-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من يتاجر بسكنات المحتاجين؟

حسين لقرع
  • 1850
  • 11
من يتاجر بسكنات المحتاجين؟

من حق وزارة السكن فتحَ تحقيق في بيع 20 بالمائة من السكنات الاجتماعية وإن تعاقب بائعوها، قصد ردع المستفيدين القادمين فلا يفكرون في بيع هذا النوع من السكنات التي يحصلون عليها بأسعار منخفضة لتحقيق الثراء دون جهد، ولكننا لا نفهم لماذا تقتصر الوزارة على المستفيدين الذين باعوا سكناتهم وتتغاضى عن الجهات التي منحت سكنات المحتاجين إلى أشخاص ليسوا بحاجة إليها، بدليل إقدامهم على بيعها؟

ما يعرفه الجميع هو أن السكنات الاجتماعية موجّهة للمحتاجين ذوي الدخل المنخفض، لكن المحتالين من ذوي النفوذ والمعارف والانتهازيين والبزناسية عادة ما يحصلون على حصص معتبرة منها بطرق ملتوية، ولذلك تحصل احتجاجاتٌ شعبية خلال عمليات التوزيع، وتتحوّل أحياناً إلى عمليات تخريب، لأن المحتاجين يرون بأمّ أعينهم كيف استولى الميسورون والنافذون على سكناتهم قصد إعادة بيعها أو تأجيرها واتخاذها مصدراً دائما للريع، ولا يستطيعون فعل شيء بسبب تواطؤ الكثير من المجالس البلدية والدوائر معهم، فكيف يُعاقب المستفيدون الانتهازيون وتُترك الجهاتُ التي منحتهم هذه السكنات من مجالس بلدية ودوائر وحتى ولاة كانوا يوزّعون نسبة الـ10 بالمائة من كوطة السكنات الاجتماعية الممنوحة لهم على من يشاءون من ذوي النفوذ والمعارف؟ أليس هؤلاء المتواطئون أولى بالعقوبة منهم؟

نرجو أن تتحلى الوزارة بالشجاعة اللازمة وهي تحقق في هذا الملف وتقدّم جميع النافذين الانتهازيين الذين استولوا على سكنات الفقراء بالنفوذ والاحتيال والمحاباة، وكذا الجهات المتواطئة معهم، إلى العدالة لينالوا ما يستحقونه من عقاب، وأن لا تقتصر التحقيقات عن كشف المحتالين من الفقراء الذين امتهنوا بناء أكواخ قصديرية للحصول على سكنات اجتماعية عديدة، ثم يقومون في كل مرة ببيعها والعودة إلى أكواخهم في انتظار عمليات ترحيل جديدة. المطلوب هو معاقبة جميع المحتالين المتورطين والمتواطئين معهم، وعدم الاكتفاء بتقديم انتهازيي الأكواخ ككباش فداء وطيّ الملف بعد ذلك، فإنما أهلك الذين من قبلنا أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الوضيعُ أقاموا عليه الحدّ.

إذا كانت الوزارة تريد فتح تحقيق في هذا الموضوع الشائك، فليكن عميقاً وشاملاً وجريئاً، ولتعاقب كل المتورطين في الاستيلاء على سكنات الفقراء وبيعها لتحقيق الثراء، بعدل، ودون تمييز، أما إذا كانت ستعود القهقرى حينما تصطدم بمسؤولين نافذين حصلوا على عدة سكنات للفقراء وباعوها لتحقيق الثراء وتمويل مشاريعهم المشبوهة، فالأفضل أن تتوقف هنا، ولا تفتح تحقيقاًموجّهالا يدفع ثمنَه سوى انتهازيي الأكواخ القصديرية لذرّ الرماد في العيون.

مشكلة السكن في الجزائر، تكمن في سوء التوزيع وذهاب السكنات الاجتماعية تحديداً إلى الكثير من المحتالين والقليل من المحتاجين، ولذلك كثُرت الاحتجاجات الشعبية على كيفية التوزيع التي أصبحت عاملاً مغذيا للتوترات الاجتماعية، والمطلوب أن توضع سياسة أكثر عدلاً وإنصافاً في توزيع مئات الآلاف من السكنات الاجتماعية مستقبلاً

 

ولكننا نعتقد أن تحقيق العدل في مختلف المسائل المرتبطة بالعدالة الاجتماعية غير ممكن الآن لأسباب تتعلق بتركيبة النظام الريعي وعدم شفافيته، وكل الحلول التي تُقدّم هي مجرّد مسكّنات لا تعالج جذور المرض ومسبّباته.    

