-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نقبل رؤوس علمائنا.. ويبوسون أفواه كلابهم

نقبل رؤوس علمائنا.. ويبوسون أفواه كلابهم

آلاف الأفراد يستقبلون المسؤول السياسي ويصفقون له، وعند الانفراد بأنفسهم أو بغيرهم ينتقدونه أشد انتقاد: فهو لا يحسن الكلام، ولا يحفظ حتى أهم التواريخ الوطنية، وهو غير قادر على الإقناع، ولا يستحق أن يكون في المكان أو المقام الذي هو فيه… الخ.

آلاف الأفراد يقومون مبجلين له، مصفقين وكأنه سينطق وحيا، وبعدها بساعات يتحولون إلى السخرية من كلامه وإلى التنكيت على ما يقول، كلُ يدعي أنه الأكثر حيلة ومكرا، لأنه حضر عن غير قناعة، وسجل الهدف من الحضور، مُمنيا نفسه بالمنصب أو المال الوفير..

والمئات يزيدون التحية تحية أخرى، ويجرون مهرولين يمنة ويسرة ومن الأمام والخلف، مشيرين لهذا بإفساح الطريق، ولذاك بعدم الاقتراب حتى يعتقد هذا المسؤول (س) انه بحق ذا شأن.. وحين يعتقد ذلك يبدأون في جني ما حصلوه بتحقيق المطالب أو تلبية الرغبات.. شعارهم جميعا في ذلك: بوس الكلب من فمه حتى تقضي حاجتك منه.

هذا السلوك الذي ينم عن مرض خطير تفشى بين ما يُعرف بالقواعد والقيادات  النضالية لبعض الأحزاب، وفي بعض الأوساط الأخرى والذي يسعى البعض لتبريره بكل الحجج وتقديمه بديلا للمجتمع ينبغي مقاومته بكل السبل، لأننا أمة تُسلم على رؤوس علمائها ووالديها ولسنا أمة تعتنق مذهب “بوس الكلاب”.

أمة لا تُطلق صفة السيد إلا على العلماء حتى وهي في أكثر الحقب أمية لا يمكنها أن تتحول إلى هذه المدرسة الكلبية أبدا. إنك لا تجد في ثقافتنا أي تمجيد للكلاب، والقرآن الكريم يشبه من اتبع هواه بالكلب “إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث”…

أما هؤلاء ممن يروجون إلى ثقافة “بوس الكلاب” فلا يذكروننا سوى بثقافة المدرسة الكلبية Cynisme  اليونانية التي لم يوص  صاحبها Diogène de Sinope  في نهاية حياته إلا أن يدفن كالكلب.. فليت أصحابها يتوقفون عن تمجيد كلبيتهم، ويتركوا مجتمعنا يعود مرة أخرى لتمجيد علمائه وتوقير آبائه باعتبار تلك من علامات الأمل.

ليتنا نرى مناضلين يتهافتون على التسليم على رأس زعيمهم توقيرا واحتراما لا تدجيلا وخيانة وغدرا، ليتنا نرى مواطنينا لا يقفون تمجيدا إلا للعلم والأدب والأخلاق، وإذا لم يجدوا من يقفوا له يلزموا بيوتهم في انتظار فجر جديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • بدون اسم

    لا خير في أمة تقدس الجهل و الجهالة و تعرض عن العلم و تهين أهله..

  • ناصحة

    السلام عليكم،
    كِلابُ الحَيِّ ُيطْرِبُهَا الزَّئِيْرُ = وَأُسْدُ الْغَاْبِ مَاْ عَاْدَتْ تَزِيْرُ
    فَقَدْ خَانَتْ جُمُوْعَ الأُسْدِ أُسْدٌ = فَلا تَعْجَبْ ، هِيَ الدُّنْيَاْ تَدُوْرُ
    فَمَا يَرْجُوْ كَرِيْمٌ فِيْ زَمَاْنٍ = بُغَاْثُ الطَّيْرِ تَخْدِمُهَاْ الصُّقُوْرُ
    تَجُوْعُ الأُسْدُ فِيْ زَمَنِيْ ، فَأَضْحَىْ = عَلَىْ الْفِئْرَاْنِ يَقْتَاْتُ الْهَصُوْرُ
    كِرَاْمُ الْقَوْمِ تَسْكُنُ فِيْ قُبُوْرٍ = وَأَدْنَى النَّاْسِ مَسْكَنُهَا الْقُصُوْرُ
    ---------------------------------------------------

  • عبدالقادر

    النظريةالكلبيةتطبق بشكل واسع في جزائراليوم اين اصبح الولاءللشخصيةبدل الولاءللشعب والوطن وثوبتهما الحضارية.من يبتعد عن ثوابت الشعب فهوليس منه ومن لايحترم اخلاقه فهو سبب في ابعاده عن اصالته.من البديهيات في اصالةواخلاق الجزائري توقير علمائه ورجال الاصلاح والقادةالعظماء نذرواانفسهم لخدمةالوطن من اجل ان يسودفيه الرخاءوالعدل لصالح كل الشعب ومن اجل الدفاع عنهما من براثين الاستعمار.نحن لا نوس الكلب النجس لان ملامسة لعابه لثيابنا يتطلب ستةغسلات والسابعةبالتراب فكيف بناان نمرمد افواهن بالتراب!؟الحديث قياس

  • hakima

    لا فض فوك يا أستاذنا الكريم مضى زمن الكرام و أقبل زمن اللئام. مضى وقت الأسود وصرنا في عقائد الكلاب إنا لله و إنا إليه راجعون

  • قادة

    ان مايفقد الامل لدى الجزائري هوبقاءجماعات مات الملك عاش الملك من الواقفون دائمامع القوي.فهي غريبةعلى الشعب الجزائري روحياوثقافيا.يعني بعيدةكل البعد عن اخلاقه المستمدةمن تعاليم دينه الحنيف وتريد فرض عليه مشروع مجتمع غريب وابعاده عن ثوابته التي تحترم العالم وتمجدالصالح.فلما ترى اكبرحامي للدستور هو اول من ينتهكه وحامي للقانون هواول من يعمل خارجه.فكيف بنا ان لانفقدالامل ويرسخ مكانه كثيرمن الياس بسبب الانتهازيين والفُساد.الاالمسلم صبور والجزائري مسلم فسيكون فببصره المعهودسيبقي على بسيس الامل المفقود.