-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقفان مختلفان إزاء خصم واحد !!

موقفان مختلفان إزاء خصم واحد !!
ح.م

خطابان مختلفان، صاغتهما واشنطن، تجاه خصم واحد، خطاب متراخ في بغداد، وخطاب متشدد تجاه طهران، في الموقف المعلن من انتفاضتين شعبيتين، هدفهما إسقاط نظام “الولي الفقيه” في إيران، وتحرير العراق من هيمنته.

خطاب أمريكي يشحذ همم الشعب الإيراني في انتفاضته الشعبية، ويبعث له برسائل دعم مباشر دون انقطاع، في تحقيق هدف إسقاط “نظام دكتاتوري” استخدم كل الوسائل المحرمة في قمع انتفاضته التي تعد حق مشروع في بلد ديمقراطي.

خطاب أمريكي يدعو الشعب العراقي والسلطة الموالية لـ”الولي الفقيه” في بغداد إلى “ضبط النفس”، بانتظار إجراء إصلاحات حكومية تتجاوب مع مطالب “المنتفضين”.

موقف أمريكي متشدد تجاه طهران حرك الأسرة الدولية بوتيرة متسارعة، وعبرت عن استنكارها لسقوط قتلى في قمع انتفاضة الشعب الإيراني، وهددت بفرض عقوبات رادعة، تشل حركة “الولي الفقيه” وتعطل آلته القمعية.

تباكى الرئيس دونالد ترامب في تغريداته على الشعب الإيراني، وحز في نفسه إنقطاع “الأنترنيت” الذي حرم الشعب الإيراني من التواصل مع العالم، مما دفع وزير الخزانة الأمريكي إلى فرض عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني.

الشعب العراقي الذي انطلقت انتفاضته التحررية في الفاتح من أكتوبر، معتمدا على إرادته، وقوة موقفه الشعبي، ويقدم ضحاياه البشرية كل يوم، بأسلحة “إيرانية”محرمة دوليا، تركته الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الأسرة الدولية في مواجهة مصيره، معزولا عن العالم، في ظل وسائل اتصال أغلقت السلطات الحاكمة في بغداد منافذها، لتنفرد بتنفيذ جرائمها بعيدا عن أنظار الرأي العام العالمي.

عاد سلوك الكيل بمكيالين، وفقا لمصالح دولية، وقراءات مختلة في ميزان مرتعش، إزاء خصم واحد يتربع على عرشه في طهران، ويبسط نفوذه في العراق ولبنان.

المجتمع العربي لا يثق بأمريكا، ولا يثق بتوابعها في أوروبا، فيما يتعلق بقضاياه أيا كانت، ولا يأمل بموقف منصف جاد، يخرج من واشنطن أو بروكسل، موقف إن خرج فسقفه أدنى من حجم قضاياه المصيرية.

كان الشعب العراقي الذي يقترب من اختتام الشهر الثاني على انتفاضته الشعبية الكبرى ضد النفوذ الإيراني البغيض وواجهته الحاكمة في بغداد، يتساءل عن سر الصمت العربي والدولي، والامتناع عن دعمه، الذي تفرضه المبادئ وشرائع القوانين الدولية.

وتركت انتفاضة العراق السؤال سابحا في فضاء مفتوح، غير مكترثة بالإجابة، فهي أنشأت جمهورية شعبية جديدة، لا تنتظر هبات خارجية في تثبيت قواعدها القائمة على إرادة لا يقهرها القمع أو الموت.

يدرك الشعب العراقي، الذي بلغ أعلى درجات وعيه، سبب الاختلال في الموقف الأمريكي المفضوح تجاه خصم واحد في بغداد أو طهران، ولا يرى فرقا بين أمريكا وإيران في تدمير أركان وجوده، وتجريده من حقه في الحياة.

إيران التي جاءت على مركبة دبابة أمريكية واستقرت في بغداد، وتمددت في مدن العراق، مازالت أداة أمريكا في احتلال عسكري انتهى شكلا، ومازال حقيقة قائمة تكشف عن شواهدها فرق الموت الطائفي التي يراها البيت الأبيض مجرد قوى سياسية، فشلت في إدارة البلاد، داعيا إلى إصلاحها، لتبقى قوة قمعية تقبر طموحات الشعب العراقي في وطن يستعيد سيادته ويرتقي بطموحاته الحضارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!