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • skikdi

    اللدين اشتروا منازل المفتاح عن طريق الرهن هم تجار وفلاحين وخاصة ناس البادية والجبل حتى يتسنى لهم تدريس ابنائهم على القانون حمايتهم من اصحاب المفتاح المستفيدين والطامعين في استعادة منازلهم لما زاد سعرها .
    حقيقة اخرى لامحال انه غندما يبدا التخقيق سيصطدمون بواقع ان المسؤولين الحقيقين على توزيع السكنات لغير اهلها هم اصحاب الحل والعقد في الدولة وكلهم لجان مساندة الرئيس نيني يامشروع نيني.

  • أبو العباس

    ...الى أصحابها لكن صديقنا الشاري رقم4 لم يصله شيء فاتصل بالجهة المعنية ليستفسر فأعلموه أنهم بعثوا بالاستدعاءات (والفرد اداه مولاه) كما يقولون أي أن عقد الملكيه أخذه البائع الاول والمستفيد المباشر ذهب اليه صاحبه ليستفسر فأنكر عليه وقال له ان الارض أرضي والعقد ملكي أخذ اليها الوسائط لكن دون جدوى فتوجه الى المحكمة. لكن وفي تلك الايام أصيب المكسين بسكتة قلبية وهو أب لاربعة اطفال.

  • بدون اسم

    لقد ذكرتني الاخ حسين بحادثة وقعت عندنا منذ سنة أو سنتين. فقد وزعت احدى البلديات المجاورة قطع أرض على بعض المحتاجين وحصل أحد الا نتهازيين على قطعة لكن بما أنه لا يحتاجها باعها لثان والثاني باعها لثالث والثالث باعها لرابع والسبب زيادة على عدم الحاجة ربما بسبب تماطل الادارة في انجاز عقود الملكية.اشتراها هذا الرابع وكان انسانا بسيطا لكنه جاد في طلب رزقه وراح يعمل ليل نهار ويبني مسكنه طوبة طوبة وحجارة حجارة الى أن تمكن من أن يسكنه.ولما تمكنت الحهة المعنية من انجاز عقود الملكية بعثت باستدعاءات الى ...

  • علي

    ** من يتتبع آثار السكنات الإجتماعية فانه سيجد مايلي::
    1 ـ90 بالمائة من اعطيت لهم السكنات غير مستحقين لأنه لهم سكنات يملكونها+كل من اخذ السكن اما بالرشوة او معرفة وهو لايستحق قانونا وشرعا التوزيع ولا العطاء من جانب الحقيقة ؟
    2 ــ كذلك وزعت السكنات الى ابناء الحاكمين ونساءهم واصدقاءهم 95بالمائة ــ
    3ـ كل من اعطي له السكن باعها من اجل اتمام السكنة الكبيرة التي يتبجح بها فخرا وعنادا لرفع الأسقف أين الضمير الإنساني
    **4 أما الضحايا المساكين من اشتروا المفتاح على قولهم مفتاح من هم؟

  • صالح/الجزائر

    6) تقول حكاية شعبية أن الهدهد قال لصغيره ، الذي طالب لمرات تغيير مكان إقامتهما من شدة الروائح الكريهة ، أن " النتانة فيهما وليست في ‘‘ القدوح ’’ ( في العش ) " .

  • صالح/الجزائر

    5) ومستمرة " .
    وأنه كان عليها ن " تحترم المواطن الجزائري وتحافظ على حقوقه وممتلكاته " .
    منذ عقود والجزائريون ينبهون السلطة القائمة ( بدون مقابل وبدون فائدة مع السف ) بأن " الخزرانة " معوجة من الرأس ، وبأن الفساد في السمك يبدأ أيضا من الرأس.
    هل اتعظت السلطات المتوالية لمواعظ المواطنين ؟ . طبعا لا ؟ ! .
    هل يستطيع الوزير لوحده إذن ، أن ينجح في علاج المرض المستشري كالسرطان ، حيث فشلت فيه التقارير السنوية الموجة للرئاسة مباشرة ؟ .

