-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منشورات ميم.. 13 سنة من صناعة القارئ وتسويق الكتاب

من كتارا إلى البوكر العربية.. آسيا علي موسى تمنح الإبداع الجزائري صوته

زهية منصر
  • 1527
  • 2
من كتارا إلى البوكر العربية.. آسيا علي موسى تمنح الإبداع الجزائري صوته
ح.م
آسيا علي موسى

عندما يتوج أي عمل أدبي تتجه الأنظار مباشرة إلى الكاتب، وتسلط عليه أضواء الإعلام، والاهتمام النقدي. وينسى الجميع وقد يتناسى أن وراء الكاتب ناشرا، عمل وتعب ليوفر أسباب نجاح العمل في بيئة ليست سهلة وغالبا معادية للفعل الثقافي والكتاب تحديدا.

تتويج رواية “الديوان الاسبرطي” لعبد الوهاب عيساوي بالبوكر أعاد هذه المعادلة التي غيبت الناشرة التي منحت للإبداع الجزائري صوتا خارج الديار المبدعة أسيا علي موسى صاحبة دار ميم.

طرحت آسيا علي موسى نفسها منذ أزيد من خمس عشرة سنة كقاصة لها بصمتها الخاصة، منذ مجموعتها “عفوا إنه القدر” التي كانت طريقي إليها. فقد عرفتها صوتا قصصيا يأسرك منذ أول جملة في النص قبل أن نلتقيها وجها لوجه.

التقيت كثيرا آسيا وكثيرا ما تحدثنا وكنت أول من قرأ “رسائل إلى آدم” قبل أن تقرر آسيا إصدارها عام 2013.

قررت آسيا علي موسى عام 2007 إطلاق منشوراتها الخاصة فمنحتها اسما ثانيا بحرف في الأبجدية “ميم”. وهي ميم المهنة التي تحوّل إلى محنة في زمن الحيتان والمتسلقين للنشر وصناعة الكتاب التي تحوّلت من فعل نبيل إلى فعل مخل بالفكر.

راهنت آسيا علي موسى منذ البداية على البعد الإبداعي والجمالي أكثر من البعد التجاري في تجربتها لأن ما لاقته في مسيرة الدار طيلة 13 سنة من الوجود كانت كافية بأن ترمي المنشفة. تسلحت آسيا بالصبر والمثابرة والإيمان بمشروعها ما جعلها تصر على مواصلة التجربة بنبل وكبرياء من دون بيع ولا شراء في شرف المهنة. كنت كثيرا ما ألتقي آسيا وتحدثني عن العراقيل والصعوبات وكنت أتوقع في كل مرة أن تعود آسيا إلى الإبداع وتترك النشر لكنها في كل مرة تعود لتكمل المشوار.

منذ ظهور الدار عام 2007 إلى اليوم عرفت الجزائر ظهور دور نشر وهمية اغتنت وحققت أرباحا خيالية على ظهر دعم الوزارة من دون أن تقدم شيئا يذكر للكتاب أو الإبداع الجزائري في المقابل ظلت آسيا مؤمنة بمشروعها وكان إيمانها نابعا من حسّها كمبدعة.

 طيلة 13 سنة قدمت آسيا علي موسى عديد الأسماء خارج دائرة المكرسين إعلاميا ونقديا بحيث كان لها الفضل في فتح الباب واسعا أمام عديد الأسماء الشابة كما كان لها الفضل في فتح الباب أمام القارئ الجزائري على تجارب إبداعية جميلة ومختلفة قادمة من خارج الديار.

وحتى عندما خاضت تجربة النشر المشترك مع “فضاءات الأردنية” خاضتها من منطق الاحترام للساحة الجزائرية وحقها في التعامل بندية في تسويق كتابها.

 ففي الوقت الذي انشغل بعض الناشرين بجمع ريع الوزارة كانت آسيا علي موسى منشغلة في صناعة القارئ وتسويق الكاتب، فكان النجاح على قدر النضال عندما حققت جائزة كتارا بروايةالحبيب السايح “أنا وحاييم” وألحقتها بالبوكر أكبر جائزة عربية.

فالنجاح والتتويج الذي حققه عبد الوهاب عيساوي للرواية الجزائرية هو أيضا انتصار لقيم النبل والعطاء والعمل بصدق وشرف والإيمان بالأهداف الذي مثلته تجربة منشورات “ميم” ومن خلالها المبدعة آسيا علي موسى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • امحمد الأول

    كلامك صحيح..... لي تجارب سيئة عن دور النشر ...... عام 87 فزت بالجائزة الثالثة في القصة القصيرة التي نظمتها مجلة الوحدة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين عنوانها :(الأبله) ولم يتم توجيه الدعوة لي لتسلم الجائزة إلا بعد أربعة أشهر تقريبا عندما اطلعت على قائمة الفائزين في أحد أعدادها ،تم استبدال الجائزة الأصلية التي كانت فيما أظن تلفزيون ملون بمجموعة كتب متنوعة كنت أملك أغلبها والجائزة الثانية كانت في قصص الأطفال نظمتها رابطة الإبداع الوطنية مع وزارة التربية عن قصة (الغابة الخضراء) فطمع المشرفان على هذه المسابقة ( المستوى المحلي )في جائزتي عام 92...كما لم أجد آذانا صاغية من دور النشر في العاصمة.

  • franchise

    كنتم سيّدتي أكثر سندًا و دعمًا للنّاشرة لو لم تفرطوا في الكلام عن الصّداقة و " المعريفة " التي تجمعكم بها...
    خاصة في بلدنا العزيز...