-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

منطق‮ ‬الهيمنة‮!‬

منطق‮ ‬الهيمنة‮!‬

عندما يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش أن موافقة السودان غير مهمة لنشر القوات الدولية في دارفور، نكتشف حقيقة النظرة التي ترى بها واشنطن العالم وخاصة العربي والإسلامي، ووفق هذه الرؤيا بالذات تنفذ تهديداتها وتستعرض عضلاتها في أفغانستان وفي العراق، وفي فلسطين ولبنان‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬إسرائيل،‮ ‬حيث‮ ‬لا‮ ‬نفهم‮ ‬كيف‮ ‬تصبح‮ ‬موافقة‮ ‬الدولة‮ ‬المعنية‮ ‬بنشر‮ ‬القوات‮ ‬الأممية‮ ‬على‮ ‬أراضيها‮ ‬التابعة‮ ‬لإقليم‮ ‬سيادتها،‮ ‬غير‮ ‬ضرورية‮.‬
نسيم‮ ‬لكحل
وعندما تنتشر القوات الأممية في دارفور عنوة ورغم أنف البشير والشعب السوداني، نعرف أن دور هذه القوات بعيد كل البعد عن مهام حفظ السلام بالمنطقة أو حماية السكان في دارفور، تماما كما الدور الذي يراد أن تلعبه قوات اليونيفيل الدولية التي قررت الأمم المتحدة نشرها في الجنوب اللبناني بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي على أيدي مقاومي حزب الله، ويعرف العام والخاص أن دورها هو حماية إسرائيل لا أكثر ولا أقل، وربما دور قوات الأمم المتحدة في دارفور هو طبعا ليس حماية الآلاف من أفراد الشعب السوداني مما تسميه الإدارة الأمريكية الإبادة‮ ‬الجماعية‮ ‬للسكان‮ ‬في‮ ‬دارفور‮!.‬
لا تهم موافقة السودانيين مادامت رغبة الأمريكيين أقوى، ومادام منطق القوة لا يؤمن بحرية الدول ولا يحترم سيادتها، وليضرب الرئيس السوداني عمر البشير برأسه على الحائط مادام الرئيس الأمريكي لا يستنشق في السودان إلا رائحة النفط التي تنبعث من منطقة دارفور التي يريد أن يحرر أهلها من هذه الثروة الطبيعية وليس من الإبادة الجماعية التي يتصورها، تماما مثلما حرر العراقيين من “الديكتاتور” صدام بعد ما أغرقهم في أتون الحرب الأهلية والطائفية التي يذهب ضحيتها عشرات ومئات العراقيين كل يوم.
إذا نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في نشر القوات الأممية في دارفور رغم أنف الحكومة السودانية، وإذا استسلمت هذه الأخيرة لهذا المنطق المقلوب الذي تسيّر به إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مختلف النزاعات في العالم، فإن ذلك سيكون بمثابة ضوء أخضر لهذه الإدارة كي‮ ‬تفعل‮ ‬ما‮ ‬شاءت‮ ‬وفي‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬شاءت‮ ‬والزمان‮ ‬الذي‮ ‬اختارت‮ ‬لكي‮ ‬تفرض‮ ‬على‮ ‬أي‮ ‬دولة‮ ‬كانت‮ ‬ما‮ ‬شاءت‮ ‬وما‮ ‬لم‮ ‬تشأ‮.‬
الواجب كل الواجب أن يفشل بوش في دارفور السودان، كما فشل مؤخرا في جنوب لبنان، وهنا فقط يحق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن يقول بأن عصر الهيمنة الأمريكية قد ولى وأدبر.. بدون هذا فإن عصر هذه الهيمنة يكون الآن قد أقبل، وبشكل أخطر مما كان عليه في السابق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!