-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بنيامين ستورا يرسم معالم عمل فريقه

من الصعب التوفيق بين “الذاكرات” وسنسعى إلى “سلام نسبي”

محمد مسلم
  • 2103
  • 13
من الصعب التوفيق بين “الذاكرات” وسنسعى إلى “سلام نسبي”
ح.م

قال المؤرخ بنيامين ستورا، المكلف من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ببحث ملف الذاكرة مع نظيره الجزائري، عبد المجيد شيخي، إنه يعمل مع عدد من المؤرخين والجامعيين من أجل الوصول إلى الأرشيف بكل حرية، واعتبر الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مشجعة على تهدئة حروب الذاكرة، التي كثيرا ما تسببت في تسميم العلاقات الجزائرية الفرنسية.

واعترف ستورا بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه، وأرجع ذلك إلى طبيعة الإشكالية القائمة بين الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط، والتي تقوم على معادلة متناقضة، تتمثل في الاستعمار من جهة والتحرر من جهة أخرى، ومع ذلك عبر عن تفاؤله بقوله: “اليوم وبعد مرور 60 عامًا، يمكننا بالفعل العثور على نقاط اتفاق حول توصيف النظام الاستعماري، الذي هو نظام غير عادل وتعسفي وعنيف..”، لافتا إلى أنه “يمكن المضي قدمًا على أساس هذه المقاربة في الكتابة التاريخية، وفي التواصل مع الأجيال الجديدة”.

وتحدث ستورا عما أسماه “الزخم الجديد” الذي فجرته تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حملته الانتخابية، عندما وصف الاستعمار بأنه “جريمة”، أو “جريمة ضد البشر” أو “جريمة ضد الإنسانية”.

ستورا تحدث أيضا عن توصيف ماكرون لقضية المغدور، موريس أودان، أحد الداعمين للثورة التحريرية، والذي تمت تصفيته من طرف المظليين الفرنسيين، وكانت زوجته جوزيت أودان، قد تلقت اعتذارا من الرئيس الفرنسي في وقت سابق، وقال ستورا إن المسؤولين الفرنسيين اعترفوا بجريمة اختطافه ثم اختفائه.

وبالنسبة لبنيامين ستورا، فإن ما قاله ماكرون عن قضية أودان، تعتبر “خطوة جد مهمة، خطوة إضافية”، لأنها تساعده على “إيجاد حلول لهذه المسالة على المستوى العلمي التاريخي”، بمعنى أن تصريح الرئيس الفرنسي أغناه عن توصيف طبيعة الجريمة، وسهل عليه القيام بما يجب القيام به.

وذكر المؤرخ الفرنسي أن “التوفيق بين الذاكرات هو هدف من الأهداف المسطرة”، لكن من الصعب جدًا التوفيق تمامًا بين تلك “الذاكرات” والسبب راجع إلى طبيعة الذاكرة في كل دولة، فلكل دولة أو مجموعة لها ذاكراتها، التصنع هويتها، وفق ستورا، الذي يعتقد أنه “يجب علينا المضي قدمًا نحو سلام نسبي للذاكرات، من أجل مواجهة تحديات المستقبل، حتى لا نبقى سجناء طوال الوقت، فالجزائر وفرنسا كل منهما بحاجة إلى الآخر، على الكثير من الأصعدة، على غرار ما تعلق بالاقتصاد والهجرة، وقضايا الإرهاب..

وذكر ستورا “هناك رغبة في المعرفة لدى الشباب الجزائري، عما حدث بالفعل على مستوى تاريخهم.. هو تاريخ معقد يحاول الشباب الجزائري إعادة ملاءمة أنفسهم ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل دون أن يبقوا سجناء قصة مرهقة”، ولاحظ أن “التاريخ في الجزائر كما هو في فرنسا، قصة ذات رهانات. في فرنسا، لا تزال هناك مجموعات من الذاكرة، تدعي أن الجزائر فرنسية.. وفي الجزائر، هناك أيضًا ذكريات فظيعة وراسخة مبنية على الهوية..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • ثانينه

    ستورا مؤرخ كبير يمتاز بحياده لنا كل الثقه فيه اكثر من بعض المؤرخين الدجالين الجزائريين الدي يعترفون ان جمال عبد الناصر هو من اعطي اشاره انطلاق ثوره54 عار علي اشباه المؤرخين .لنا كل الثقه في بنجامين ستورا القسنطيني عائلته ازدادت في الجزائر فهو جزائري المنشا ويحب الجزائر له مصداقيه لاتوصف انسان اكاديمي يستعمل الحجه العلميه للاقناع الاستاد بلغيث ضد فكره استرجاع الارشيف لانه يخاف من الحقيقه التي يزيفونها المواطن له حق الاطلاع عن تاريخه دون وساطه من اشخاص اخري كان من المفروض ان تكلف الجزائر لجنه من المؤزخين النزهاء لهده المحادثات.

