-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مناقصة دولية للبحث عن “مسؤولين”

مناقصة دولية للبحث عن “مسؤولين”

لو يهتم الجزائريون دولة وشعبا، بأمورهم الأساسية، كما يهتمون بكرة القدم، لتغيّر حالهم بالكامل، فهم يمرضون، ويفكّرون ويجتهدون وينفقون لأجلها من “نفوسهم ونفائسهم” إلى درجة عرض قرابة 150 ألف أورو شهريا، لمن يقود منتخب الجزائر لكرة القدم، بشرط واحد وهو أن لا يكون جزائريا.

ولا أحد في الجزائر يعترض على هذه المبالغ الضخمة، التي تنفق جنوبا وشمالا بالخصوص على كرة القدم، ولا أحد ضاق ذرعا وهو يسمع عن قرابة العشرين مليار سنتيم التي تسلمها المدرب الفرنسي “الهارب” نظير عمله المتقطع، مع المنتخب الجزائري، لمدة لم تزد عن السنة والنصف، ولا أحد اعترض على مرتب الثلاثة ملايير الذي تم تجهيزه للمدرب القادم، والذي من المحتمل أن يكون فرنسيا.

لاجدال في أن كرة القدم هي لعبة ولهو برتبة الجدّ، ولها أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة، وما يأخذه اللاعبون والمدربون في العالم وفي أوروبا على وجه الخصوص، أكبر بكثير مما يأخذونه في الجزائر، ولكن هذه الدول التي رفعت من شأن اللعبة، لم تفرّط في الأمور الأساسية، وبقدر ما تتمتع باللعبة وتقدمها في أحلى صورة لشعبها، وتمنح لهواتها ومحترفيها من أموال، بقدر ما تمنح العزة الكاملة والاهتمام لبقية مواطنيها من الذين اختاروا الهندسة والطب والمحاماة وحتى المهن والحرف البسيطة، وتمنح للنابغين القادمين من الأمصار بعيدة الإهتمام المادي والمعنوي، ماداموا في خدمة مواطنيها، بينما نبحث نحن عن أحسن مدربي الكرة، لأجل قيادة المنتخب الجزائري إلى كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، ولا نفكر في الاستنجاد الحقيقي بالخبرات الدولية أملا في الخروج من الأزمات المتشعبة التي جعلتنا نمتلك صناعة لا تصنّع شيئا، وزراعة لا نأكل منها، وبطولة كروية تبتلع مئات الملايير من الدينارات سنويا، ولا تضخ لاعب كرة أو مدرب كرة واحد، يصلح للعب أو لقيادة المنتخب الجزائري، الذي أطلق في مناسبة سابقة مناقصة دولية بحثا عن مدرب عالمي، وها هو الآن يطلق مبلغا “قارونيا” لمن يتنازل ويقبل بالعرض.

لم تستغل السلطة في الجزائر أبدا عشق الجزائريين “المبالغ فيه” لكرة القدم، لتمرر الرسائل الحضارية التي مرّرتها مثلا المرأة الإنجليزية الحديدية “مارغاريت تاتشر” لـ”هوليغانز” أنجلترا، أو الرسائل الاقتصادية التي مرّرتها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، عندما فازت البرازيل بشرف تنظيم كأس العالم، ولم يستغل الشعب أيضا عشق السلطة لهذه اللعبة، فضاع هذا العشق في الأرض كما ضاعت الملايير من براميل النفط في الأرض، إلى درجة عرض مبلغ ضخم من ريع النفط لمدرب كلنا نعلم بأنه لن يختلف عن الفرنسي الجنسية خاليلوزيتش الذي كان كلما آلمته “ضرسه” إتصل بجراح أسنان فرنسي، أو “غوركوف” الذي صوّر لنا نفسه في لقاء ودي جرى في ملعب الخامس من جويلية كأهل الكهف، الذين تشابه عليهم الجزائريون، بين من يمدهم بمبلغ 80 ألف أورو وبين من يصفرون عليهم ويطالبونهم بالرحيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • محمد

    أستاذنا عبد الناصر لا فض فوك. كلام راق من إنسان راق. والله ياأخي ان هاته الاموال لو وجهت لبناء منظومة تعليم وبحث علمي في بلدنا لكفتها. فأنا جزائري أعيش في بلد ليس لها مورد سوى العلم والانسان (كوريا). هل تعلم يا استاذ أن جامعة بومرداس وهي خزان سوناطراك من المهندسين الجزائريين لا تجد من يتصدق عليها ببضع دريهمات ترمم بها جدرانها التي اهترأت. زرتها السنة الماضية كدت أبكي على أطلالها. بها اساتذة مع احترامي تعدوا الثمانين يسيرون على منظومة وبرامج منذ الثورة الزراعية. فايهم اولى بالنفاق والاصلاح ياناس

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ...
    " دار موح ألعب وروح "
    ويحدثونك عن التقشف،
    رياضة بطنية مسيسة بامتياز،
    بصفتي ممارسة للرياضة منذ صغري، كل ما هو على أرض الواقع لا يمت بصلة للرياضة،
    -رياضي يتعاطى منشطات، سهرات ليلية، مكملات غذائية، "خلي البير بغطاه" ؟ !
    أسمحلي (تشرفت بمتابعة مقابلة ودية بدون جمهور، لفريق عريق بغرب الوطن، صدقني ندمت على اليوم الذي ولدت فيه)،
    أعتذر عن هذا التعبير،
    مع كل احتراماتي
    وشكرا