-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوزارة تراسل المستشفيات في الوقت بدل الضائع وخيبة لدى الأولياء

منع الختان الجماعي.. وطوارئ وسط الجمعيات

كريمة خلاص
  • 653
  • 0
منع الختان الجماعي.. وطوارئ وسط الجمعيات
أرشيف

محسنون: منع الختان الجماعي إقصاء للفقراء والمحتاجين
خياطي: نصف مليون عملية ختان سنويا أغلبها في رمضان

استقبلت المؤسسات الصحية الاستشفائية مراسلة، بتاريخ 29 أفريل المنقضي، من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تخص منع عمليات الختان الجماعي المبرمجة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وذلك في إطار التدابير الصحية الوقائية من وباء كورونا خاصة مع ما تعرفه هذه العمليات من ضغط وتجمّع للمواطنين.

واستثنت التعليمة الوزارية من قرارها عمليات الختان الفردي التي تم الإبقاء عليها مع تشديد التدابير الوقائية ومنع المرافقين ماعدا شخص واحد فقط، وهو ما يراه كثير من المتابعين للشأن الصحي والاجتماعي في البلاد بأنه تمييز بين فئات المجتمع خاصة وأن عمليات الختان الجماعي تستهدف الأطفال الفقراء والمحتاجين وبالتالي تفويت الفرصة عليهم في مثل هذه الأيام التي يتبركون بها.

وقد أثار قرار منع الختان الجماعي حفيظة عديد المختصين والناشطين في المجتمع المدني ممن اعتبروا الأمر إجحافا بحق الفقراء والزوالية الذين يجدون في الجمعيات ملجأ لتجنيبهم مشقة التنقل وحجز المواعيد والتكفل بالمصاريف الختان.

جمعية جزائر الخير: المنع إقصاء للفقراء والمحتاجين

وفي هذا السياق أوضح الدكتور بورنان عبد الحكيم، رئيس اللجنة الطبية الإغاثية لجمعية جزائر الخير أنه كان من الأولى على وزارة الصحة تقنين وتنظيم عملية الختان الجماعي وفق بروتوكول يحفظ للفقراء والزوالية حقهم بدل إقصائهم من العملية بشكل نهائي.

واعتبر بورنان القرار غير مؤسس خاصة وأن عمليات الختان الجماعي التي سبق تنظيمها في الأيام القليلة الفارطة تمت في ظروف جد عادية وفي تنظيم محكم بالتنسيق مع إدارة المستشفيات ورؤساء المصالح الصحية لجراحة الأطفال.

وتساءل المتحدث لماذا انتظرت وزارة الصحة إلى غاية الآن للإعلان عن هذا القرار بعد ان قطعت مختلف الجمعيات وعودا إزاء المواطنين المسجلين في قوائمها وأمّلتهم في التكفل بهم، خاصة وأن جلهم لا يستطيع تدبر أمره وأحواله عند مباشرة الإجراءات لوحده.

وأكد المتحدث التزام الجمعية بالبروتوكول الصحي وبإجراءات التباعد لدى تنظيمها عمليات الختان الجماعي التي تنتظرها العائلات الفقيرة بفارغ الصبر في العشر الأواخر من رمضان.

سنابل الخير: الزوالية هم الخاسر الأكبر

بدوره أفاد بلال توتي رئيس جمعية سنابل الخير، في تصريح لـ”الشروق”، بأن الخاسر الأكبر في منع الختان الجماعي هم الزوالية والفقراء والمواطنون من ذوي الدخل الضعيف الذين لا يستطيعون تسديد تكاليف الختان في العيادات الخاصة ولا يستطيعون الحصول على موعد في المستشفيات إلا بشق الأنفس.

واستغرب المتحدث قرار المنع الجماعي والإبقاء على الفردي، مادامت العملية منظمة وتتم وفق بروتوكول صحي محترم من قبل الجمعيات والمؤسسات الصحية وكذا من قبل الأولياء الذين اقتصرت مرفقتهم لأبنائهم على شخص واحد من العائلة قبل صدور التعليمة الوزارية وهو ما يعكس وعيا كبيرا والتزاما بتدابير الوقاية لتجنب الضغط.

واعتبر توتي أنّ الحصول على موافقة عيادات خاصة لختان عشرات الأطفال فرصة لا تعوض في بقية الأيام.

وتساءل ممثل جمعية سنابل الخير عن تأخر الوزارة في إصدار قرارها وتحركها في الوقت بدل الضائع بعد أن سطرت الجمعيات برامجها وجنّدت المحسنين لتمويلها وبعثت الأمل في نفس الفقراء والمحتاجين، خاصة ممن أجلوا الختان العام الماضي بسبب منعه خلال الحجر الصّحي، وهو ما من شأنه المساس بمصداقية تلك الجمعيات أمام محسنيها الذين يتابعون تجسيد مختلف النشاطات، كما أنه يحدّ من عزيمة المتطوعين ويقوّض مجهوداتهم.

ودعا المتحدث في الأخير السلطات ووزارة الصحة التي قال إنه يحترم قراراتها، إلى احترام متبادل لمجهودات المجتمع المدني الذي يبذل قصارى جهده من اجل رسم البسمة على وجوه المحتاجين في هذه الأيام، التي تكثر في المصاريف وتنهار الميزانيات.

خياطي: على الوزارة إشراك الأطباء العامين لتخفيف الضغط

ودعا في هذا الشأن البروفيسور خياطي مصطفى، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” الوزارة إلى تبني حلول استثنائية ومرحلية مؤقتة من خلال السماح للأطباء العامين بالقيام بعمليات الختان قصد تخفيف الضغط على المصالح الاستشفائية الجامعية خاصة وأن عدد الجراحين قليل لا يمكنه استيعاب وتلبية كافة الحاجيات المعبر عنها في هذه الفترة القصيرة.
وقال خياطي إن مليون و100 ألف ولادة تسجل سنويا منها على الأقل 500 ألف يتم ختانها واغلبها تكون في العشر الأواخر من رمضان، لذا لا بد من إيجاد بدائل معقولة بدل قرار المنع التام.

انتقاد لتأخر قرار وزارة الصحة

واعتبر خياطي أن منع الختان الجماعي هو تهميش للفئات التي تفتقد الإمكانيات وبالتالي حرمانها من هذه الفرصة التي توفرها لها في الغالب الجمعيات بالتعاون مع عيادات خاصة أو هيئات عمومية.

واستغرب المتحدث انتظار وزارة الصحة إلى غاية اليوم لإصدار قرار مثل هذا أو ما أسماه بقرارات اللحظات الأخيرة، حيث انه كان يفترض التخطيط من قبل لاستغلال بدائل أخرى على غرار التسجيل المسبق في أرضية رقمية أو سجلات بالمؤسسات الاستشفائية لتنظيم العملية وبرمجتها بما تتيحه وتضمنه إمكانيات وقدرات استيعاب المؤسسات الصحية.

وأبدى خياطي تخوفه من لجوء بعض المواطنين أو العائلات إلى ختان أطفالهم في الخفاء لدى أطباء عامين في ظل المنع وهو ما قد يعود بالسلب على المواطن والنظام الصحي في البلاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!