-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مقابلة بين الفريقين الجزائري و”الإسرائيلي”!

مقابلة بين الفريقين الجزائري و”الإسرائيلي”!

لم تعد حمّى الإنجازات والانتصارات حبسا على جزائريين، ذهب بهم التيه والعجب كل مأخذ، بل تعداه إلى الجانب الإسرائيلي وإنْ في اتجاه آخر. ولا غرو إن كان الزهو بالانتصار يرفع من معاني الوطنية والاعتزاز بالقوم، فذلك شأن كل الشعوب غالبة كانت أم مغلوبة، محتلة كانت أم متحررة.

لا يزال قومي من الجزائريين زاهين هذا العام، وما أقصره على هاته الأفراح التي سيذكرها قادم الأجيال بكل طرافة، لا كما نذكر نحن جدنا نور الدين زنكي، عندما عاب عليه العلماء من حاشيته ولعه بكرة المضرب التي تقام على الخيول، فقال: “إنها رياضة تعلم الخيل الكرّ والفر في الجهاد”. بعد تربوي طويل المدى، ونظر ثاقب يخترق الأزمان، لا تضاهيه سوى غفلة هذه الجموع عما يسلبه لهم الولع بكرة أقدام، تروح وتغدو وتتقلب، وأرجل أخرى عدد شجر الأرض ملقاة على الأسرة، أو قائمة كالأعمدة بلا حراك، سوى من ترويح يمنة تارة ويسرة، ترويح يفعل مثله عادة النساك في صلاة القيام.

كنت أتتبع ولا أزال أخبار الفريق الوطني الإسرائيلي فلا أجد لذكره أثرا، لا في بطولات العالم ولا في الكيان الصهيوني، ربما لأنهم لا يحسنون هذه الكرة كما نحسن، لقد كان بإمكانهم جلب مدربين ولاعبين محترفين، وما فعلوا، لأن القوم مشغولون بفريق آخر يتدرب على اختراق مرمى الأعداء، ويتمرن على القذف بكل قوة تدك العدو، ويخطط لمراوغة الخصم واستغفاله لكسب الميدان والتأهل عليه، وما إلى ذلك من فنون اللعب بالكرة الأرضية، كان من أشواطها الطائرة “إيتان” التي تعني بالعبرية القوي، البالغ مداها آلاف الكيلومترات، وطائفة أخرى من المؤهلات لا مثيل لها في المنطقة.

كنت أرقب الفريق الإسرائيلي وهو يحتفي بالطائرة وصناعها، وأتطلع إلى قومي هنا وهناك وهم يرقصون على أهازيج الانتصارات الصاخبة، وأتضور ألما من هذه المفارقة التي يصنعها الساسة في بلداننا، وهم بها لاهون ولها مصدقون. الله أكبر كم في أوطاننا من عجب، وكم فيه من الغافلين!

ككل عام تصفعنا مؤسسات عالمية تتابع التعليم الجامعي، فنلفي جامعاتنا في مؤخرة الركب، والكليات الإسرائيلية في أوله، ولم يواجهنا أي مسؤول في الدولة يعنيه هذا الأمر، بل يلفُّ الموضوعَ لفا ويطوى في سراديب النسيان، لأمد الله أعلم بمنتهاه، أمد سيقضي على جيل بأكمله يتدرج في التعليم. والتعليم الصهيوني لمن لا يدركه يعمّد بنيه في تعاليم التوراة، ويحيي فيهم العبرانية ليتحدّثوها ويتدارسوها، في مؤسسات لم تلغِ الإيمان من مقاعدها، ولم تدفع بالأمهات اليهوديات إلى وهم العمل، دين وعلم، أسرة ومعمل، سلاح وحقل، اقتصاد وسياسة، وفن وترفيه، ولكن في آخر المطاف؛ وذلك هو “الحكم الراشد” في مجتمعه، لم يجرمنّ سنن الكون شنآن قوم على ألا تعدل، ولم تحابنا في ما يهلكنا من فساد.

حسبي من هذا المقال أن أبعث برسالة إلى الصهاينة، الذين يترصدون الوعي في أمتي المسلمة، أن قد كسبتم بعضا من النصر في غفوتها، لكنكم لن تكسبوا الصراع إلى الأبد، لأن بعضا من الوعي فقط سيستفيق به شعبنا، وأن كثيرا من فطنتكم لن تكفيكم لمزيد من التأهل في “المونديال” الأرضي، فارتقبوا إنا معكم مرتقبون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مراد

    اجدت واحسنت!