  • صالح/الجزائر

    4) " اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان " ، الموجهة لقمة هرم السلطة ، إن لم يكن لا شيء ، مادام رئيس اللجنة نفسه يشتكي من إرهاب الإدارة ؟ .
    ألم يعترف السيد قسنطيني ، لدى استضافته بمنتدى يومية "ديكا نيوز" ، بأن التقرير لسنة 2013 ، المسلم لرئاسة لجمهورية يتضمن " إبراز النقائص والتقليص من المشاكل التي يشكو منها المواطن لاسيما على مستوى الإدارة " ؟ .
    وأن المشاكل التي يواجهها المواطن في قطاع الإدارة " في تدهور كبير بسبب الممارسات الإدارية " .
    وأن هذه الإدارة " تعرف تجاوزات كبيرة

  • صالح/الجزائر

    3) المورد شبه الوحيد للبلاد ، يدل دلالة قاطعة على الورطة حتى ولو حاولوا جاهدين التستر عليها .
    هل صلحت العدالة بعد تحقيق وتقرير لجنة يسعد لإصلاح العدالة ؟ .
    ألم يصرح السيد قسنطيني ، رئيس " اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان " ، بأن : '' إصلاح العدالة غير ناجع ونأسف لعدم استفادتها من تقرير لجنة يسعد'' ؟ .
    هل صلحت المنظومة التربوية بعد تحقيق وتقرير لجنة بن زغو ؟ .
    هل قل الاكتظاظ في الأقسام ، تحسنت النوعية وقلت الإضرابات المرهقة للجميع ؟ .
    ثم ماذا أصلحت التقارير السنوية ، ل

  • صالح/الجزائر

    2) الأخيرة ، بعد ورطة 1986 ) ، المتمثلة في انهيار أسعار النفط ونقص الموارد المالية ( التي بددت يمينا ويسارا وعلى كل من هب ودب ) ، والتي سوف تتسبب بدون أدنى شك ، عجلا أو آجلا ، في توقف أو تعطل إنجاز المشاريع ، ومنها " مشاريع الرئيس " أو " مشاريع مليون سكن " ، فإنها تسعى لتبرير ذمتها فقط أمام المواطنين من التراجع المتوقع عن الوعود .
    التناقض والارتجال ، في الأعمال والأقوال ، الذي وقع فيه أصحاب الربط والحل ، منذ بداية العد التنازلي لأسعار المحروقات ، التي جعلوا منها ، رغم التحذيرات المستمرة ،

  • صالح/الجزائر

    1) " آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ؟ صدق الله العظيم .
    " إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم " .
    هل تصدق فعلا كل ما يقوله الساسة والوزراء ؟ .
    السلطة الحاكمة تحاول ، كلما وقعت في ورطة أو فضيحة تسيير ، ذر الرماد في الأعين ، لا غير .
    أو تحميل المسؤولية للجميع كقولهم : " لقد أخطأنا الطريق " ، ورغم ذالك لا أحد استقال أو أقيل ، كما جرت عليه العادة في الأنظمة الديموقراطية المستندة إلى إرادة المواطنين .
    الوزارة الوصية ، بعد الفضيحة الأخيرة ( النكسة

  • Merzouk Bounabim

    اشكر جزيل الشكر الكاتب على هذا المقال الذي اتمنى ان يقرؤه المسؤولين لعلى و عسى ضمائرهم تستجيب يوما ليس لانهم من بني جلدتنا و لكن من باب الانسانية و أود ان أضيف ان اصحاب المال هم اصحاب القرار في البلاد فهم الذين يصرون على تعفين البلاد بأفكارهم الانانية يتوغلون في كل شي لأخذ كل شيء و لو على حساب الزوالي او المريض او الضعيف لكني دائما اتفاءل لعلهم يتوبون مرة مادامه انسان و له قلب و يسخر ماله في اعانة الضعيف و رد الحق الى اهله