  • dzair

    ما هي الحقيقة؟

  • مشاشي

    الرجل تحدث الكثير وكرر وبحث والف وأعلن صراحة وبصوت مرتفع في كتاباته وفي مختلف وسائل الاعلام .. بأن فرنسا ارتكبت مجازر شنيعة في الجزائر ورغم ذلك فقد وقع عليه الاختيار من قبل الرئيس الفرنسي ليمثل فرنسا في تسوية ملف الذاكر وهذا هو الفرق بيننا وبينهم
    الرجل يمثل الطرف الفرنسي والجزائر اختارت ممثلها فأتركوا الناس تشتغل أما من يظن بأن هذا الملف
    تكون تسويته من طرف واحد أي : نحن نحرر وثائق الذكرة وفرنسا تصادق عليها أو نحن نطلب وفرنسا تلبي طلباتنا ... فهو حقا مغفل ولا علم له بأن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة

  • مشاشي

    1-- الرجل تحدث الكثير وكرر وبحث والف وأعلن صراحة وبصوت مرتفع في كتاباته وفي مختلف وسائل الاعلام .. بأن فرنسا ارتكبت مجازر شنيعة في الجزائر ورغم ذلك فقد وقع عليه الاختيار من قبل الرئيس الفرنسي ليمثل فرنسا في تسوية ملف الذاكر وهذا هو الفرق بيننا وبينهم
    2 - الرجل يمثل الطرف الفرنسي والجزائر اختارت ممثلها فأتركوا الناس تشتغل أما من يظن بأن هذا الملف
    تكون تسويته من طرف واحد أي : نحن نحرر وثائق الذكرة وفرنسا تصادق عليها أو نحن نطلب وفرنسا تلبي طلباتنا ... فهو حقا مغفل ولا علم له بأن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة

  • Ezzine

    اصحاب فكرة "الوصول الى الحقيقة" على الجرائم التي لا تحتاج اصلا بينة للإستدمار الفرنسي في الجزائر ; (بعد التنصل المطلق وعدم الاعتذار) هذه المرة يريدون من خلال هذا الطرح المفاجئ " إغراق السمكة"... بمعنى أن هناك جهات مشبوهة تريد خلط الأوراق. كما لو كلف "المجرم" نفسه بالتحقيق في جريمته للوصول الى الحقيقة. قيل: "عند الاسترابة من أمر لا ندرك تمامًا جليّته، نستعمل في العادة عبارة “وراء الأكمة ما وراءها”، التي تقابلها في الفرنسية “تحت الحَجر أنْقَليس”، (anguilles sous roche) للتعبير عن شيء خافٍ وراء مظهر خادع. ولكن التعبير الرائج صار “الشيطان يكمن في التفاصيل…

  • أمين-كريم

    الكلام والتفلسيف يبقى كلام وأن الحقيقة تتجلى فى الأفعال والسؤال إلى متى وأنتم تساندون الشيطان وكل إستعمار جبار فإدا كان مبدأكم ودكاؤكم مساندة الواقف بغض النظر إن كان محقا أو مخطئا فهدا كان عبر التاريخ سببا في زيادة الماشكل وتعقيدها . الحل أن تقول الحقيقة كما هي بغض النظر عن من تقول له الحقيقة فالموت واحد وكلنا أموات . أندهش لبعض الناس يخافون الموت وهم يعلمون انهم ميتون اليوم أو غدا

  • Kirak

    كلام لاجديد فيه بتاتا بل تظهر فيه نية للالتفاف حول الحقيقة اولا ثم حول مطالب "الاعتذار" و "التعويضات" و تسليم "الارشيف" كاملا و هي الخطوات التي يجب ان تسبق اي "عمل تاريخي علمي" يرمي الى التهدئة. ستورا طبعا يعمل لمضلحة بلده و ينفذ اجندة واضحة المعالم... بقي ان نرى "خبيرنا" ماذا سيصنع. سنبقى نرغي نفس الكلام المجتر القديم و لن يحدث اي تقدم في الموضوع لانه لا توجد رغبة حقيقية من "الطرفين"

