-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شهدت انتشارا كبيرا قبيل الامتحانات الرسمية

موضة الدروس الخصوصية المتنقلة إلى المنازل تُرهق جيوب الأولياء

آمال عيساوي
  • 984
  • 3
موضة الدروس الخصوصية المتنقلة إلى المنازل تُرهق جيوب الأولياء

مع اقتراب امتحانات شهادتي التعليم المتوسط و”البكالوريا”، سارع بعض الأساتذة ممّن اعتادوا تقديم دروس خصوصية سواء تلك الجماعية أم الفردية، على إطلاق عروض خاصة عبر الفايسوك، تتعلق بالتنقل إلى المنازل بأسعار تنافسية، كما وضعوا تطبيقات خاصة عبر صفحاتهم في مواقع التواصل تحتوي على تمارين ودروس ملخصة، مسموحة فقط للتلاميذ الذين يُجرون عندهم دروس خصوصية وممنوعة على الآخرين، وبهذا فهم يُجبرون التلاميذ على التسجيل عندهم لتلقي تلك الدروس والتي تغير مفهومها مؤخرا ولم تعد تقتصر على التلاميذ من ضعيفي المستوى فقط بل أنها أصبحت أمر إجباري على جميع المتمدرسين من دون استثناء، والغريب في الأمر أنّ إلزام التلاميذ على الدروس الخصوصية تطور كذلك من تلك الجماعية إلى الفردية في المنازل.

وانتشرت هذه الأيام ظاهرة الدروس الخصوصية المكثفة وبالأخص تلك التي تُجرى في المنازل والتي ينفرد فيها الأستاذ بالتلميذ، بشكل كبير، وذلك مع اقتراب امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، حيث سارع الأولياء إلى حجز الأساتذة الذين صار أغلبيتهم يعمل بخاصية التنقل للمنازل ورغم غلاء أسعارها إلا أنّ معظم الأولياء مستعدون كعادتهم لتحمل تلك المصاريف بل وتحمل أي شيء مقابل نجاح أبنائهم والظفر بالشهادة، والأدهى والأمر هو أن التلاميذ أيضا صاروا يقتدون بغيرهم وكأن الدروس الخصوصية في المنازل صارت بمثابة موضة، حيث أرغموا أولياءهم على إحضار الأساتذة لتدريسهم في المنازل، تحت حجة أن هناك بعض الأساتذة لا يعترفون بتقديم الدروس الخصوصية الجماعية وإنما يعملون فقط بنظام الحصص الفردية، وحسب ما ذكر لنا بعض الأولياء في حديثهم مع “الشروق”، فإن هناك بعض الأساتذة لم يجدوا أماكن خاوية في هذه الأيام الفاصلة عن موعد الاختبارات المصيرية، حتى يُقدمون فيها الدروس الخصوصية الجماعية كما اعتادوا، ففكّروا في حل آخر يُرضيهم ويخدم جيوبهم ومصالحهم بالدرجة الأولى، فقاموا بإطلاق تطبيقات خاصة عبر الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل تحتوي على دروس ملخصة وتمارين بالحلول واشترطوا للتسجيل فيها، تقديم دروس خصوصية فردية تكون عبر التنقل لمنزل أي تلميذ الذي يرغب في الدخول لتلك التطبيقات، وهو الأمر الذي استنكره عديد الأولياء، واعتبروا الأمر بمثابة نصب واحتيال على جيوبهم وعلى أبناءهم كذلك، الذين كما ذكروا أنّهم غير واعين بخدع بعض الأساتذة ممّن يهمهم المال قبل كل شيء..

في حين أكد آخرون، أنهم أجُبروا على إحضار أساتذة إلى المنازل لأبنائهم، رغم أنّ أسعارها باهظة ومُكلفة ولا تناسب جيوبهم، لأسباب عديدة من بينها أن الدروس الخصوصية الجماعية لم تعد تقدم ولا تؤخر شيئا للتلاميذ، ولأن الأساتذة لا يستطيعون الإجابة على جميع أسئلة التلاميذ هناك ولا يمكنهم كذلك تقديم الشرح الكافي لهم، مثلما يتم في المنازل، ومن جهة أخرى لأن بعض التلاميذ صاروا يهربون من ضغط المراجعة للالتقاء مع زملائهم والدردشة أثناء تلقيهم تلك الدروس، وكذا لتفادي انتشار فيروس كورونا بين التلاميذ وأسباب أخرى جعلت الأولياء يغضون أبصارهم عن المبالغ الكبيرة التي يدفعونها مقابل حجز وإحضار أساتذة إلى المنازل لتدريس أولادهم في هذه الأيام القليلة التي تفصلهم عن موعد امتحانات شهادتي “البيام” وكذا “البكالوريا“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • أب لأربعة أبناء متمدرسين

    يرحم والديكم من هو الذي أجبر الأولياء على اخذ ابنائهم للدروس الخصوصية أو جلب أستاذ إلى البيت ليدرس أبناءهم ؟ أظن أن الضعف المزمن للتلاميذ أو حب التباهي والرياء بنتائج الأبناء أو تخلي المدرسة عن أداء الدور المنوط بها او في الأخير حرص الأولياء على الرقي بمستوى أبنائهم ولو كانوا نجباء هو السبب او الأسباب التي أجبرت الأولياء على الاستفادة من الدروس الخصوصية

  • انسان

    الاستاذ لي يخلص 3 ملاين من حقه يبحث عن مصادر دخل أخرى ، الخطأ ليس خطأه بل هو خطأ الوصاية التي تدفع له بقشيشا مقابل أتعابه ... عون الحماية المدنية لي يخلص اقل من 4 ملاين من حقه ثاني .... أصحاب الشهادات العليا من حقهم كذلك ........ المشكلة في ضعف الأجور مقابل غلاء المعيشة

  • خليفة

    لو كان الاستاذ يقوم بواجبه كما ينبغي داخل القسم ،و يفعل كل ما في وسعه لتوصيل المعلومة الضرورية لتلاميذته ،لو كانت الامور كذلك ما احتاج هؤلاء التلاميذ الى تلك الدروس التي ارهقت جيوب اولياءهم،عندما يكون الهدف الاول هو الجري وراء المادة فكبر سبعا على التعليم و المنظومة التربوية.