-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“نشاطر الإسرائيليين آلامَهم”!

حسين لقرع
  • 1579
  • 0
“نشاطر الإسرائيليين آلامَهم”!

أحدثت عملية القدس البطولية زلزالا كبيرا في الكيان الصهيوني الذي لم يكن يتوقّع قطّ أن ينجح مقاومٌ واحدٌ مزوّدٌ بمسدّسٍ بسيط في قتل 7 مستوطنين دفعة واحدة، والمؤلم أكثر للاحتلال هو أن تأتي هذه العملية الفذة بعد يوم واحد فقط من مجزرة جنين التي راح ضحيتها 10 فلسطينيين، منهم امرأة مسنّة، وهو ما أفسد تماما نظرية الفاشي بن غفير التي تدعو إلى عدم التردُّد في قتل الفلسطينيين لردعهم عن القيام بالمزيد من العمليات الفدائية.

اليوم تأكّد الاحتلالُ أنّ هناك جيلا جديدا من الفلسطينيين لا يهاب الموت، ولا يتردّد في اقتحام تجمُّعات المستوطنين ليُثخن فيهم قتلا وجرحا ويثأر لشهدائه. هذا الجيل لا يتشكّل فقط من شبانٍ يافعين، بل إنّ فتى فلسطينيًّا لا يتعدّى عمرُه 13 عاما حمل مسدسا وأطلق النار على مستوطنين بمنطقة سلوان بالقدس وجرح اثنين منهم، فهل يُردَعُ شعبٌ أو يهزَم وفيه مثل هؤلاء الأبطال الأفذاذ الذين لا يهابون الموت؟ لماذا لا يحدث العكس ويُردَع الاحتلال ويمتنع عن التغوّل في سفك دماء الفلسطينيين تفاديا لأعمال ثأرٍ انتقامية قاسية كعملية القدس؟

هذه العملية التي أفرحت الشعوب العربية والإسلامية قاطبة، عرّت مجدَّدا الوجوه القبيحة للأنظمة المطبِّعة التي لم تتورّع عن إدانتها ووصفِها بـ”الإرهاب”، كما قدّمت التعازي لعائلات القتلى الصهاينة، بل إن إحداها وصفتها بـ”المُنافية للمبادئ والقيم الإنسانية!”، في حين لزمت هذه الدولُ صمت الأموات إزاء مجزرة جنين، ولم تُدِن الاحتلال أو تتّهمه بالإرهاب أو تعزّي “أشقاءها” الفلسطينيين، وكأنّ مجزرته هذه، وغيرها كثير، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وانتهاك حرمة الأقصى والتنكيل بالأسرى، وغيرها من الجرائم العنصرية الفاشية، مُوافِقة لـ”المبادئ والقيم الإنسانية”.. وحتى زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشار أوغلو، سار على نهج حكومته وبعث برقية تعزية لنتنياهو يقول فيها إنه “يشاطر الشعب الإسرائيلي آلامه”.. وهي مواقف مخزية ستبقى وصمة عار في جبين هؤلاء المهرولين الذين باعوا دينَهم بدُنيا الاحتلال وقرّروا التخندق معه جهارا نهارا.. يكفيهم خزيًا أنّ إيلي كوهين، وهو وزير الخارجية في حكومة نتنياهو الفاشية المتطرّفة، قد شكرهم على “مواساة الشعب الإسرائيلي والشدِّ من أزره”!.

ومهما يكن من أمر، فقد تجاوز الجيلُ الجديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية نفاقَ المجتمع الدولي وازدواجية معاييره، وخيانة عدد من الأنظمة العربية والإسلامية، وهوان السلطة الفلسطينية، وحالة الانقسام الداخلي، وقرّر أخذ زمام المبادرة ومقاومة الاحتلال على طريقة “الذئاب المنفردة”؛ ففي كل مرة يبرز بطلٌ صنديد يقارع الاحتلال بمفرده وبسلاح بسيط إلى أن يرتقي شهيدا.

عملية القدس أكّدت للصهاينة أنّ الفلسطينيين قد قرّروا أن لا يموتوا وحدهم، وهي الرسالة التي فهمها جيِّدا قائدُ المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الصهيوني، الجنرال يهودا فوكس، فقال في جلسة أمنية مغلقة -وفق القناة الـ13 من التلفزيون العِبري- إنه لو كان يعلم بأنّ نتائج عملية اقتحام مخيم جنين الخميس الماضي ستكون مأساوية، لما صادق عليها!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!