-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الناطق باسم تجمع قادة ثوار ليبيا صالح العشيبي لـ"الشروق":

نثمن دور الجزائر حكومة وشعبا ونتطلع إلى أن تلعب دورا كبيرا في استتباب الأمن

نثمن دور الجزائر حكومة وشعبا ونتطلع إلى أن تلعب دورا كبيرا في استتباب الأمن
أرشيف

الانقلابي حفتر كان ومازال وسيظل يشكل خطرا على الأمن المحلي والإقليمي
الاتفاقية مع تركيا تمت في إطار شرعي ونطالب بخروج المرتزقة
نؤمن بالديمقراطية ونسعى لبناء دولة مدنية يسودها القانون
ندعم العملية السياسية في تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الفرقاء

يؤكد الناطق باسم تجمع قادة ثوار ليبيا، صالح العشيبي، أن التيار الذي ينتمون إليه مؤمن كل الإيمان بالعملية السياسية، ويدعم الحكومة التي يقودها عبد الحميد الدبيبة. ويقول العشيبي في هذا الحوار، أن حل الأزمة الليبية “يكمن في الدستور وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الفرقاء السياسيين”، ويتحدث العشيبي عن الدور الخطير الذي يلعبه خليفة حفتر بدعم من أنظمة عربية. أما عن الجزائر، فيقول العشيبي: “نثمن دورها حكومة وشعبا، ونتطلع إلى أن تقوم الشقيقة الجزائر بلعب دور كبير في استتباب الأمن في ليبيا ونأمل منها الوقوف بجانب الشعب الليبي وتطلعاته وطموحاته في نيل حريته وإنهاء الحرب وإخراج المرتزقة”.

مجلس رئاسي وحكومة، نالت ثقة الليبيين، أليس من المهم في هذا الظرف أن ينخرط الليبيون في المسار السياسي لبناء الدولة، بعد سنوات من الاقتتال؟
إننا في تجمع قادة ثوار ليبيا نؤمن بالخيار الديمقراطي ونسعى لبناء دولة مدنية يسودها القانون ويحكمها الدستور والتداول السلمي على السلطة.
وبالرغم من كل ملاحظاتنا وتحفظاتنا على حوارات جنيف وبرلين وبوزنيقة واجتماعات الغردقة التي نتج عنها هذه الحكومة ومجلسها الرئاسي وكذلك ما قامت به مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا (ستيفاني ويليمز) من اختيار 75 شخصية ولا ندري ما هي آلية الاختيار وأطلقت عليهم اسم لجنة الحوار ليكونوا بذلك نوابا عن الشعب غير منتخبين ولا ممثلين حقيقيين لإرادة الليبيين، ورغم كل ما سلف ذكره إلا أننا ما زلنا نأمل بأن تكون هذه الحكومة ومجلسها الرئاسي عند حسن ظن الشعب الليبي وطموحاته وتطلعاته وأن تقوم بالدور المناط بها. ونحن كتجمُّع قادة ثوار ليبيا نأمل بأن تكون هذه المرحلة هي آخر المراحل الانتقالية في ليبيا وأن يتم توحيد كافة مؤسسات الدولة وإنهاء حالة الاحتراب والدخول في عملية انتخابية والعمل على المصالحة الوطنية الشاملة وجبر الضرر وتعويض المتضررين من الحروب ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان من أي طرف كان.

“تجمع قادة ثوار ليبيا”، اسم تشكيلتكم يعطي انطباعا بأنكم حملة سلاح لا غير ولا تؤمنون بالعملية السياسية بتاتا؟
تجمُّع قادة ثوار ليبيا هو جسم سياسي يضم نخبة من خيرة شباب ليبيا ومن مختلف مناطقها سواء من الغرب والشرق والجنوب، وكونهم يحملون مسمى ثوار فهذا لا يعني (الثورة) بمفهومها الضيق وهو حمل السلاح، فالثورة في البناء (تعليم، ثقافة، اقتصاد، سياسة) ونحن نؤمن بالعملية السياسية.
فالثوار منذ عام 2012 ومنذ أول انتخابات في ليبيا هم من قاموا بحماية صناديق الانتخابات ومراكز الاقتراع وقد أفرزت هذه الانتخابات فوز بعض المحسوبين على النظام السابق ولم يتدخل الثوار في إبطال هذه النتائج أو الاعتراض عليها.
بينما كانت المجموعات القبلية والقوى المنادية بالفدرالية تقوم بتخريب وحرق بعض مراكز الاقتراع وتمنع وصول الناخبين إليها واتضح في ما بعد بأن هذه المجموعات التخريبية تابعة للعقيد المتقاعد خليفة حفتر.
ونحن في تجمُّع قادة ثوار ليبيا كنا قد أصدرنا بيانا رحبنا فيه بحكومة الوحدة الوطنية وأننا ننحاز إلى الخيار الديمقراطي.

