-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من‮ ‬يتحمّل‮ ‬المسؤولية؟

الشروق أونلاين
  • 1107
  • 0
من‮ ‬يتحمّل‮ ‬المسؤولية؟

كل شيء في هذا الوطن متوقف على الرئيس، حتى الأحزاب “الكبرى” توكل أمرها للرئيس وتفوّض له كل المهمات الصعبة.. كنا نتمنى أن تجتمع الأحزاب الموصوفة بـ “الكبرى” وتخرج بجملة اقتراحات عملية بخصوص موضوع تمديد آجال المصالحة، تسلمها للرئيس لتعينه على اتخاذ الموقف الأكثر‮ ‬صوابا،‮ ‬لكن‮ ‬رفقاء‮ “‬الحكومة‮” ‬تنادوا‮ ‬على‭ ‬كلمة‮ ‬سواء‮ ‬وأحالوا‮ “‬الجمل‮ ‬بما‮ ‬حمل‮” ‬على‮ ‬الرئيس‮ ‬وطلبوا‮ ‬منه‮ ‬أن‮ ‬يستعمل‮ ‬صلاحياته‮ ‬لإنهاء‮ ‬أزمة‮ ‬مركبة‮ ‬ومعقدة،‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬السهل‮ ‬أن‮ ‬يحلّها‮ ‬رجل‮ ‬واحد‮ ‬أو‮ ‬تيار‮ ‬واحد‭.‬
محمد‮ ‬يعقوبي
الأحزاب‮ “‬الكبرى‮” ‬لا‮ ‬تريد‮ ‬أن‮ ‬تتحمل‮ ‬مسؤولياتها‮ ‬وليس‮ ‬في‮ ‬مقدورها‮ ‬سوى‮ “‬التفويض‮” ‬و‮”‬التنويه‮” ‬و‮”‬الإشادة‮”‬،‮ ‬أما‮ ‬قوة‮ ‬الاقتراح،‮ ‬فليست‮ ‬سوى‮ ‬شعار‮ ‬انتخابي‮ ‬بائس‮ !‬؟
في البلدان التي تحترم نفسها تشكل الأحزاب المنبع الأساسي الذي تنهل منه الدولة مشاريعها وأفكارها وإطاراتها، فالأحزاب هي التي تقترح وهي التي تحاسب وهي التي تتحمّل المسؤوليات الكبرى في مختلف المحطات.. أما عندنا، فحتى البرلمان تنازل عن حقه في التشريع وأصبحت مهامه مقتصرة على تزكية الأوامر الرئاسية التي تأتيه من الرئيس، وعندما نأتي على الأحزاب، فهي في النهاية ليست سوى مهرجانات شعبوية فارغة واستنزاف لميزانية الدولة باسم التعددية السياسية.. أما الرئيس، فعليه إنجاز مليون سكن وعليه تشغيل أكثر من مليوني عاطل وعليه أن يشرف‮ ‬على‮ ‬الإصلاحات‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬القطاعات‮ ‬وعليه‮ ‬أن‮ ‬يمنح‮ “‬رعايته‮ ‬السامية‮” ‬لكل‮ ‬من‮ ‬هبّ‮ ‬ودب‭..‬‮ ‬ثم‮ ‬يرفع‮ ‬الجميع‮ ‬شعار‮ “‬دولة‮ ‬المؤسسات‮”!‬؟
لا يمكن تقوية مؤسسات الدولة على كاهل رجل واحد مهما كانت طاقة هذا الرجل، ولا يمكن الوصول إلى دولة المؤسسات إذا لم تتحمّل جميع الأطراف مسؤولياتها، خاصة في المحطات الحسّاسة والمصيرية كالتي نعيشها هذه الأيام حول المصالحة الوطنية.. لسبب بسيط هو أن الخير إذا عمّ،‮ ‬فسيعم‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬والنكسة‮ ‬إذا‮ ‬وقعت‮ ‬‭-‬‮ ‬لا‮ ‬قدّر‮ ‬الله‮ ‬‭-‬‮ ‬فسينتكس‮ ‬معها‮ ‬الجميع‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!