موجة حرّ تفرض حالة طوارئ في المستشفيات.. وحظر للتجول بولايات الشرق

بلغ مقياس درجات الحرارة نهار الأربعاء، مستويات قياسية عبر مختلف ولايات الشرق، ما أجبر المواطنين على التقليل من تنقلاتهم المعتادة، تفاديا للتعرض لأشعة الشمس، أو الإصابات بوعكات صحية، خاصة وسط المسنين والمصابين ببعض الأمراض المزمنة وحتى الأطفال.

وقد كان تأثير حرارة الجو باديا على الممتحنين في امتحانات شهادة البكالوريا، الذين واجهوا صعوبات كبيرة في التركيز بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتعرّق وسط الأقسام، حيث اضطروا إلى الاستعانة بقارورات المياه المعدنية، لتفادي العطش الشديد واسترجاع قدراتهم على التركيز، بينما وجد الموظفون أنفسهم محبوسون داخل مكاتبهم، تحت رحمة المكيفات الهوائية، بل أن بعضهم استغنى حتى عن تناول وجبة الغداء خارج المكتب، خوفا من لسعات أشعة الشمس الحارقة، كما اضطر الفلاحون على ممارسة نشاطاتهم الفلاحية لجني بعض المحاصيل مع الساعات الأولى للصباح أو في ساعات متأخرة من المساء لتجنب التعرض لأشعة الشمس، شأنهم في ذلك شأن العاملين في ورشات أشغال البناء والتهيئة التي توقفت بها الأشغال نهائيا بسبب عدم قدرة العاملين فيها على التحمّل في الأماكن المكشوفة لأشعة الشمس.

وتزامنا مع موجة الحرّ التي تجتاح ولايات الشرق، اندلعت العديد من الحرائق في المحاصيل الزراعية والغابات بولايات قالمة، قسنطينة، سكيكدة التي أعلن مسؤولوها حالة استنفار قصوى، بعد أن تسببت النيران في وفاة شخصين.
وقد استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية عبر العديد من مستشفيات الولايات الشرقية العشرات من الأشخاص من مختلف الأعمار، والذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بضربات الشمس، خاصة منهم كبار السن والمصابين ببعض الأمراض المزمنة على غرار داء السكري والقلب والضغط الدموي وحتى الربو، وكذا بعض الأطفال الذين عانوا من آلام على مستوى الرأس المصحوبة بالتقيؤ وارتفاع درجات حرارة الجسم، فيما اكتظت قاعة الاستعجالات بمصلحة أمراض القلب بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، بالمرضى الوافدين إليها من عدّة ولايات مجاورة، بعد تعرضهم للإصابة بتخثّر الدم نتيجة الحرارة، التي تجاوزت عتبة الـ46 درجة مئوية تحت الظلّ، في بعض الولايات الداخلية، على غرار قسنطينة، ميلة، قالمة، سوق أهراس، الطارف.

وبالموازاة مع ذلك حذرت مصالح الحماية المدنية، المواطنين من خطورة التعرض لأشعة الشمس، في ظلّ موجة الحرّ الشديدة التي تجتاح بعض الولايات الشرقية هذه الأيام، ودعتهم إلى تجنب التنقل وقت الذروة الحرارية أو القيام بالأعمال الشاقة وتأجيلها إلى وقت لاحق، بعد ما حذّرت مصالح الأرصاد الجوية من قدوم موجة حرّ شديد هذه الأيام.