-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ملحدون موحدون

عمار يزلي
  • 2497
  • 10
ملحدون موحدون

كثيرا ما صرت أطالع مقالات هنا وهناك بين الفينة وأخرى، في صحفنا الوطنية “المفرنسة” وحتى المعربة، وعلى صفحات الفيسبوك، مقالات ومواقع وصفحات تدعو إلى الإلحاد وتشجع عليه، أو في “أنحس” الأحوال تتحامل على الإسلام من حيث يريد أصحابها التظاهر بالتحامل على “الإسلاميين”! يدخل هذا ضمن حرية التعبير، حسب رأيهم طبعا!
هؤلاء المساكين من الأدباء و”المتعلمين” و”المثقفين” والبعض ممن يعتقد أنه ضمن زمرة “انتلجانسيا” البلد، ولبلادتهم، يتصورون أن الإلحاد، حرية وتحرر وفكر متنور ومستنير(مستنير بالظلمة.. نعم!) كما أنه تحرر وعقلانية، بينما المؤمنون كلهم جهلة وأميون ومتخلفون وغير عقلانيين وخرافيين وبالتالي لا يمكن أن يكونوا علميين ولا علماء! حتى كلمة “علماء الدين” عندهم، نعت نكرة، لأنهم يرون أن العقلانية والعلمانية والعلمية هي دين الإنسان الحر العاقل المفكر، دينهم يعني!! هذه البلاهة، نبذها السابقون واللاحقون، لأنهم يحاولون من خلال عقل قزم، عبارة عن شرارة نور مجهرية وهبها لنا الخالق ليفضلنا ويميزنا بها على كثير من مخلوقاته غير العاقلة، فإذا بالبعض منا ـ قليلون هم ولله الحمد ـ يأخذون هذه النعمة التي هي هذه الهبة النورانية المجهرية التي تتمثل في العقل، يأخذونها ليحاجوا بها مانح هده الشرارة: وهو العقل الأعظم، ونور السماوات والأرض! إنهم يأخذون من الخالق جزيء مجهري من “الأمانة” التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها! فصار هذا العبد غير الشكور، يعتقد أنه أكثر عقلانية ممن منحه ذلك الجزيء المتناهي في الصغر من العقل! أي عقل صغير ووضيع هدا الذي يلحد ويجدف في العقل الأعظم الذي خلقه ووهبه هذا العقل الذي به يبرهن على عدم وجود العقل الأكبر؟! هذا الملحد، إنما ينفي وجود عقله هو، فهو يبرهن على نفسه بأنه غير عاقل، أي مجنون أو حيوان! وأعتقد أن كثيرا من هؤلاء الفلاسفة والمتفلسفين على كبرهم، فهموا في آخر حياتهم فقط هده الحقيقة. الحقيقة التي تنجلي أمام الأعين والأبصار غداة اقتراب لحظة فراق المادة التي كانت تسجن العقل والروح! مساكين هؤلاء الروائيين والأدباء، والحق أنه يجب أن نشفق عليهم وندعو لهم بالتوبة والرحمة قبل الموت، لأنه لا رحمة لميت ناكر لوجود الله: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون دلك لمن يشاء”.
أين هؤلاء من أمثال “طوماس هوبز” الفيلسوف الملحد الذي قال عند موته “أنا على وشك القفز في الظلام ولو كنت أملك العالم في هذه اللحظة لدفعته لشراء يوم واحد في الحياة”؟ وأين هؤلاء من “فولتير” الذي قال هو الآخر قبل وفاته لطبيبه المعالج: “لقد أهلكني الرب والناس وسأعطيك نصف مالي إذا أبقيتني على قيد الحياة 6 أشهر فقط. أنا ميت وسأصل إلى الجحيم”. وأين هم من دافيد هيوم المؤرخ الاسكتلندي حين قال عنه المقربون منه ساعة وفاته: “كان يصيح عند موته قائلا: النيران تحرقني بلهيبها”.
ثم آخر وليس أخيرا! ما قول هؤلاء الملحين الدعاة له، بل الداعين إلى تكوين جمعية الملحدين الجزائريين والعرب في قول زعيمهم التاريخي “فرانسيس نيوبارت” رئيس نادي الملحدين البريطانيين الذي راح يقول عند موته: “لا تقولوا لي لا يوجد إله، فأنا في حضرة الإله. ولا تقولوا لا توجد جهنم، فأنا الآن أحس أني أنزلق فيها تعسا. فوفروا كلامكم فأنا الآن أضيع. إنها النار التي لو عشت ألف سنة لكذبت بها، ولو مضت ملايين السنين لما تخلصت من عذابها.. آه آه.. إنها النار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • ahmed hamdoune

