-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إسرائيل وبعض النظم العربية:

نحو الإعلان عن “الزواج السري”

حسان زهار
  • 381
  • 1
نحو الإعلان عن “الزواج السري”

بينما احتدم منذ أيام، نقاش فقهي بين مشيخة الأزهر ومشايخ شيعة، حول جواز “زواج المتعة” من عدمه، كان “الزواج السري” بين تل أبيب وعدد من العواصم العربية، قد اكتملت أركانه، من دون أن يتم تحديد ما إذا كان “زواجا مسيارا” أم “فراند” أم تقليديا بالفاتحة من دون تسجيل.. وقد تزايدت حدة التسريبات والأخبار التي تتحدث عن هذا الزواج السري. وما كان بالأمس إشاعة، صار اليوم حقيقة، لا ينفيها أطراف هذا الزواج أنفسهم، بل إن “إسرائيل” العشيقة” المشتركة لعدد من الدول العربية، صارت تنشر الحكاية متحررة تقريبا من واجب التحفظ، خاصة مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى السعودية، وبداية الحديث العلني عما سمي بـ”صفقة القرن”.

  معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي جاكي حوكي، دعا قبل أيام صراحة إلى تغيير نمط العلاقة بين تل أبيب والرياض، وإلى التوقف عن التغطية على اللقاءات والاتصالات السرية بين إسرائيل والسعودية، وإلى عدم مساعدة السعودية من خلال هذا التستر، على الحفاظ على سمعتها التي بدأت تتدهور في الشارع العربي، مشددا على أن إسرائيل تحولت بالفعل إلى “العشيقة السرية” لدول الخليج وتحديدا السعودية.

ولم تكن هذه الدعوة الصريحة من داخل إسرائيل، العشيقة السرية في الماضي، إلا صدى لتصريحات كثيرة تدور ضمن السياق ذاته، اعترف بها وزراء الاستخبارات والخارجية والدفاع الإسرائليون، بل ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه، بنيامين نتنياهو، التي بدأت تكشف ما ظل مستورا عن العرب والمسلمين، من علاقات حميمية استمرت لعقود طويلة في الظلام، ويبدو أنه حان الوقت لتخرج إلى العلن، ولعل من أبرز نتائجها اليوم، إعلان إسرائيل السيادة الكاملة على الحرم القدسي.. وهي الخطوة التي ما كانت لتكون أبدا لولا الضوء الأخضر من بعض الأنظمة العربية، وهذا باعتراف إسرائيل نفسها.

كنا قبل شهور، نتحدث في ما يشبه الهمس، عن لقاءات الجنرال السعودي أنور عشقي، مع مسؤولين إسرائيليين، وكانت تلك الأحاديث مرفقة أحيانا بالصوت والصورة، في عالم لم تعد تخفى عليه خافية، قبل أن تكشف مؤخرا، صحيفة “هآرتز الإسرائيلية”، عن لقاء سري آخر جرى في سبتمر 2012، جمع وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، بحضور سفيرها بأمريكا، يوسف العتيبة، في فندق ريجينسي في نيويورك مع نتنياهو، وأنه من بين ما تم التطرق إليه وقتها، كيفية محاربة الإخوان المسلمين، خاصة بعد صعودهم إلى حكم مصر حينها، كما تناول بعدها العام الماضي عبد الله بن زايد الغداء مع تسيبي ليفيني في نيويورك، بينما كانت الصحافة الأردنية قد أشارت العام الماضي أيضا، إلى لقاء سري يكون قد جمع وزير الدفاع السعودي وولي العهد الحالي محمد بن سلمان في أقصى جنوب الأردن بمدينة العقبة مع نتنياهو، وأن لقاءات أخرى سرية قد جرت، طرحت خلالها قضية ترحيل سكان غزة إلى سيناء المصرية، وكان من نتائجها المباشرة، إعادة السيادة على جزيرتي “تيران وصنافير” من مصر إلى السعودية، ليكون بإمكان إسرائيل المرور عبر المياه الدولية.

أما مصر، التي أنشأت مؤخرا أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، غرب مصر، وليس في شرقها، فقد قدمت للمرة الألف دليلا آخر، زيادة على أدلتها الكثيرة الأخرى، أن العدو لم يعد الكيان الإسرائيلي، وأن العدو هو الشعوب العربية نفسها، بداية من ليبيا وامتدادا إلى نقطة يكون فيها الدم العربي الساخن، لتستمر في زمن حكم السيسي، الكنز الاستراتيجي لإسرائيل، روح كامب ديفيد، التي تطورت إلى عمليات عسكرية مشتركة مع الصهاينة، ضد سكان سيناء بدعوى محاربة الإرهاب.

هذا الزواج السري، بات الآن في حكم المؤكد، والأسئلة القديمة التي كنا نطرحها عن عدم القدرة، أو بالأحرى، عدم رغبة الحكام العرب في مواجهة إسرائيل، وتحرير فلسطين، أظهرت أن هذا الزواج السري كان سببا رئيسيا وراءها، وأنه لم يتبق في ظل التطورات الأخيرة، التي تحولت فيها حماس إلى عدو وإسرائيل إلى صديق، ووصل الأمر إلى حد محاصرة قطر لأنها رفضت وقف الدعم لحماس واعتبارها حركة إرهابية، إلا وقت قصير، لكي يتحول هذا الزواج السري إلى زواج علني، يتم من خلاله الاعتراف بشرعية إسرائيل، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، واستقبال المسؤولين الإسرائليين بالأحضان في مطارات الدول العربية، لتكتمل طقوس الزواج وتكون الممارسة على رؤوس الأشهاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رابح اليسري

    الم اقل لك لا تياس حركت البرك الاسنة واصبحت النظم المستبدة تلعب على المكشوف وهده بداية النهاية بادن الله...