هبة تضامنية لمحو آثار الكارثة بالبويرة

تمكنت الجهود والهبة التضامنية الموجهة للعائلات المتضررة من الحرائق على مستوى منطقة الأخضرية بولاية البويرة، من امتصاص وطأة الصدمة والضرر الذي لحق بها جراء الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس بكل من جبال معالة، الزبربر، الأخضرية، جباحية، حيث توحدت فيها جهود السلطات الرسمية بمبادرات المحسنين من جمعيات وشخصيات، ليتم التكفل بالمتضررين في ظرف وجيز ومباشرة إلى غاية التجاوز النهائي لهذه المحنة.
وبمجرد انتشار رقعة الحرائق عبر المناطق التي مستها بدائرة الأخضرية، توجهت كل الجهود بمختلف أشكالها نحو هذه المناطق من أجل إخماد الحرائق وإنقاذ السكان وممتلكاتهم، حيث سارعت تلك الجهات إلى إجلاء السكان من القرى والمداشر نحو متوسطة الزبربر وكذا متوسطة مخازني لونيس بالأخضرية التي وضعت كمركز استقبال، الأمر الذي ساهم في التقليل من عدد الضحايا، أين عملت مصالح بلدية الأخضرية على توفير كل المستلزمات للعائلات المتواجدة بالمركز بالتنسيق مع الجهات الأخرى وجهود عمالها وإطاراتها الذين تواجدوا بالمركز طيلة هذه الفترة، وكذا توفير الرعاية الصحية والنفسية لهم.
وسارعت مختلف الجمعيات المحلية بالأخضرية إلى تنظيم قوافل مساعدات واستقبال تبرعات المحسنين قصد إيصال كل الضروريات على غرار مياه الشرب نحو المناطق المتضررة من جهة وكذا توفيرها على مستوى مركز الاستقبال، فيما ساهمت جمعيات من بلديات أخرى في الهبة التضامنية من سور الغزلان وعين بسام وغيرها، كما ساهم متطوعون في تنظيم العملية وتوفير الأطعمة وغيرها من العمليات التضامنية الضرورية.
وأكد بعض المتضررين الذين التقيناهم بمركز الاستقبال الذي كان يضم ما يقارب 30 عائلة، على حسن التكفل بهم وتوفير جميع الضروريات لاسيما بالنسبة للأطفال، فضلا عن التكفل النفسي الذي وقف عليه مختصون قدموا وتم تسخيرهم للعملية، حيث أشار مدير النشاط الاجتماعي لولاية البويرة طريق ثابتي في الخصوص عن تسخير فرق مهمتها التكفل النفسي والمادي للعائلات المتواجدة بمركز الاستقبال، ومنها فرق من نفسانيين، فضلا عن فرق أخرى تتنقل إلى غاية المناطق المتضررة للوقوف إلى جانب السكان المتواجدين هناك عبر تقديم كل المساعدات الضرورية لهم، مضيفا بأن كل مصالحه متجندة منذ البداية قصد التكفل الجيد بالمتضررين، على أن تمتد العملية إلى ما بعد الانتهاء من هذه الأزمة كما قال عبر استمرار التكفل بالعائلات التي تم إحصاؤها من طرف مصالحه.
وكانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي قد حلت بالأخضرية في زيارة تفقدية للمتضررين بمركز الاستقبال بالأخضرية، أين يعمل منتسبو الهلال الأحمر على التنسيق مع مختلف الجهات الأخرى للتكفل بالعائلات، كما منحت في هذا الشأن صكا بقيمة 40 مليون سنتيم كمساعدة إضافية للعملية.
ومن جهتها وزارة الشباب والرياضة كانت حاضرة بممثلها رئيس ديوان مؤسسات الشباب همال حسين الذي أكد على تسخير كل مؤسسات الشباب من أجل استقبال المتضررين من الحرائق، فضلا عن تسخير المرافق الأخرى على غرار المسابح للأطفال من تلك العائلات وكذا التفكير في تنظيم رحلات ترفيهية لهم نحو الولايات الساحلية في سبيل التخفيف من معاناتهم وامتصاص الصدمة عنهم في هذه المحنة.
وكان وزير الداخلية براهيم مراد قد حل بمنطقة الأخضرية مساء الثلاثاء في زيارة معاينة للمناطق المتضررة، اين أكد في تصريح له على وقوف كل هيآت الدولة الرسمية والشعبية إلى جانب المتضررين وفق توصيات رئيس الجمهورية، حيث سيتم تعويض كل المتضررين بعد استكمال عملية الإحصاء التي تقوم بها اللجان المحلية، مطمئنا السكان بالتكفل بكل ما لحق بهم من أضرار من طرف الدولة.

