-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موجة العنف تسيء إلى كرتنا

ياسين معلومي
  • 341
  • 0
موجة العنف تسيء إلى كرتنا

عرفت الجولات الأخيرة لمختلف البطولات عودة موجة العنف إلى الملاعب الجزائرية، في الملاعب أو حتى في المدرجات، بسبب بعض التصرفات الطائشة لمسيرين ولاعبين وأنصار متعصبين، وهو ما يجبر الاتحاد الجزائري لكرة القدم ورئيسه وليد صادي المنتخَب شهر سبتمبر الماضي على الضرب بيد من حديد من أجل وقف التجاوزات الخطيرة، التي أصبحت تحدث أسبوعيا وتعطي صورة غير لائقة عن كرتنا على المستويين الداخلي والخارجي، ما يؤثر على المستوى العامّ لبطولتنا التي تراجعت إلى الوراء في السنوات الأخيرة، وأصبحت لا تنجب لاعبين بإمكانهم تقمص الألوان الوطنية والدفاع عنها في المحافل الدولية.

وبعد الأحداث التي وقعت في بعض الملاعب الجزائرية، أصدر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بيانا شديد اللهجة، مبديا رفضه لكل الأحداث العنيفة التي تشهدها بعض الملاعب التي من المفترض أن تكون مليئة بِالبهجة والاحتفال واللّعب النظيف، ملتزما بـ”اتّخاذ جميع التدابير اللازمة للقضاء على هذه الآفة، وضمان بقاء الملاعب أماكن للودّ والاحترام المتبادل، ويظل مُصمّما على دعم جميع المبادرات التي تهدف إلى تعزيز اللّعب النّظيف والاحترام في كرة القدم..”. غير أن “صنّاع القرار” في الملاعب يرون الأمور بمنظار آخر، خاصة تلك الأندية التي تلعب من أجل اللقب أو تلك التي تسعى إلى تحقيق البقاء، إذ يسعون إلى تحقيق الفوز بشتى الأمور حتى وإن كانت غير أخلاقية وبعيدة كل البُعد عن الروح الرياضية التي تجاوزها الزمن في عهد تسيَّر فيه الفرق من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا.. رياضة استفحل فيها داء العنف بشكل ملفت للانتباه وتجاوز كل الخطوط الحُمر، فالذي حدث مثلا في الجولة الأخيرة للبطولة المحترفة الأولى في مباراة وادي سوف- بن عكنون يجعلنا ندق ناقوس الخطر، كيف لا والحكم أجبِر على توقيف اللقاء بين الشوطين بسبب تعرُّضه لاعتداء سافر، وحتى في مباراة وفاق سطيف– مولودية الجزائر التي خرجت عن نطاقها الرياضي، خاصة بعد الذي قام به اللاعب الدولي يوسف بلايلي الذي كان من المفترض أن يكون قدوة فوق الميدان وخارجه، لكنه تسبَّب في خروج المباراة عن نطاقها المعهود، خاصة وأن العلاقة بين الناديين “سمنٌ على عسل”.. وأيضا في اللقاء الذي لعِب منذ أسابيع بين اتحاد خنشلة واتحاد العاصمة حدثت أمورٌ خطيرة بين الأنصار.. وفي لقاءات أخرى وفي مختلف البطولات، وهو ما ينذر بأن آفة العنف التي انتشرت بقوة هذا الموسم، لابد من أن نجد لها حلولا سريعة قبل فوات الأوان.

ولتحجيم آفة العنف في الملاعب الجزائرية، لابدّ من أن يحذو الاتحاد الجزائري لكرة القدم حذوَ الإنجليز الذين تمكّنوا من القضاء على “الهوليغانز”، بعد دراسة عميقة مكّنتهم من إيجاد حلول لآفة العنف، كيف لا ولقاءات الدوري الإنجليزي -ورغم أهميتها وصعوبتها والأموال التي تجنى منها- أصبحت تُجرى دائما في روح رياضية تفتقدها ملاعبنا.

مازلنا نتذكّر أنه منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا حاول الاتحاد الجزائري إيجاد حل لهذه الآفة بجلب خبراء من إنجلترا ساهموا في القضاء على العنف في ملاعب هذا البلد وخرجوا بعددٍ من التوصيات، أهمها الإكثار من انتشار الأجهزة الأمنية داخل الملعب وخارجه، مع وضع كاميرات مراقبة في الملعب، وتأسيس بطاقية للأشخاص الممنوعين من دخول المنشآت الرياضية، وحيادية وسائل الإعلام الرياضية تجاه الفرق، إضافة إلى ضرورة فرض عقوبات على المشاغبين. غير أنّ هذه التوصيات الهامّة بقيت حبرا على ورق.. وما زلنا نعاني من هذه الظاهرة التي أصبحت تعطي صورة سوداء عن الكرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!