-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مواجهة مباشرة من الصهاينة

مواجهة مباشرة من الصهاينة

“القضية الفلسطينية ليست سياسة رشيدة تتبعها الحكومة فحسب، بل هي جزءٌ لا يتجزأ من مكونات وعي الشعب الجزائري والتزامه الأصيل بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاحتلال الأجنبي”…ه ذا ما قاله وزيرُ الخارجية رمطان لعمامرة قبل أيام في سياق حديثه عن الموقف الثابت للجزائر من القضية الفلسطينية، وهو موقفٌ وضعها في مواجهة مباشِرة مع الكيان الصّهيوني.

ورغم البعد الجغرافي بين الجزائر وفلسطين المحتلة، إلّا أن موجة التّطبيع التي بدأت قبل سنة ونيّف مع عددٍ من الدول العربية، والتي صاحبتها اتفاقاتُ تعاون في شتى المجالات، جعلت المواجهةَ مباشرةً بين الجزائر والكيان الصّهيوني، خاصة بعد أن وصل هذا الكيانُ إلى حدودنا من خلال تواجد أمني وعسكري سرّي في البداية، وسرعان ما تحوّل إلى تواجد علني بناء على اتفاقية الدفاع المشترك مع جار السّوء.

هذه الخيانة التي ارتكبها المخزن في حقّ شعبه الرافض للتطبيع والتقارب مع الاحتلال الصهيوني، وفي حقّ فلسطين، سيكون لها تداعياتٌ خطيرة في المنطقة، بعد أن أصبحت “إسرائيل” فاعلا رئيسيا على اعتبار مخرجات “مذكرة التفاهم الدّفاعي” التي تمّكن المغرب من الحصول على أسلحة متطورة بينها “القبة الحديدية” التي تم تطويرها لخنق المقاومة الفلسطينية، وإفشال هجماتها على مدن الاحتلال الصهيوني، كما ستمكّن المخزن من الحصول على طائرات ومسيّرات ومنصّات صواريخ متطوّرة، فضلا عن الدعم الاستخباراتي وكل ما يتعلق بالحرب السيبرانية..
والهدف من كل ذلك الجزائر التي تستمرّ في تغريدها المنفرد ضد “الهرولة” نحو التّطبيع، وضد الاحتلال الصّهيوني وسياسته الاستيطانية، في وقت وصلت موجة التّطبيع إلى مستويات متقدّمة، إلى درجة الحديث عن دينٍ جديد يجري التّرويجُ له على نطاق واسع، والهدف منه هو القبول بالكيان الصهيوني المغتصِب في المنطقة العربية.

والغريب في الأمر أنّ هذا الوقت الذي أصبحت فيه المواجهة مباشرة بين الجزائر والكيان الصهيوني، ظهرت بعض “الكلاب المدرّبة” في صور إعلاميين في فضائيات عربية، يسخرون عبر صفحاتهم المليونية في مواقع التواصل الاجتماعي، من تصريحات المسؤولين الجزائريين التي ترفض التطبيع وتناصر القضية الفلسطينية، في حين أنهم يسكتون تماما عن الخيانة التي ارتكبها المخزن.

ومن هؤلاء المذيع السّوري فيصل القاسم الذي ركّز هذه الأيام على الجزائر، وبالغ في مهاجمتها، وتفنّن في السّخرية من تصريحات رسمية تؤكد أن القمة العربية المقبلة ستكون من أجل الحق الفلسطيني، هذا الأخير كان أحد المحرّضين على تدمير سوريا وسفك دماء أبنائها، ويبدو أنه انشغل هذه المرّة بالجزائر بعد أن كاد بلدُه يُمحى من الخارطة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نسومر الأوراس

    إذا كان هناك فعلا مواجهة مع الصهاينة فأعلم بأن المغرب و أوروبا و أمريكا بل والعالم الغربي بأسره سيكون في صف الصهاينة و سيلعب المال العربي دور فعال في تمويل الأعتداء على وطننا ...