-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون حملوه في مسيراتهم وألفوا فيه الأغاني والأشعار

“منجل” الحراك يسرق شهرة “سيف الحجاج”!

وهيبة سليماني
  • 2815
  • 0
“منجل” الحراك يسرق شهرة “سيف الحجاج”!
ح.م

“المنجل” كلمة كثر تداولها في الآونة الأخيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وارتبطت بالحراك الشعبي في الجزائر ارتباطا له دلالة على المتابعات القضائية لرموز النظام القديم، وحصد المتورطين في الفساد من الحقل السياسي كما تحصد السنابل من الحقل الزراعي، وذهب الجزائريون بعيدا في تقديس “المنجل” حيث حملوه في مسيراتهم وألفوا فيه الأغاني والأشعار..

وإن كان سيف الحجاج يرمز عبر التاريخ إلى قطف رؤوس الأعداء والمعارضين في الرأي والمواقف والفاسدين، حيث سبق للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة أن أشار في احد خطاباته السياسية إلى بعض المعارضين بإلقاء مقولة “إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني اليوم لقاطفها” وهي للحجاج

ابن يوسف الثقفي، فإن الحراك الشعبي في الجزائر، استبدل سيف هذا الأخير بـ”المنجل” كمصطلح جديد، شاع تداوله على نطاق واسع بين “الفايسبوكيين” وانتقل إلى أداة تستعمل في الحقل السياسي والعدالة بعد أن كان يقتصر على الحقل الزراعي، وعرف شباب لطالما ارتبطت عقولهم بتقنيات تكنولوجيا جديدة جعلتهم يجهلون لوسائل وأدوات زراعية تقليدية صنفت خارج اهتمامهم ومعرفتهم.

والهم منجل الحراك الشعبي الشعراء والفنانين حيث كتبت قصائد وقيلت عبارات تمجد هذه الأداة، التي ترمز إلى الاعتقالات المستمرة للكثير من الشخصيات والسياسيين المتهمين بالفساد في النظام القديم، واشتهر مؤخرا الشاعر الجزائري محمد حمادوش بقصيدته” صوت حصيد المنجل” الذي تتحدث عن صميم ما يحدث الآن في الساحة السياسية الجزائري وفي أروقة العدالة بعد استدعاء وزراء ورجال أعمال نافذين إلى المحكمة العليا ومحكمة سيدي أمحمد وإيداعهم رهن حبس الحراش عن جنح ثقيلة تتعلق في اغلبها بالنفوذ ومنح الامتيازات والمشاركة في الفساد، وهم يحسبون على النظام القديم.

في السياق، قالت الباحثة في علم الاجتماع، ثريا التيجاني، إن الحجاج لم يكن طاغية بسيفه ولكنه كان صارما في مواجهة الظلم، وإن منجل الحراك ليس خاصا بالسلطة أو الجيش، أو الحاكم وإنما هو أداة يمتلكوها الشعب كله، وإن رمزيته تعكس قطع الظلم في المجتمع كما تقطع الحشائش الضارة في الغابات.

وأضافت التيجاني”المنجل للشعب وللفلاحين، لكن السيف ليس لكل الناس” مشيرا إلى أن المنجل ملك للشعوب وللطبقات البسيطة من المجتمع، واختياره كمصطلح جديد لقطع رؤوس الفساد، هو تطهير من القاعدة إلى القمة وبمساهمة الحراك الشعبي، هدفه التعبير الدقيق والدال على تنظيف المجتمع الجزائري من الشوائب.

وقالت إن المنجل أداة كان يجهلها بعض الشباب، وهي خارج اهتمام اغلب من انشغلوا بالتكنولوجيا ووسائل الرقمنة، رغم انه هو الأساس في خدمة الأرض، وآلة يلجأ إليها الفلاح، لكن الحراك جعل منه الأساس في خدمة الشعب والمجتمع. ولديه حسب الباحثة في علم الاجتماع، ثريا التيجاني، دلالة جديدة ترتبط ب”العدالة” ودورها في تطهير النظام من شخصيات نافذة قامت بتجاوزات في مرحلة صمت خلالها الشعب طويلا.

وتوقعت التيجاني، أن يصل مصطلح” منجل” الجديدة إلى درجة الرمزية للحراك الشعبي الجزائري، وتجسيده في الحقل الفني، وتداوله تاريخيا وربط ذلك بالانفجار الشعبي ضد الظلم ورجوع العدالة، كما قد يصبح من الرموز المشكلة في الإكسسوارات، والحلي ورسومات الألبسة، أو مجسدا في ساحات وأماكن لديها علاقة وثيقة بالحراك الشعبي الجزائري الذي انطلق يوم 22 فيفري الماضي ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!