-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نصر بدريّ

نصر بدريّ

قال شاعر الجزائر الفحل، الذي لم يهم في أي وادي إلا وادي الجهاد الجزائري المجيد، أعني شاعر الجهادين السياسي والمسلح مفدي زكريا، رحمه الله، حيث لم يلهث كأكثر الشعراء وراء الغواني، ولم يدنس شعره الأصيل بالتغزل في القدود والنهود، والعيون السّود، ولكنه مجّد “أصحاب البارود”، ورافق جهاد شعبه، حتى استرداد أرضه، والثأر لدينه، وطرد عدوه، قال هذا الشاعر في إلياذته الخالدة مشيدا بشعبه المجاهد:

نوفمبر، غيّرت مجرى الحياة،            وكنت – نوفمبر- مطلع فجر

وذكّرتنا – في الجزائر- بدرا               فقمنا نضاهي صحابة بدر

لقد تساءل كثير من الناس عما سمّاه الأستاذ عبد العالي زواغي “أسباب النار التي لا تنطفي أبدا” في صدور الأعداء الفرنسيين منذ طردهم من الجزائر، وتطهيرها من أدرانهم.

لقد كنت أحد هؤلاء المتسائلين، وقرأت، وسألت، واستقصيت ثم انتهيت إلى سبب هذه النار المتأججة الملتهبة في صدور الأعداء الفرنسيين – لا أطفأها الله – يعود إلى روح هذه الحرب، وهو “الصليبية” عند أعدائنا الفرنسيين، و”الجهاد” عند شعبنا. وقديما قال شاعر، وصدق فيما قال:

كل عداوة ترتجى مودّتها         إلا عداوة من عاداك في الدّين

إن عداوة فرنسا لنا دينا، ولسانا، وجنسا يلخصها قول رئيس حكومتها، وزير خارجيتها في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو جورج بيدو (G.Bidault) : “إن الصليب سيحطم الهلال” وبلسانهم (la croix écrasera le croissant) (انظر: la guerre d’Algérie لصاحبه Henri Alleg. ج1. ص545)…

والدليل على أن هذه الحرب لم تنطفأ، ولن تنطفئ هو قول الجنرال البريطاني المجرم إدموند أللّنبي عند دخوله مدينة القدس في 1917: “اليوم انتهت الحروب الصليبية”، التي انتهت في سبعينات القرن الثالث عشر الميلادي، وقول الجنرال الفرنسي المجرم غورو عند احتلال دمشق في 1920 ووقوفه أمام ضريح المجاهد صلاح الدين الأيوبي، وهو: “هاقد عدنا يا صلاح الدين”، وقد سجل هذا القول الصليبي لهذا الجنرال الصليبي الشاعر العراقي معروف الرصافي فقال:

فيا عجبا من أمة قدت جيشها              تشابه كردينالها والجنرال

ولو أننا قلنا كما أنت قائل                  لأنحى علينا بالتّعصب عذّال

إن الشعب الجزائري المسلم إذ يحتفل بعيد النصر على عدوه (القديم – الجديد – الدّائم) إنما يحتفل بانتصار الدين الحق الذي تحالف عليه “الدين الصالب والدين المصلوب” كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي. ويقصد بالدين الصالب “اليهودية” التي يزعم أتباعها أنهم “صلبوا” سيدنا عيسى عليه السلام، ويقصد بالدين المصلوب “النصرانية” التي “ألهت” سيدنا عيسى عليه السلام، “وما قتلوه وما صلبوه، ولكن شبه لهم”.

فشكرا لله – عز وجل- على أن منّ على عباده المؤمنين بهذا النصر المكين، ورحمة من رب العالمين على أرواح شهدائنا الميامين، وأمد في أعمار مجاهدينا الصادقين، وثبتنا على نهجهم المبين إلى أن نلتقي محمدا الأمين في يوم الدين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!