-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تقتفي أثر الجنس الثالث في الجزائر

ملاهي توظف الشواذ لجلب الزبائن بالملايين في الليلة الواحدة!

الشروق أونلاين
  • 57272
  • 1
ملاهي توظف الشواذ لجلب الزبائن بالملايين في الليلة الواحدة!

قد يكون الموضوع ليس جديدا، أو سبق التطرق إليه عدة مرات، لكن الظاهرة اتسعت إلى الحدّ الذي أصبحت فيه تُخيف البعض وتُقلق البعض الآخر، كما أنها زرعت الرعب في الداعين إلى التمسك بالحد الأدنى من الأخلاق… إنها ظاهرة الشواذ الذين غزوا عدة مدننا ..

  • جاؤوا من كل الولايات، يعشقون المداحات والكباريهات والويللمن يفكّر بمواجهتهم!
  • الجنس الثالث، أو الشاشرات كما يسميهم البعض تهكما بدمجه كلمتي (الشاشرة والشيرات)، أي الذكور والإناث، يقول عنهم الكثيرون أنهم شوهوا صورة وهران وألصقوا فيها طابع التعفن أو (تيكي) الزهو بالباطل، في حين يهمس صوت آخر بكثير من الاستحياء قائلا “استمعوا إليهم، فهم أيضا ضحايا مجتمع متعفن“.. بين هؤلاء وأولئك كان صعبا البحث عنهم، لكن الأصعب كان العثور عليهم والكلام معهم دون شك أو توجس أو حتى رغبة بالاعتداء!
  • (سفيان) كان رأس الخيط الذي حرّك في داخلنا الرغبة بالبحث عن الجنس الثالث المنتشر في وهران، وقد كانت مناسبة الكلام معه صدفة (أو مخططا لها لا يهم) عقب نشر الشروق لسلسة مقالات وتغطيات عن الشاب عبدو (أو الشيخ كما يحلو للمتعصبين إليه تلقيبه)، حيث بادر بالحديث معنا هاتفيا، وكان مترددا منذ البداية، لكن ذلك لم يُنقص جرأته حين أخبرنا بصريح العبارة أن “سفيان ليس اسمه الحقيقي”، ولكن لظروف الاحتياط والخوف من التشهير فهو يفضل أن يتعامل به معنا، وحتى المكالمة التي تلقيناها كانت مجهولة الرقم (مثلما هي أغنية عبدو الشهيرة قلعلي لافيشور دارلي أبيل ماسكي)، علّق ممازحا أو هكذا أراد أن يدخل معنا في الكلام، مضيفا أنه سيكتفي فقط بتحديد الأماكن التي ينشط فيها هؤلاء الشواذ ثم يترك لنا مهمّة البحث عنهم (عوموا بحركم)، قال ناصحا، ولكنه أردف كلامه بنوع من التشجيع موضحا.. (لا تقلقوا فلن تجدوا صعوبة في البحث عنهم، فهم موجودون في كل مكان، وقد يكونون أقرب للجميع مما يتصورون)..
  • طبيب مشهور ومدير بنك عمومي ضمن المتورطين!
  • ولعل من أكثر الأمثلة التي كشفها لنا سفيان (أو من لقب نفسه بسفيان)، هي تلك الجماعات الشاذة التي تستقر بالقرب من مقر القنصلية الإسبانية بوهران، حيث أخبرنا أنهم نافذون وهواتفهم النقالة تحمل أرقام شخصيات هامة، حيث يوجد من ضمنهم طبيب أشقر معروف بعاصمة غرب البلاد، كما أن مدير وكالة بنكية عمومية يعد زبونهم الأول، وهو من المترددين رفقة آخرين من أمثاله على أمكنتهم، وأحيانا يتم اتخاذ هؤلاء الشواذ كطريق للوصول إلى الفتيات أو استدراجهن، ويكون عربون الوسيط أحيانا يلامس المليوني سنتيم وأحيانا أكثر بحسب الطلب.. وقد كان يمكن أن لا نصدق سفيان، لكننا تأكدنا من كلامه بمجرد مصادفة المعنيين والكلام معهم!
  • في البحث عن المنتمين لحزب عبدو!
