-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فضحت أكاذيب البروتوكول والنظام الداخلي والموقف من سوريا وإيران

من الجزائر إلى جدة.. رحلة 6 أشهر “تعري” تهريج بوريطة

طاهر فطاني
  • 22726
  • 0
من الجزائر إلى جدة.. رحلة 6 أشهر “تعري” تهريج بوريطة
ح.م

اختُتمت أشغال الدورة 32 للجامعة العربية المنعقدة، يوم الجمعة بجدة السعودية، بدون تسجيل أي أثر ولا تأثير لممتهني دبلوماسية “مكبرات الصوت” التي قادها وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال قمة الجزائر المنعقدة شهر نوفمبر الماضي.
انقضت “قمة جدة” بكل جوانبها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، لكنها فضحت سياسة التهريج التي مارستها بعض الدوائر لعرقلة انعقاد قمة الجزائر أو على الأقل تلغيم اجتماعات القادة، بإثارة “مشاكل قانونية” تارة وغياب “التوافق العربي” تارة أخرى.
6 أشهر فقط بين قمتي الجزائر وجدة، كانت كافية لإسقاط كل الأقنعة وكشف النوايا الحقيقية للدبلوماسية المغربية التي استنزفت جهودها في اصطياد الهفوات وافتعالها حتى تكتمل مسرحية التشويش على الجزائر بسيناريو وإخراج واضحين.
وكانت البداية بمعارضة الرباط لانعقاد القمة في الفاتح من نوفمبر وتحجج الوزير بوريطة بالنظام الداخلي للجامعة العربية الذي ينص على انعقاد القمة في “شهر مارس من كل سنة”، في حين انعقدت قمة جدة، في شهر ماي، أي خارج التواريخ المنصوص عليها، حسب واقعية بوريطة الذي اختفى واختفت معه “تهمة” “خرق النظام الداخلي للجامعة العربية” ولم يعارض اقتراح المملكة السعودية لا داخل الأمانة العامة للجامعة ولا حتى على مستوى مجلس وزراء الخارجية.
استئناف سوريا لمقعدها الشاغر بالجامعة العربية، قرار جاء ليعري حجة غياب التوافق العربي التي كان “يعزفها” بوريطة على كل الأسطح، إلى درجة توهم الرباط بضرورة فرض عدة شروط مقابل الموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إلا أن نفس الحجج لم تتجرأ الدبلوماسية المغربية على الدفاع عنها بمناسبة انعقاد الدورة 32 بالمملكة العربية السعودية، ليجد ممثل الملك المغربي، الأمير رشيد، نفسه يتقاسم نفس القاعة مع الرئيس السوري، مضطرا لسماع خطابه ومجبرا على أخذ صورة جماعية مصطفا وهو في الصف الأخير وراء بشار الأسد.
“ندد” ناصر بوريطة بالاستقبال الذي حظي به في مطار الجزائر الدولي، معبرا عن “تذمره” لعدم استقباله من قبل وزير الشؤون الخارجية، الذي لم يستقبل، بالمناسبة، أي وزير عربي في المطار، إذ تم تكليف السفير نورالدين عوام باستقبال كل الوزراء العرب، في حين لم يظهر بوريطة أي انزعاج حول ظروف الاستقبال “بجدة”، والتي أشادت بها كل الوفود العربية تماما مثل ما كان عليه الحال في قمة الجزائر، علما أن المملكة السعودية كلفت الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة باستقبال الوفود المشاركة، وليس بالضرورة وزير الشؤون الخارجية فيصل بن فرحان.
بعيدا عن البهرجة التي مارسها الدبلوماسي المغربي في أروقة المركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، فالملف الوحيد الذي حاول بوريطة المشاركة فيه يتعلق بشيطنة إيران وتقدمه بمقترح -بإيعاز من ثلاثة وزراء آخرين- يندد من خلاله بالتدخل الإيراني في القضايا الداخلية العربية، بدون أي استشراف لتطور العلاقات الايرانية – العربية، ليجد نفسه مجبرا على البحث عن مخرج مشرف للمملكة المغربية من هذه الورطة، ولم يجد بوريطة بديلا آخر من غير مناقشة تطور العلاقات السعودية-الإيرانية والاتفاق على “استمرار التشاور للحفاظ على المصالح العربية المشتركة”، وذلك مع نظرائه من مصر والأردن والبحرين على هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب.
من الجزائر إلى جدة وبين شهري نوفمبر وماي، ما هي إلا أشهر قليلة، لكنها كانت كفيلة بفضح المخطط المغربي الذي استهدف إفشال “قمة الجزائر”، حتى أن بوريطة وجد نفسه تائها بين أروقة المركز الدولي للمؤتمرات مقترحا حوارات صحفية وتصريحات إعلامية بطلب أو بدونه.
في الجزائر وفي جدة، فشل الوزير بوريطة خلال القمة الأولى، في تنفيذ المهمة التي كلف وحضر من أجلها، ولم ينجح في القمة الأخيرة في إسماع صوت بلده كون الوفد المغربي، عكس باقي الوفود المشاركة، لم يلق حتى الخطاب الرسمي ليوضح أمام القادة العرب مواقف بلده من بعض الملفات المطروحة خلال الدورة 32.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!