اتهامات طالتكم باقتحام مقر المجلس الرئاسي للمطالبة بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش؟
هذا اتهام غير صحيح بالكامل وهو مجرد ادعاءات ومحاولة من القنوات والصفحات التابعة للثورة المضادة لتشويه الثوار وإظهارهم بمظهر الفوضى وعدم الانضباطية.
وقد خرج السيد مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي في بيان متلفز وقال بأن ما حدث هو حضور عدة شخصيات من قادة ثوار ليبيا وخاصة قادة عملية بركان الغضب الذين دافعوا عن العاصمة طرابلس ضد عدوان الانقلابي حفتر ومرتزقة الفاغنر والجنجويد وهم قد جاؤوا بناء على موعد تم تنسيقه مسبقا مع المجلس الرئاسي وأوصلوا رسالة مفادها بأن نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية كانت تؤيد عدوان حفتر وتلمع صورته في الولايات المتحدة الأمريكية وتمارس الكذب والتدليس على وسائل الإعلام الأمريكية، هذا كل ما في الأمر، أما الباقي فهو محض افتراء وتضخيم مارسه إعلام الثورة المضادة.

ما هي تصوراتكم لحل جذري للأزمة في ليبيا؟
الحل يكمن في الدستور وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الفرقاء السياسيين، بعد أن أصبحت مسودة الدستور جاهزة وصادق عليها البرلمان (المنتهي الصلاحية والمنحل بحكم الدائرة الدستورية بالمحكمة) يوجد استحقاق آخر وهو الاستفتاء الشعبي على الدستور.
تكمن قيمة الوثيقة الدستورية في أن تتولد بمقتضاها المؤسسات الدستورية المنتخبة، وتدون المناهج وتحدد السياسات التي تشكل وتحتضن الثقافة الحقوقية للأمة.
إذا ولد الوعي، ينمو نضال الشعوب والأجيال على درب الحقوق والحريات والمكتسبات، وإذا غاب الوعي ولد الصنم،وتلبدت غيوم الاستلاب والقهر، الحق في الشرعية الدستورية، حق أصيل.
فالدستور يجيب على الأسئلة الكبرى؛ أسئلة المرجعية العليا، ونظام الحكم والإدارة والعدالة، والدستور يمنحنا الحق في حكومة بعمر وصلاحيات حقيقية، بعيدة عن فوضى الحكومات الانتقالية اللامتناهية.
ومن وجهة نظر تجمع قادة ثوار ليبيا، فإن حل الأزمة يبدأ بإنهاء حالة الانقلاب العسكري الذي يقوده العقيد المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد والاحتكام للعملية السياسية والالتزام بما تم الاتفاق عليه بين كل الفرقاء السياسيين، كما أن التجمع يؤمن بالتوجه إلى القضاء والالتزام بقراراته وعدم استيفاء الحق بالذات.

ما هو موقفكم من تشكيلة المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة وتحديدا المنفي والدبيبة؟
نحن في تجمع قادة ثوار ليبيا لم يكن لدينا أي موقف معارض للمجلس الرئاسي ولحكومة الوحدة الوطنية بل على العكس فقد كان لنا بيان يرحب بالحكومة ويبارك لها على الرغم من بعض التصرفات والتصريحات المثيرة للجدل التي صدرت عن رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة إلا أننا ندعم العملية السياسية ونتمنى أن تصل هذه الحكومة بالشعب الليبي إلى انتخابات حرة ونزيهة وصناعة وتهيئة مناخ ديمقراطي صالح للانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات حفتر ومرتزقة فاغنر والجنجويد والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات قبلية وجهوية تابعة لحفتر سواء في الشرق أو بعض مناطق الجنوب.

ماذا عن خليفة حفتر؟
بالنسبة للعقيد المتقاعد خليفة حفتر هو عبارة من شخص متمرد يقود عملية انقلابية عسكرية أطلق عليها اسم (عملية الكرامة) وقد بدأ هذه العملية عقب إصدار إحالته على التقاعد هو بعض الضباط الذين تجاوزوا سن التقاعد، وقد قام بمساعدة المخابرات دولتين عربتين، تنفيذ عمليات اغتيال لضباط وجنود في الجيش الليبي والشرطة والأجهزة الأمنية وطالت نشطاء مدنيين وصحفيين وحقوقيين ومشايخ.
وقام بتضليل الرأي العام في مدينة بنغازي وبعض مدن الشرق الليبي وأعلن انقلابه على الحكومة الشرعية والوحيدة في ذلك الوقت وقد صدر بحقه في حينها أمر بالقبض عليه من قبل المدعي العام العسكري ومن قبل رئيس الحكومة آنذاك.
ولقد قامت الميليشيات التابعة لحفتر والتي تنتحل صفة الجيش الليبي بعمليات تهجير قسري لأكثر من 200 ألف إنسان وعمليات قتل خارج نطاق القانون واعتقال تعسفي وإخفاء قسري وتعذيب وهدم منازل المعارضين لحفتر وحرقها ومصادرة ممتلكات المهجرين.
وبالرغم من مرور سبع سنوات على سيطرة حفتر في شرق البلاد إلا أن مدينة بنغازي كبرى مدن الشرق وثاني أكبر مدينة في ليبيا بعد العاصمة طرابلس مازالت تشهد عمليات قتل واختطاف ورمي الجثث في مكبات النفايات واختطاف النائبة سهام سرقيوة وقتل الحقوقية حنان البرعصي واغتيال محمود الورفلي المطلوب للجنايات الدولية.
إننا في تجمُّع قادة ثوار ليبيا نؤكد على أن الانقلابي حفتر كان ومازال وسيظل يشكل خطرا على الأمن المحلي والإقليمي ويقف عائقا في طريق الحرية والديمقراطية التي ضحى من أجلها وفي سبيلها آلاف من أبناء الشعب الليبي.