  • ظاهرة الشاب عبدو الذي يعتبره الشواذ مطربهم المفضل، كما يرون فيه صوتهم العالي، خصوصا إذا ما أرادوا التفكير علانية، أو رغبوا في الجهر بما هم عليه دون عقدة نقص أو ملاحقة، هي ظاهرة تحيط بها كثير من الأسئلة و(جيش) من علامات الاستفهام، تماما مثل جيش (البودي غارد) أو الحراس الشخصيين الذين يحيطون بعبدو في تنقلاته، وداخل سيارته، كما أن التعجب والغموض يقومان أساسا على سرّ الترحيب الكبير الذي يلاقيه عبدو وجميع من يدور في فلكه من مغني المداحات، سواء من طرف الدوائر الرسمية، الأمنية أو الجمهور، وهو ترحيب ليس من أي كان، بل من جهات نافذة، مما جعل من ظاهرة الشواذ أمرا مقبولا ومرحّبا به في الأعراس والجلسات الخاصة على الأقل، مثلما حدثنا أستاذ جامعي معروف كاشفا لنا أن “الظاهرة طرقت أبواب الكثير من المعاهد وأصبح هنالك العشرات من المنتمين لحزب عبدو ومن معه”، بل إن أحدهم بجامعة وهران أنجز بحثا أكاديميا ودراسة عليا حول الظاهرة الصوتية لمغني المداحات من الرجال، ووصف الموضوع أنه طابو ينبغي كسره، على الأقل بسبب الإقبال الكبير الذي تعرفه تلك الأصوات من طرف الجمهور، وأيضا من طرف العائلات، كما أن عبدو تحول إلى تيّار له أتباع.
  • أصحاب محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة في ولاية وهران، المعتمدون منهم أو حتى أولئك الذين يبيعون (السيديهات) على الرصيف في سوق المدينة الجديدة الشعبي، قالوا لنا بصريح العبارة إن (الشيخ) عبدو وهواري المنار، يعتبران من أصحاب المراتب الأوائل في قائمة الأغاني الأكثر مبيعا، ناهيك على أن ألبومات الشاب عبدو تحديدا تحقق نجاحا كبيرا يفوق التوقعات، وحفلاته في الكباريهات صيفا بمدينة عيون الترك يحضرها “كبار القوم” وأصحاب النفوذ في وهران، من مسؤولين في الإدارة ومديري بنوك عمومية وخاصة، ولعل لغة (الرشقة) التي تصل أحيانا إلى أكثر من 5 إلى 10 ملايين للزبون الواحد، تكشف أننا لسنا بصدد زبائن عاديين، بل هم من الأثرياء وأصحاب السيارات رباعية الدفع والفيلات الفاخرة بالملايير، وبعضهم أيضا من الفائزين بالمناقصات والمستحوذين على المشاريع الكبرى، ومعهم حفنة من الموّالين وأيضا (ناس الخلعة) الذين وجدوا أنفسهم صدفة في جو يشبه ألف ليلة وليلة، فذاقوا نكهة السهر ولم يستطيعوا مفارقتها.. ألا يقال في الأمثال (اللي ذاق البنّة ما يتهنى)!
  • لسنا غرباء عن المجتمع، وباغيين نتوبوا ماخلوناش العرب“!
  • خارطة الأماكن التي يتردد عليها الشواذ في وهران باتت معروفة للجميع، ففي وسط المدينة، وتحديدا قرب قصر الثقافة، شاهدنا توافد عدد كبير من الزبائن على أحد الكباريهات، وذلك انطلاقا من الساعات الأولى في الليل، وفي الخارج كان يقف شخصان ضخما الجثة، وهما كما يعرف الكثيرون موظفان للحراسة، وضعهما صاحب الملهى مثل التمثالين في الخارج، لكن قد يستعملهما لمآرب أخرى، مثل تهذيب الزبائن (غير المهذبين) أو أولئك الذين لا يدفعون… علما أن الجنس الثالث يتخذ من بعض هؤلاء الحراس وسيلة دفاع أو بالأصح جبهة قتال ضد المتحرشين بهم، وذلك كله مقابل أموال، “فلا يوجد شيء ببلاش في بلادنا”، كما قال لنا بعضهم.. في الملهى الذي ذكرناه بوسط المدينة، حدثنا البعض بلغة الخبير أن الليلة الواحدة التي يقضيها أحد الشواذ مع زبونه قد تصل من 3000 إلى 5000 دج؟!
  • بعض الزبائن قالوا لنا بشكل دفاعي عن الكباريهات “أتعلمون أن كثيرا من الناس لديهم فكرة خاطئة عن الأمور التي تقع في الداخل، سواء عن جهل أو قصد، فهذه الملاهي الليلية درجات وأنواع، كما أن بعضها يملك قانونا داخليا، حيث لا يسمح بتاتا بالزنى العلني أو الممارسات الفاحشة، فقط بالمواعيد (…) كما أنه يمكن للزبون أن يطلب مشروبات لا تحتوي على كحول، فقط مشروبات باردة من تلك التي يشربها الجميع علانية دون خجل”.. لكن ما نسبة هؤلاء (العاقلين) الذين يدخلون كباريه أو ملهى لشرب شيء يمكن أن يشربوه في بيوتهم؟!.. لا أحد يعرف، لكنهم في كل الحالات أقلية!