    حقيقة الأمر أن الملحد ليس له مشكلة مع الله و لا مع من يعبد الله أيا كان هذا الإله لأنه يعلم أن الإنسان بفضل عقله و بفطرته يبحث عن تفسير لهذا الكون و أسرار الحياة كيف نشأ و من أين أتى، مشكلة الملحد مع أولائك الذين نصبوا أنفسهم حراسا و وكلاء عن الله ليفرضوا نظرتهم و أسلوبهم في الحياة عليه و على الجميع و هم كثر و أساليبهم مختلفة فإن اتبعت هذا كفرك ذاك و إن هادنت ذاك حاربك الآخر و هم عند أهل السنة 73 و عند الشيعة الله أعلم. الملحد يريد أن يسعد بالحياة و لا يرفض تواجد المتدين أما المتدين فسعادته في محاربة المختلف معه حتى و لو كان من نفس الدين. فمن منهما تعس مسكين؟! فكر و شغل عقلك يا مؤمن.

  • عبد الله

    تبارك الله فيك يا شيخنا عمار "

  • جلال

    يجب أن يكون هناك مصدر أو عنصر انفعالي لبناء المستقبل لكل امة, أن علي المفكرين المسلمين أن يخلصوا الإسلام من ثقل التقاليد المتراكمة والتفاسير والتأويلات الخاطئة والأحاديث الكاذبة والمرويات غير المعقولة المنسوبة الى الرسول فيعود كما كان في البدء تحرير العقل وثورة الفكر وتوظيف الإنسان حسب إختياراته هو لإقامة مدنية دنيوية تحترم القوانين الإلهية.فالقائل بأن القرآن ليس فيه حلول لمشاكل الإنسان وآخر أجهل منه يقول لم يذكر الكروكي والمقروط وكأنه كتاب طبخ يدل على فهم ضحل وفكر بدائي مع أن صاحبه يعتقد أنه جاء بالحجة الدامغة لتسفيه القرآن

  • جلال

    لو فهموا إن الله كلف الإنسان بمهمة علي الأرض تماما كما يكلف أي واحد منا بمهمة ثم يقدم تقريرا عند الرجوع من المهمة عن العمل الذي قام به والملاحظ إن كل أمورنا في الحياة تسير وفق نظام معين حتى ولو لم يكن نابعا من الدين أو الرسالات التي أتتنا إلا أنها لا تخرج عن سلم إداري إن شئت كما في الكون تماما انظر إلي العمل كأساس للنجاح في الدارين.
    الله سبحانه وتعالي أعطي ولاية لأدم علي الأرض بجعله خليفة فيها وقبل ادم ذلك بحمله لتلك المسؤولية بإختياره فلو طلب منك مثلا رئيس دولة إن تكون وزيرا في حكومته وقبلت فسوف تتحمل مسؤولياتك أمامه إما سلبا أو إيجابا وتحاسب علي تسيير وزارتك فكذلك ادم والله اعلي واعلم

  • obs obs

    شكرا لكم
    لكن ألم يكن بعض التراث و بعض الاخبار المغلوطة التي عطلت العقل المسلم قد ساهمت في تبجح هذه الفرق؟