لا تزال الاتفاقية الموقعة بين حكومة الوفاق سابقا وتركيا، تثير الجدل، كيف تنظرون إلهيا، وماذا عن المطالبة بمغادرة المرتزقة؟
إن الاتفاقية التي تم توقيعها بين حكومة الوفاق السابقة ودولة تركيا الشقيقة تأتي في إطار شرعي وقانوني وتم توثيق هذه الاتفاقية لدى الأمم المتحدة ونحن نستغرب من كل هذه الضجة التي أثيرت حول هذه الاتفاقية مع أن أغلب دول العالم لديها اتفاقيات مع دول أخرى حليفة لها ولهم مصالح مشتركة، ولقد رأينا اتفاقيات بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى حد إنشاء قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر وكذلك بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول شرق أوروبا مثل أوكرانيا.
ولقد تمت الاتفاقية وجاء تدخل الحليف التركي بطلب من حكومة الوفاق ردا على العدوان الذي قاده العقيد المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس وجلبه لقوات مرتزقة فاغنر والجنجويد والطائرات الإماراتية التي كانت تقصف المدنيين في كل من طرابلس وممصراته وزوارة، وعندما تدخل الحليف التركي حدث توازن في ميزان القوة وتم دحر الغزاة المتمردين في عدة أيام.
وأما عن المرتزقة، فإننا طالبنا ولازلنا نطالب بخروج كل قوات المرتزقة التي تسيطر على سرت والجفرة وقاعدة براك الشاطئ وقاعدة تمنهنت في الجنوب، وهذه القوات تتكون من مرتزقة فاغنر الروسية ومرتزقة الجنجويد السودانية ومجموعات معارضة تشادية بالإضافة إلى ضباط ومفرزة من قوات جيش عربي، وكذلك غرفة عمليات إماراتية كاملة في قاعدة الخروبة قرب مدينة المرج وعدد كبير من الشبيحة السوريين يقاتلون إلى جانب المتمرد خليفة حفتر.
كل هؤلاء عبارة عن قوات مرتزقة جاؤوا عن طريق المال وهذه طريقة غير شرعية بينما الاتفاقية الموقعة مع تركيا كانت بين حكومتين شرعيتين وبما لا يخالف أو يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ما المأمول من الجزائر، وكيف تنظرون إلى مواقفها من مجمل الأزمة في بلدكم؟
الجزائر دولة جارة وشقيقة والشعب الجزائري من أقرب الشعوب وأكثرها مكانة لدى الشعب الليبي ويرتبط كلا الشعبين بتاريخ مشترك وقد ساندوا بعضهم بعضا ضد الاستعمار على مرور العصور.
ونحن في تجمُّع قادة ثوار ليبيا نثمن دور الجزائر حكومة وشعبا، ونتطلع إلى أن تقوم الشقيقة الجزائر بلعب دور كبير في استتباب الأمن في ليبيا ونأمل منها الوقوف بجانب الشعب الليبي وتطلعاته وطموحاته في نيل حريته وإنهاء الحرب وإخراج المرتزقة من كامل التراب الليبي. ولقد رأينا تصريحات السيد صبري بوقدوم وزير الخارجية حيث قام بالتأكيد على دور الجزائر وأنها لا يمكن أن تقف متفرجة على ليبيا وهي تمر بأزمتها وأن الجزائر استقبلت كل الفرقاء السياسيين من أجل تقريب وجهات النظر والوصول إلى حل سلمي في ليبيا .
وأخيرا فاننا نأمل بأن يكون هناك تكريس لمفهوم الوحدة المغاربية والعمل على بناء المغرب العربي الكبير ليأخذ مكانه بين التكتلات الإقليمية والدولية من أجل مصلحة شعوب المنطقة بالكامل.
وفي الختام فإنني باسمي واسم تجمُّع قادة ثوار ليبيا وكل أبناء الشعب الليبي أتقدم لصحيفة “الشروق” بأسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام ولكل أبناء الشعب الجزائري الحر وللحكومة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!