نفق سيدي عيش يحصد أرواح ثلاثة عمال تباعا ويتحول إلى مقبرة

تحول في الأشهر الأخيرة نفق سيدي عيش الجاري إنجازه ضمن الطريق السريع الذي يربط بجاية بالطريق السيار شرق غرب، إلى مقبرة حقيقية قبل حتى وضعه حيز الخدمة، فيما وصلت الأشغال به إلى منتصفها.
وفي هذا الصدد، فقد هلك الخميس شاب يبلغ من العمر 37 سنة داخل النفق المذكور إثر انقلاب إحدى الآلات التي كان يقودها، ما تسبب في وفاته.
وقد تم نقل جثة الضحية الذي ينحدر- حسب معلوماتنا- من ولاية بومرداس نحو مصلحة حفظ الجثث بمستشفى سيدي عيش، وهو الحادث الذي يضاف إلى قائمة الحوادث المميتة التي وقعت بهذه الورشة، هذه الأخيرة التي بدأت تثير التساؤلات حول ظروف العمل بداخل هذا النفق الذي هزم، على ما يبدو، المؤسسة الصينية المكلفة بالأشغال، في ظل التأخر الفظيع الذي عرفته أشغال الإنجاز، بسبب خصائص التربة بهذه المنطقة.
يذكر أن أول ضحية لهذا النفق قد تم تسجيلها بداية شهر جويلية الفارط، ويتعلق الأمر برعية من غينيا يبلغ من العمر 20 سنة، لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما دهسته إحدى الآلات المستخدمة في أشغال الحفر.
فيما هلك أواخر شهر أوت الفارط، عامل آخر، وهو رعية صيني يبلغ من العمر 27 سنة، لفظ أنفاسه بالمستشفى إثر الإصابات البليغة التي تعرض لها داخل النفق.
وكان وزير الأشغال العمومية وجل الولاة الذين تعاقبوا على رأس هذه الولاية، قد طالبوا برفع وتيرة الأشغال بغرض إنهاء أشغال شق النفق المذكور الذي يمتد على مسافة 1.66 كلم، فيما أضحى من الضروري على الجهات المعنية تفقد المكان من أجل الوقوف على الظروف التي يشتغل فيها عمال هذه الورشة جراء التنامي المحير لعدد قتلى حوادث العمل بها، الأمر الذي حول ذات النفق إلى مقبرة لعمال قدموا من أجل توفير لقمة العيش لذويهم قبل أن يفقدوا حياتهم.