-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نعيب حكومتنا!

قادة بن عمار
  • 5094
  • 12
نعيب حكومتنا!

تردّد أن الرئيس بوتفليقة، لن يستمع لوزراء حكومته في رمضان، على عكس ما جرت عليه العادة، ربما لأن فخامته اكتشف أنه لا فائدة من سماع حكومة “لا ترى ولا تسمع” لمشاكل وهموم الشعب، لكنها تتكلم كثيرا وتخوض في الشأن العام بلا حساب، وبلا فائدة!

أو لأن الرئيس اقتنع مثل غالبية الشعب أنه لا حكومة في البلاد، والوضع الانتقالي الذي نعيشه منذ التشريعيات السابقة، بكل ما شابها من شكوك، ولاحقها من تهم بالتزوير وتعطيل التغيير، أفضل مليون مرة من الوضع المستقر والذي لم يكن مستقرا في واقع الحال إلا في البيانات الرسمية وعبر نشرة الثامنة وفقط!

البعض يتحدث عن تغيير حكومي طال أمده ولم يحدث، في الوقت الذي يقول فيه آخرون ما فائدة التغيير أصلا، بكل ما تحمله هذه الكلمة من حساسية وتسببه من “حكّة” في جِلد السلطة، خصوصا بعد اكتشافنا أيضا بأنه يمكننا الاعتماد على وزير واحد لكل قطاعين ولو اختلفا اختلاف شعبان عن رمضان، مثل المياه والتربية، أو النقل والجامعات، أو حتى الفلاحة والثقافة!

على الأقل، فقد قلّصنا مصاريف الحكومة التي تناسلت فيها الوزارات بشكل هستيري في سنوات سابقة دون فائدة، حتى بتنا نخصص لكل وزارة، وزارة أخرى منتدبة، ومصالح مرفقة، وسكرتارية خاصة، وبودي غارد ووو، ولم يعد الرئيس ذاته يعرف أسماء جميع وزرائه فما بالك بالشعب!

السلطة أيضا من حقها أن تخرج علينا وتزعم أن المشاكل مستمرة رغم غياب الحكومة الفعلية، ورغم تفكير غالبية القيادات في الأحزاب السياسية بتشكيل أحزاب منشقة أو حركات تقويمية لخوض غمار المحليات المرتقبة، بدليل أن الأسعار ما تزال مرتفعة في رمضان، ليس فقط لأن وزارة التجارة نائمة في العسل، ولكن لأن المواطنين لا يعرفون كيف وماذا يشترون، و”بيناتنا” هناك كثير من الصحة في هذا الادعاء الحكومي المتواطئ!

فأن يصل مواطن لمحاولة قتل آخر بسبب “شكارة حليب” في تيسمسيلت، فهذا أمر لا علاقة له بالحكومة، سواء كانت السابقة أو اللاحقة، كما أن تزايد أعداد الواقفين في الطوابير بحثا عن الخبز والزلابية، في الوقت الذي يعبث فيه البائع بسعريهما فيرفعهما كما يشاء والمواطن يشتري وهو سعيد، لا علاقة له بتمسك الرئيس بجلسات الاستماع أو إلغائها!

أن يتنافس معظم الناس على محلات الجزارين بحثا عن اللحوم مباشرة بعد الدعوة لمقاطعتها من أجل تخفيضها، يثبت أيضا وللأسف الشديد، كلام وزير الشؤون الدينية يوما حين قال أنه لا فقراء في الجزائر، ولا صحة للإحصائيات التي تتحدث عن 14 مليون زوالي في البلاد، فهل رأيتم فقراء يأكلون اللحم يوميا!

ربما لهذا السبب فكر وزير التضامن “مشكورا” في دعوة المسيحيين وأهل الكتاب من عابري السبيل لموائد الرحمان في رمضان، ومن يدري، فقد يخصص لهم في السنوات المقبلة قفة رمضان التي قطع بسببها المواطنون الطريق وأشعلوا النيران في العجلات احتجاجا على توزيعها غير العادل، قبل أن يقفوا في طوابير لشراء اللحوم بأسعار مرتفعة في اليوم التالي!

نخشى الوصول لأن نقول يوما: نعيب حكومتنا والعيب فينا، وما لرمضان عيب سوانا.. أليس كما تكونوا يولّى عليكم!؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • جزائري

    عندما كنت صغيرا أدهشني موقف احد العائلات الغنية جدا (كانوا أقارب لنا) حيث عمدوا إلى بيع كل ممتلكاتهم و هجروا إلى الخارج؛ حينها سمعت أنهم كرهوا العيش في الجزائر. و الآن أنا سني يتجاوز بقليل 33 سنة مهندس و أعمل في شركة وطنية براتب ممتاز و لدي تجارة خاصة بي و لي بعض الممتلكات أصبحت أفكر مثلهم؛ لن أكذب عليكم إن قلت لكم أنني أصبحت أفكر مثلهم، بل وكرهت البلاد و العباد للأسف الشديد، بلاد و عباد التخلف. أنشري يااااا شروق

  • فاطمة

    والله صدقت وفي الجزء الثاني وصلت الى بيت القصيد

  • ب.جلولي

    الحقيقة أن هذا الموضوع مهم جدا ولا يمكن مس كل جوانبه في بعض السطور لأنه يتعلق بسلوكيات شعب، وكما قال الاخ صاحب التعليق رقم1، فنحن من الشعوب المتخلفة في جميع الميادين إلا أن هذا التخلف له أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، وهذه الأسباب جديرة بان تعرف حتى نتمكن من الغلب على مرض التخلف، فتشخيص المرض نصف العلاج، ولنا في بعض الدول التي كانت معنا في الصف وخطت خطوات نحو التقدم الأسوة الحسنة.