  • أما أكثر الأماكن التي أصبحوا يترددون عليها، فهو فندق يقع بواجهة البحر، وهناك يتعدد زبائنهم ويختلفون، حتى أن جنسياتهم تختلف، وقد وجدنا من هؤلاء الزبائن عربا ومغتربين يقومون بزيارة عائلاتهم في وهران صيفا، ولا يفوتهم المساهمة في موسم الخلاعة والبحث عن ممارسة الجنس بكل الصفات، وكل زبون وما يطلب، فهناك بعض الشواذ يعملون داخل الملهى بالفندق، وآخرون يصطفون عند واجهة البحر وأسعارهم رخيصة قد لا تتعدى 1000 دج!
  • أحد الأشخاص أخبرنا عن قصة مروان، وهو شاب من عائلة ثرية جدا في عاصمة غرب البلاد، وله أقارب أيضا في مناصب مهمة وحساسة، ليس في وهران وحدها، بل أيضا في تلمسان وبلعباس، وقد كان الثراء واضحا عليه من خلال السيارة الفخمة التي كان يركبها، وقد حاولنا الالتقاء به لكن في كل مرة كانت تعليقات بعض الأشخاص تثير غضبه واستياءه. أعطانا موعدا لكنه أخلفه، ثم أعطانا موعدا آخر لكنه أخلفه للمرة الثانية، والسبب كان الخوف دوما من المواجهة، لذلك ليس غريبا أن يستعمل العديد من أتباع الشذوذ مقدمة الأغنية التي تقول (باغي نتوب وماخولونيش العرب) من أجل أن يصفوا حالهم اليائس!
  • وهران تستورد الشواذ من الولايات المجاورة!
  • ومن الأماكن التي تعرف إقبالا من طرف هذه الفئة، وحسب ما راج وشاع بين الأوساط الشبانية بوهران، هي “الصون لازير” و”المنار” اللذان يعدّان ملتقى للشواذ، كما علمت الشروق أن مجموعة تتكون من حوالي 13 شاذا يقطنون بمدينة “سيڤ” بمعسكر يقصدون هذا الملهى المعروف لتحديد مواعيدهم الغرامية، على أن يكون الوسيط في هذه الصفقة فتيات جميلات، حيث تم إغراء الزبون بالحصول على فتاة في حال ما إن وافق على مقابلة شاذ.
  • أما عن العلاقات الزوجية بين هؤلاء الشباب، فغالبا ما تكون سرّا ولا تتداولها إلاّ الأوساط التي تكون على صلة بالشواذ، فغالبا ما يكون “زوج الشاذ” أو “الفاملات”، إمّا “فيدور” أو “معروف أنّه رجلة”، على حدّ ذكر البعض.
  • بخصوص هذه الفئة، فقد بيّنت المعلومات المتوفّرة أنّها تنقسم إلى صنفين، “مغني بمواصفات فاملات” أو كما يسمى “بيتيتو”، لكنّه لا يمارس طقوسهم الجنسية الشاذّة، بل يستثمر في تصرفّاتهم لكسب جمهور النساء والفتيات اللّواتي يقمن بدورهن في ترويج أغانيه والإشادة بأناقته وحسنه، أما الطائفة الثانية فهي طائفةعبدوومن معه، والذين يتغنّون علنا بشذوذهم الجنسي. 
  • الشواذ يخترقون الأحياء الشعبية!
  • لا يعتقد البعض أن فئة الشواذ تقتصر على الأثرياء فقط، ولكن هنالك نسبة كبيرة منهم يعيشون في أحياء فقيرة وشعبية، وهي ظاهرة أخذت في التوسع إلى درجة كبيرة وسط استياء كبير من طرف المواطنين والعائلات المحافظة (…) في حي الكميل الشعبي، ظهرت موجة الشواذ أيضا وكانت عنوان اختراق لم يكن في الحسبان، ولا على البال، مثل الشاب (ف) الذي أصبح أبناء حيّه ينادونه باسم أنثى، وقد تصادف وجودنا بالحيّ لإعداد الموضوع بمروره في الشارع القريب من السوق الشعبي متمايلا ويهز ذات اليمين وذات الشمال… سألنا شيخا في المكان عن الظاهرة فقال لنا داعيا “الله يسخطهم ويعفو علينا”.. على بعد أمتار قليلة، كان أحد أبناء الحي ينظر إلى الشاب (ف) المتمايل ويضحك بصوت عال، قبل أن يقول لجميع من لم ينتبه له في المكان.. “أنظروا إليه..إنه 106.. ..106”!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ناصر

    ربي يهدي الجميع