-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نواب على قلب رجل واحد!

نواب على قلب رجل واحد!
أرشيف

عجيبٌ أمر نواب الموالاة في المجلس الشعبي الوطني، هؤلاء الذين تحركوا في وقت واحد، واتخذوا موقفا واحدا، ضد رئيس المجلس مطالبين باستقالته فورا، وفوق ذلك جمّدوا عمل الغرفة السفلى للبرلمان وعطلوا نشاطاتها واجتماعات مسؤوليها مع الأجانب إلى غاية رحيل بوحجة، وكأنه هو الذي كان وراء الفيضانات التي حوَّلت الشوارع إلى مسابح مجانية!

غريبٌ أن يتحرك النواب هذا التحرك القوي لإقالة رئيس المجلس فيما لم تحركهم لا فضائح الفساد في مختلف القطاعات، ولا مآسي الناس في الجزائر العميقة جراء تقصير السلطات في القيام بواجباتها، ولم يتحرك النواب أمام كل الزلات الصادرة عن الولاة والوزراء والمسؤولين، لكن عندما تعلق الأمر بالصّراعات بين الأشخاص اصطفوا جميعا على موقف واحد!

ما الإنجاز الذي سيقدمه هؤلاء النواب للجزائر بهذه الموقف “التاريخي”؟ وما الفائدة من برلمان يتخلى أعضاؤه عن أدوارهم القانونية والدستورية في المتابعة والمحاسبة والمراقبة والتشريع، ويتحولون إلى أدوات للصراعات والكولسة؟ هل كان الهدف من اختيار هؤلاء على مستوى دوائرهم الانتخابية هو هذا الدور الغريب الذي يقومون به؟

خلال السنوات الماضية تم “ذبح” الفئات الهشة عدة مرات في قوانين المالية التي كان يصادق عليها هؤلاء بأريحية تامة وما عدا الضجة التي كان يثيرها نوابُ المعارضة في أروقة المجلس فإنّ الغالبية كانت تصوّت حسب املاءات رؤساء الأحزاب التي يمثلونها دون أدنى اعتبار لمطالبات الناخبين الذين يُفتَرض أنهم أوصلوا هؤلاء إلى قبة البرلمان.

حالة الانسداد في البرلمانات الحقيقية تحدث عندما يختلف النواب على الخيارات الكبرى من برامج وقرارات مصيرية وليس على اختلاف وسوء تفاهم بين الأشخاص، فيتم تجنيد “نواب الأمة” لتغليب طرف على طرف آخر، في واحد من أهم مظاهر الضعف والهوان للهيئة التشريعية التي يُفترض أن تكون أقوى من جميع الهيئات الأخرى.

أمام هذا المشهد الغريب، يحق للذين يطالبون بحل هذه الهيئة أن يرفعوا أصواتهم بوقف هذه المهزلة والتفكير في تشكيلة برلمانية تعيد لهذه الهيئة التشريعية هيبتها وبريقها وتأثيرها الذي فقدته منذ زمن بعيد، وإلا فإن الملايير التي تُصرف عليها في زمن القحط، تعدُّ تبذيرا لمال الشعب في هذه الظروف الصعبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • هشيمالهاشمي

    قد طالبنا ولا زلنا نطالب بألغائها وترك المسيرين يسيرون كما شاؤوا وأرادوا " لربح الفوس" التي يأخذونها بلا مقابل " بل يزيدوننا الا هما وغما بتصرفاتهم التي لاتفيد ؟! بقدر ما تزيد اأحوال تسوء أكثر "لماذا التربية الوطنية التي تعد العمود الفقري الذي يجعلا البلد متقدما وصالحا ومكونات ا لأمة مستقبلا الذي يفتخر به " فبالتربية والتعليم تصلح البلاد ؟! أو تسوء وتؤدي الى ما لا يحمد عقباه ان كانت كما هي عليه في ...