  • فوضيل

    الذين حسنوا حياتنا وساهموا بوضع لمساتهم الفنية عليها،من المؤكد أن يدخلوا الجنة قبل الذي أمض حياته في العبادة دون أن تستفيد البشرية من عبادته أي شيء، إن حياتنا تغيرت بفضل المخترعين والمكتشفين(من الصدف أن غالبيتهم ملحدين)،وهؤلاء سيجزيهم الله أفضل الجزاء مهما كانت معتقاداتهم، نحن نريد عالم يشعر بتعبنا وبجوعنا وبحاجاتنا للمساعدة،نحن نريد بشرا يحسنوا لنا من مستوى حياتنا لنتطور ولنتقدم أكثر،الحرية مطلوبة وهي الدواء لكل داء،لنكن جميعا أحرارا في إطارنا وعندما نتقاطع مع الأخر فلننسق معهم بالتراضي،فالله أعدل وأرحم من أن يكون المجرم والباغي من جهة والطيب والكريم والايجابي والمتفاني من جهة أخرى متساويين.

  • مهدي

    ليتك لم تتحدث عنهم حتى لا يأتيك احد منهم الحد عن علم وقرأ كتب دين ليطرح لك سؤال الذي ندم ابو جهل على عدم قوله وبكى مسيلمة على كل تلك اكاذيب وقال تمنيت لو سمعت هذا سؤال يقال للمسلمين ويشلهم من شدة علم والحكمة والسؤال هو الذي يقول لماذا لم يذكر الكروكي والمقروط ومتنساش بقلاوة في قران ولماذا لانجدها في لهجة قريش هههههههههههههههه

  • T

    الفرق بين الإلحاد بالأديان والإلحاد بالخالق ..
    فالشخص الذي يتبنى الموقف الأول هو شخص لاديني وصل إلى قناعة فكرية معينة أدَّتْ به إلى الاعتقاد بأنّ الأديان جميعها هي فكرة إنسانية بحتة أنتجتها عقول البشر , وليس لها علاقة بما يريده الخالق من البشر .. وهذا الشخص قد يكون مؤمناً بوجود قوة عظيمة خالقة للكون ليس لها دخل بالأديان الموجودة على ظهر الأرض , لذا يسمى ملحداً بالأديان .
    أما الشخص الذي يتبنى الموقف الثاني فهو شخص يتفق مع الشخص الأول في رفضه لفكرة الأديان واعتبارها نتاج إنساني صرف , ولكنه يزيد عنه في اعتقاده بعدم وجود قوة ميتافيزيقية عظيمة تتحكم في هذا الكون , وبالتالي عدم وجود خالق

  • لا يهم

    كيف لنص لا يحتوي على حل لمشاكل الانسان البسيطة ان يفسر الغاز الكون؟
    كيف لنص يصدر تعاليم لا تطابق طبيعة الانسان و خصائه النفسية و الجسدية ان يدعي فهم العالم و اسراره؟
    جاء في حديث للرسول ان المسلمين سيهزمون الروم في اخر الزمان ثم يقتسمون الغنائم فيعلقون سيوفهم على شجر الزيتون،فاين ما صنعته البشرية من اسلحة و الات عسكرية عدا عما سيصنعه البشر من الان الى اخر الزمان؟ اين العلم الرباني هنا ؟
    لا علاقة للايمان بالعلم،لو كان الايمان مبنيا عيى يقين عقلي لما اهتز و تراجع عند اصحابه و لما ٱرتدد بعض المؤمنين ، مجرد الشك بداية العقلنة، و تحول العقلانيين الى الايمان نكوص و رجوع الى اللاعقلنة بدافع نفسي

  • Belkacemi arwa

    العربيةالمسلمة.
    بوركت على هذا المقال لقد شفيت غليلي لأنني أصبحت اتالم عندما اقرأ أفكار من هذا النوع.