  • محمد علواش

    من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

  • احمد

    لا اتفق معك اخي قاده في جلد الذات هذا ..
    من الذي اوصل المواطن لهذه الحاله التي ذكرتها ؟لو كانت الحكومه فقيره و محتاجه مثل بلدان جنوب الصحراء لقلت معك حق لكن ان يكون لدينا فائض 200 مليار و الشعب بهذه الحال فلا و الف لا . الحكومه هي من يرفع من مستوى الشعب فان كان المسؤول يسرق بالملايير ولا يشبع كيف تريد للفقير ان يقنع بفقره ؟
    في كل شعب حالات سلبيه لكن لا يسمح للحكومه ان تكون كلها سلبيه و تتنصل من مسؤولياتها . الحكم ليس شرطه و عسكر و سلام وطني و انما ان يحس المواطن فعلا بالعزة و ليس كذبا

  • omar

    بالفعل زميلي قادة كلماتك مختصرة بقدر وضوح الرسالة ووصولها الى دهن القارئ دون اية لبس ..يبقى كما تقول المشكل يحمل الجزء الاكبر منه المجتمع المدني المغيب تماما عن جوهر الاحداث التي عايشتها ولا تزال تعايشها الجزائر حاليا ..الامر كما تقول بسيط فان كان هناك ارتفاع عشوائي في منتوج معين يكفي ان يقاطع استهلاكه من قبل المواطن بدلا من الغوغاء والخروج الى الشارع والنظام و..و...فسلوك واعي وبسيط كهذا يكفي ردا على المتلاعبين بالاسعار..لكن اين اصحاب وقادة امثال هاته السلوكايات..هنا يكمن الخلل مجتمع مدني مغيب

  • الارض الجزائرية

    السلطة لا تستطيع الدخول في قلب كل جزائري و تقول له يا شعبي
    تعلم كيف تكون مواطن واعي و جزائري مقدام يدافع عن العدل و نصرة الحق في سبيل الله و عباده الذين يعيشون اليوم و يستوطنون في هذه الارض الجزائرية كشعب مغلوب على امره / يا شعبي تعلم كيف تكون قدوة خير لمن حولك حتى تحي فيهم تلك القوة الروحية من جديد انها العقلية الجزائرية الرجولية التي كان يتحلى بها اجدادنا
    في الماضي القريب / اذا عجزت الحكومة على التشجيع و تطبيق عمليا هذه المعاني بين المجتمع / فلا خير في هذه السلطة المتسلطة بالمادة و القوة وو

  • بدون اسم

    ياسي بن عمار انت نقيض مانكتب فلو انتقدت راس السلطة اي رب البيت لقبلنا ماتقول ولكن المثل يقول (اذا كان رب البيت على الطبل ضارب فلا لوم على الاولاد بالرقص) اي ان سياسته التي باءت بالفشل الذريع هي الت جعلت الكثير من الوزراء لايقدمون له الولاء ولا يسمعون حتى مايقول وتلك الكارثة

  • برهوم

    يا سيدي أنت تقول -الرئيس اقتنع مثل غالبية الشعب أنه لا حكومة في البلاد-
    فهذه الجملة تعكس تناقضا في فكر المقال. ثم تستخدم لفظ السلطة عدة مرات، فلما لا تتفضل أنت أو غيرك لتعرف لنا هذا المصطلح؟
    ثم أن تخرج الرئيس خارج المشكل وكأنه متابع فقط رغم أنه يجلس في رأس الهرم.
    فهل تتفضل وتكتب مقالا أكثر شجاعة فكرية وصراحة؟

  • ابراهيم

    حكومتنا وسلطاتنا تهرف بما لا تعرف .بياناتها توحي اننا في النعيم المقيم وواقعنا الفج يعكس المقولة تماما...ولا يهم يا سي قادة ان يستمع بوتفليقة او غيره ما دام ان ثلة الحكومة الحالية لا زالت في كراسيها الفخمة لكن يد الحساب تمهل ولا تهمل فكم قد راينا ظالما متمردا يرى نفسه على حق والكل مخطئ فبعد مدة صار نادما وسوط العذاب يصلى به ....ربنا لا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك وجودك يا ارحم الراحمين

  • radouan,e

    حتى الصحافة تم جرها الى هدا الاستهلاك واصبحت تكتب مقالات للتنفيس والتبريد وكأنها اتفقت منع الحكومة ومع بوتفليقة اهدر واش تحب واحنا نديرو واش نحبو قضايا خطيرة تصل اليها الجهات الامنية تحورها كما تشاء مثل قضية باروش بعنابة مجرم تم اطلاق سراحه وهو يقضي اجازته في سان تروبي وقضايا اخرى كثيرة في حين صحافتنا تعيش في بلاهنية كبيرة وتفرح بمثل هذه المقالات التي تطبخ في جهات نعرفها جيدا وما على الصحفي الا وضع اسمه من تحت لدا اقترحت على اصدقائي الصحافيين تغيير نشاطهم لان صحافتنا لا تغير شيء بل هي شريكة

  • البشير بوكثير

    فعلا أخي قادة العيب كلّ العيب فينا نحن الشعوب المتخلفة سلوكا وفكرا ، لأنّنا صرنا أعداء أنفسنا في الاستهلاك المادي والرّوحي وفي كلّ ماله علاقة بمصيرنا كشعب يجب عليه صنع التاريخ.