-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة "التريند".. مقياس زائف لنجاح الأعمال التلفزيونية

منتجون وقنوات يدخلون السوق السرية في سبيل “الترند المزيف”

الشروق أونلاين
  • 1080
  • 1
منتجون وقنوات يدخلون السوق السرية في سبيل “الترند المزيف”

عرف سباق الأعمال التلفزيونية في الموسم الرمضاني لهذا العام تنوعا ومنافسة قوية بلغت حد الشراشة، إلا أن الحكم على نجاح العمل من عدمه أصبح رهين التريندات المزيفة، التي باتت في أيدي صناع الرأي لغرض الترويج لإنتاجاتهم على حساب الأعمال الناجحة.

استحوذت بعض الأعمال التلفزيونية على اهتمام المشاهد الجزائري فيما بقيت الكثير من المسلسلات رهينة النجاح الافتراضي الذي تشكله إعادة بثها على مختلف المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المشاهد كان له رأي آخر في ذلك، خاصة أن الحقيقة تشير إلى أن بعض المسلسلات تستحق فعلا أن نرفع لها القبعة، تقديراً واحتراماً لمجهود القائمين عليها من جهة ومحتواها الملفت من جهة أخرى، في الوقت الذي يتغنى الكثير من المنتجين بظاهرة “التريندات” التي وضعوها مقياساً للنجاح، ودفعهم للتسارع لاحتلال “التريند”، دون الاكتراث لتعليقات المتابعين من الجمهور أو النقاد أو الفنانين الذين يشككون في مدى واقعية تلك “التريندات” التي كثر الحديث عنها، خاصة في الموسم الرمضاني، فوصفوها “بالتريندات المزيفة”، التي بدأت بالتصاعد خلال السنوات الأخيرة، بعد تمسك بعض الفنانين والمنتجين بأهمية دعم “وسائل التواصل الاجتماعي” لدرجة اعتمادها مقياسا لنجاح مختلف الأعمال.

إلا أن واقع هذه الظاهرة مختلف تماما عما يروج له في الواقع، لكون تلك الأعمال تتصدر التريند لأن شركات التسويق وشركات الإعلانات التي تتعاقد مع صناع الأعمال الدرامية والبرامج، تقوم بالاتفاق المسبق للترويج لها.

والملفت في الأمر أن هناك بعض المسلسلات قد عرفت نجاحا جماهيريا، إلا أنها فشلت في نيل نفس الصدى على مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لأن جمهورها لا يتكلم عنها، ولكن للأسف الظاهرة بدأت تأخذ إطارا سلبيا أكثر، لأن هناك بعض المسلسلات هي بالفعل أقل من المستوى المطلوب لدى الجمهور لذا يبدأ الجمهور في انتقادها، مما يدفع بالقائمين على هذه الأعمال إلى مفاوضات مع صناع هذه التريندات الذين يتحكمون في السوق السري تحت إشراف أشخاص يتفقون مع شركة الإنتاج أو قناة العرض للترويج للمسلسل على أنه ناجح وحاصد لنسب مشاهدة عالية.

ويعرف “التريند” على أنه عبارة عن هاشتاغ أو ما يعرف في اللغة العربية بالوسم، وهذه الوسوم تكون رائجة بين مستخدمي موقع تويتر، وتتراوح مدتها ما بين نصف ساعة إلى ساعة، أما عملية استمرار تصدر التريندات يتوقف على مدى تداوله بين المستخدمين.

وتشهد سوق “التريندات المزيفة” عدة طرق، إلا أن أشهرها يتمثل في قيام المتحكمين في السوق السرية بكتابة اسم البرنامج التلفزيوني أو المسلسل أو الأبطال عدة مرات بطريقة فنية، فيظهر المسلسل في قائمة “التريندات” ثم يتم التقاطها ونشرها باعتبار أن المسلسل بات الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يستمر إلا عشر دقائق أو نصف ساعة على الأكثر ثم يختفي على عكس “الترند الحقيقي” الذي لا يختفي إلا بعد عدة ساعات.

كما يقوم أصحاب السوق السرية على اعتماد طريقة أخرى لصنع “الترند المزيف” من خلال “الفيسبوك”، حيث يتم الاتفاق مع مجموعة كبيرة من الصفحات التي تملك الكثير من المتابعين، والذي يظهر بأنها لا علاقة لها ببعضها البعض من أجل الكتابة عن المسلسل ونشر صور له والإشادة به، وبذلك يقوم المنتجون والجهات التي تعرض الأعمال بتجميعها ونشرها في شكل إشادة بالعمل.

وقد صرح أحد المتخصصين في الإعلام الرقمي بأن ظاهرة “التريندات المزيفة” تعتمدها الكثير من بلدان العالم، إلا أن استخدامها برز أكثر في عالم الدراما، في محاولة للترويج الزائف للأعمال الدرامية لخلق حالة من التريند المزيف” وذلك بالحديث عن انتشار العمل الدرامي وتأجير بعض الأشخاص لنشر تغريدات وصور وفيديوهات خاصة بالمسلسل، ثم يقومون بالمزج بين التغريدات الحقيقية والمزيفة، إضافة إلى إعادة تغريد ما نشره المستخدمون الآخرون.

إلى جانب “التريند المزيف”، هناك طريقتان للترويج الفني، إحداهما رسمية وأخرى غير رسميى، فالأولى تعتمد على الإعلانات الممولة ومدفوعة الأجر، والأخرى عن طريق بعض الشركات الصغيرة التي تملك عددا كبيرا من الموظفين بحسابات متعددة، وهو ما يظهر جليا في تطابق الكلمات التعبيرية وأسلوب الكتابة بين المستخدمين كدليل عن كون تلك الحسابات مفبركة.

ولذلك يعتبر “التريند” المستخلص من “جوجل” أكثر دقة كونه المثال الفعلي للعمل الأكثر بحثًا، إذ من الصعب التلاعب في محرك البحث جوجل بقائمة الأكثر بحثًا به، ولكنه ليس بأمر مستحيل، على عكس مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد على أكثر ما يتحدث عنه المستخدمون، لكن “جوجل”، يقدر “التريند” وفقًا لما يبحث عنه الناس عبر مختلف أنحاء العالم.

ولهذا لا يمكن اعتماد “التريند” في الجزائر كمقياس رسمي لنجاح مختلف البرامج والأعمال الدرامية، خاصة في ظل غياب الاعتماد على مؤسسات إحصاء رسمية مختصة تأخذ بعين الاعتبار دور الجمهور ومتابعته للأعمال في تعداد “تريندات” مما أفسح المجال أمام الظاهرة المفتعلة التي يتحكم فيها مجموعة من المستخدمين لصنع “التريندات الوهمية”، أي من حسابات مزيفة تمتلكها أي شركة للترويج لمنتجاتها، خاصة أن “التريند” الذي يظهر عبر موقع التغريدات القصيرة “تويتر” يتم قياسه من خلال عدد مرات تكرار الكلمة وليس عددها، أي تكرار الكلمة كثيرا في وقت معين، فهناك أسواق خاصة لبيع التريند ويتم الاتفاق في ما بينهم على مبلغ محدد نظير عدد من التغريدات في الساعة الواحدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدرالدين

    في غياب أي هيئة تبين نسب المشاهدة تبقي نسب المشاهدة علي وسائل التواصل الاجتماعي هي الفيصل .