“نذير الرحمن”.. المؤذن الصغير الذي أبهر الكبار
لم يكن الطالب “نذير الرحمان دالي” من ولاية معسكر يدري أنه يمتلك صوتا جهوريا يُمتع به أذان الناس، بينما هو يدعوهم إلى الصلاة مع حلول موعد كل صلاة.
نذير الرحمن، الذي يزاول دراسته في التعليم القرآني بمسجد عبد الله بن هشام بقرية سلاطنة في معسكر، ومنذ صغره، انطلق في تقليد كبار المؤذنين والمقرئين في محاولة منه لإبراز قدراته الصوتية في ترتيل القرآن وتجويده، والأذان، حيث كان يقوم بذلك وهو في خلوته.
يقول نذير الرحمن إنه كان يصدح بصوته عاليا بترتيل بعض آيات القرآن الكريم التي يحفظها، ومقاطع من الأذان بينما يكون في خلوته، حتى علم أنه يمتلك صوتا جهوريا يمكنه الجهر به في تلاوة القرآن الكريم والدعوة للصلاة أمام عموم المصلين في المسجد.
يضيف عبد الرحمن إنه لم يلبث كثيرا حتى كان محل اكتشاف من قبل شيخه في التعليم القرآني بمسجد عبد الله بن هشام بقرية سلاطنة، الذي كان يكلفه كل مرة بالإعلان في الناس مؤذنا لموعد صلواتهم، وكثيرة هي الحالات التي كانت وقت صلاة الفجر حيث الناس نيام، ليكسر صوته الرخيم سكون المنطقة وهدوءها بعبارات التوحيد “أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح” يضيف الطالب، أن فرحته كانت كبيرة لما اقتحم مجال الأذان، وهو شرف ما بعده شرف، أن يدعو الناس للصلاة بإعلاء كلمة التوحيد، وهو ما كان له صدى كبير بين الكثير من قاطني القرية، الذين عبر كثير منهم عن إعجابهم بصوته.
يقول الشيخ جلال جيروري، وهو إمام ومشرف على التعليم القرآني بمسجد عبد الله بن هشام في سلاطنة، إنه لما اكتشف جمال الصوت وطلاقة الحنجرة لدى تلميذه “نذير الرحمن” أصبح يكلفه بالأذان في عدة مرات خاصة في صلاة الفجر. وأضاف محدثنا أن لصوت الطالب صدى إيجابيا لدى الكثير من عموم قاطني المنطقة، بل أكثر ما بات يؤثر فيهم، وكثيرة هي الحالات التي كان فيها سببا في استيقاظ أفراد للصلاة فجرا، بحسب شهادات رووها بأنفسهم. “نذير الرحمن” يحمد الله على أن وهبه صوتا جهوريا ووفقه لأن يكون في خدمة دينه من خلال إعلان كلمة الحق والصدح بها عاليا مؤذنا للصلوات.