  • mouh dz

    طبيعي ان تكون صعبة لانها كانت كارثية على الجزائر شعبا ودولة وحضارة وتاريخ وموارد وقتل ونهب وصعبة عليكم لانكم متكبرون ومغرورون ولانكم كنتم القتلة والمعتدين وناهبي خيرات البلاد وسالبي هوية الجزائرين

  • مجمود

    سبحان الله، ألم يجدوا سوى يهوديا يتكفّل بالبحث في ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا؟ سوف يفعلون في "ذاكرة شعبنا" الممهضومة المظلومة ما فعله إسحاق شامير حين قال بأنه سوف يوهم الفلسطينيين بما يسمونه المحادثات ولن يعطيهم في النهاية شيئا. ونحن نرى ما يُفعَل بالفلسطينيين والأرض والمقدّسات. العجب في من لا يزال يصدّق اليهود ويأمنهم على شؤونه. نسأل الله الخير. آمين

  • الأصيل

    الْمؤرخون ثَلَاثَةٌ:
    اثْنَانِ مزيفون،
    وَوَاحِدٌ موثوق به جدير بالتصديق:
    - * فمؤرخ عَرَفَ الْحَقَّيقة
    فَصرح بِهِاكما هي، فَهُوَ موثوق به،
    - * وَمؤرخ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يدلي بِهِ وأخفاه،
    وَجَارَ فِيه، فَهُوَ مزييف،
    - * وَمؤرخ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّيقة،
    فَصرح وأدلى بها لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ،
    فَهُوَ مزييف لتاريخ ،
    وهذا له عواقب وخيمة على لمستقبل الخصميين .
    فأنت أو أنتم من أي صنف من هؤلاء الثلاث ؟

  • حمزة

    ارجو ان يكون الطرف الجزائري حذر منه
    "سلام نسبي لذكرات"
    هو ربما يلمح الى فكرة تقديم تنازلات من الطرفيين لتسوية الخلاف بحجة ان الجزائر و فرنسا بحاجة إلى بعض هذه مغالطة كبيرة فرنسا ربما من مصلحتها المهادنة مع الجزائر في الوقت الراهن لظروف الدولية الحالية. لا يجب أن نذهب الى هذا الطرح بل سرد التاريخ بصفة علمية بحت و الاعتراف بكل ما جاء به المؤرخون. ثم على أساس هذا الاعتراف سنتكلم على مسألة التسوية لملف الذاكرة.
    الاعتراف ثم الاعتراف غير منقوص مقدار ذرة
    ثم نتكلم على التسوية
    كما أنصح الساسة الجزائريين بوضع خطة متوسطة و بعيدة المدى لكي لا نبقى محتاجيين لفرنسا بشكل الذي يحتم علينا تقديم تنازلات.

  • أستاذ

    بن يمين ستورا من أنصف المؤرخين الفرنسيين لقضية احتلال فرنسا للجزائر وحرب التحرير أي ضد الاستعمار في العالم كله !! تابعته لم يمجد الاستعمار وكان أحيانا في الندوات ضد الكثير من الفرنسيين اليمينيين في المناقشة بالأدلة و الحجج
    أكيد سيتعرض لمضايقات الفرنسيين الحالمين بالماضي الاستعماري أما بالنسبة لنا نحن هو أفضل لنا في انصافنا

  • SoloDZ

    كما قلنا سابقا اليهود هدفهم الاسمى المونوبول فكما لديهم سيطرة على بعض المجالات يريدون ان يسيطروا على التاريخ لخدمة مصالح تاريخية خاصة بهم من خلال قوله ان هذا العمل الذي ينتظره ونظيره الجزائري منطلقه هو قرار فرنسا عن طريق الرئيس الفرنسي الذي لولاه حسبه لما تقدمت الامور التي سماها بالزخم متجاهلا النضال الكبير الذي قام به الجزائريون والذي تتوج باسترجاع رفات زعماء المقاومات الشعبية فعلى ستورا ان يراجع نظرته للامر كما هناك ايضا تناقض بين كلامه وسياسة بلاده بوصف الاستعمار بالجريمة ضد الانسانية بينما بلاده تمجد الاستعمار بقانون رسمي مما يجعل كلامه مجرد مجاملات استكلاخية لكبح اي قانون جزائري مضاد