مخيم للتكفل النفسي بالأطفال المتأثرين بالحرائق في البويرة
ينتظر أن يتم خلال الأيام المقبلة تنظيم مخيم للتكفل النفسي بالأطفال جراء الصدمات النفسية التي سببتها لهم الحرائق الأخيرة وذلك على مستوى مخيم الشباب بتيلسديت في ولاية البويرة.
وللوقوف إلى جانب العائلات المتضررة، تنقل الثلاثاء مدير ديوان مؤسسات الشباب لولاية البويرة مرفوقا ببركان كريم رئيس مصلحة التنشيط والاتصال والحياة الجمعوية بالنيابة لدى ديوان مؤسسات الشباب لولاية البويرة إلى متوسطة مخازني لونيس بالأخضرية أين تتواجد العائلات التي تم إيواؤها هناك، جراء الحرائق التي عرفتها بعض بلديات دائرة الأخضرية لمواساة العائلات وتقديم المساعدات الضرورية لهم.
تجدر الإشارة إلى أن كل المؤسسات الشبانية المتواجدة بدائرة الأخضرية والقادرية مفتوحة لكل العائلات، حيث تم تسطير برنامج خاص من طرف خلايا الإصغاء والوقاية وصحة الشباب لديوان مؤسسات الشباب لولاية البويرة للتنقل لكل العائلات للتكفل النفسي، كما يتم التحضير لإقامة مخيم للتكفل النفسي للأطفال جراء الصدمات النفسية وهذا بمخيم الشباب بتيلسديت خلال الأيام القادمة.

النيران تتلف 18 كلم من الخطوط الكهربائية بالبويرة
وتسببت حرائق الغابات التي نشبت يوم الاثنين في مناطق زبربر، معلة، الأخضرية ، جباحية بالبويرة، في اتلاف أكثر من 18 كلم من الخطوط الكهربائية الهوائية بين منخفضة ومتوسطة التوتر.
وكاجراءات وقائية وأمنية، اضطرت مديرية التوزيع البويرة لقطع التيار الكهربائي والغاز على 000 15 زبون (منزل) على مستوى سبع بلديات من بينها 3000 منزل تسببت الحرائق في إتلاف الشبكة الكهربائية الممونة لها.
وحسب بيان أصدرته المديرية، فإنه فور إخماد النيران من طرف أعوان الحماية المدنية تدخل أعوان سونلغاز مدعمين بالمقاولات المؤسساتية المعتمدة لدى مديرية التوزيع البويرة للقيام بالأشغال اللازمة المتمثلة في تحديد الأعطاب وإصلاحها واستخلاف الخطوط الكهربائية المتضررة بخطوط كهربائية جديدة وبذلك إرجاع التموين بالكهرباء لمساره الطبيعي، حيث بذلوا مجهودات كبيرة في ظروف صعبة جدا في ظل موجة الحر الشديدة وكذلك كون المناطق المتضررة هي مناطق جبلية معروفة بتضاريسها الصعبة. للإشارة فإن هذه الحرائق تسببت في خسائر للزبائن وللمديرية على حد سواء.