول 05 شبان من المنتمين للحركة مساء الأربعاء الماضي، فيما التحق الباقون بذويهم صبيحة يوم الخميس الأخير، وجاء تأخر التحاق البقية بعائلاتهم، بغرض ترتيب الإجراءت التي تتعلق بطلب هؤلاء الاستفادة من إجراءات المصالحة الوطنية، خاصة بعد وصول خيارهم المسلح الى طريق مسدود لقي رفض جميع الفاعلين في المنطقة، رغم مشروعية المطالب المرفوعة. هذه المطالب دونت في رسالة مطولة للمجموعة تحصلت “الشروق اليومي” على نسخة منها، حيث زعموا أنهم أرادوا من خلال تأسيس الحركة، حسب أحد عناصرها النشطاء، “إثبات  تواجدهم بالمنطقة التي اختاروها لأول مرة”، وهي منطقة تاست شمال برج الحواس على بعد 180 كلم عن مقر الولاية إيليزي، قبل ان يتنقلوا شهر ديسمبر الماضي، إلى المنطقة المسماة تيكديوين 195 كلم شمال ايليزي، والتي كانت المنطقة التي بدأت فيها المفاوضات قبل التقرب من منطقة اجيريوا، حيث التقى عناصر الحركة بأعيان المنطقة لرسم موعد وتوقيت تسليم أنفسهم، كما أكدوا انهم “ليست لهم أي علاقة بالأعمال الإرهابية التي تبنتها بعض التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، نافين أن تكون لهم صلة بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، مثلما كانت تروج له هذه الأخيرة.وشدد نشطاء “حركة أبناء الصحراء” على أنه ليس لهم “أي اتصال لا من قريب ولا من بعيد بالمسمى مختار بلمختار، لان قضيتهم تخص الجوانب الاجتماعية لأبناء المنطقة“. وكان “للشروق اليومي” لقاء وحوار مع رئيس الحركة، حيث أكد بأن المفاوضين، خاصة من الاعيان والسلطات المحلية كانوا “حكماء جدا، ما سهل عملية التفاوض، ومن ذلك الوصول إلى النتائج التي تراها الحركة مرضية بفضل تفهم الجهات العليا في البلاد لذلك”، معبرين عن أملهم في الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية.