-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أغلبهم يخلط بينه وبين "اللاتشيدال" و"الأنشوا" و"الللاتشا"

هذا ما يميز السردين الحقيقي ويجهله المستهلك

راضية مرباح
  • 8726
  • 0
هذا ما يميز السردين الحقيقي ويجهله المستهلك

يجهل أغلب المستهلكين خصائص السّردين الحقيقي ويخلطون بين الأصناف الأخرى التي تشبهه في الشكل واللون على اعتبار أنه من السمك الأزرق، فلا ذوق متشابه ولا فيتامينات موحدة والأغرب أنّ الأثمان تشترك في بعض الأحيان، رغم القيمة الغذائية للسّردين التي تفوق بكثير ما تتوفر عليه “اللاتشا” أو الانشوا وحتى “اللاتشيدال” التي تباع على أساس أنها سردين، غير أنّها في حقيقة الأمر تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأصناف الأربعة.

قليل منا يعلم أن السردين الذي يباع بالأسواق، يختلف حسب النوعية والأصناف وقليل من يكتشف الصنف الحقيقي، فالمهم لدى هؤلاء اقتناء سمك أزرق يشبهه لذا ينخدعون بالأسعار التي تكون عادة متساوية مع السردين الحقيقي الذي يؤكد أصحاب المهنة أن ثمنه مرتفع مقارنة بأسعار الأسماك الزرقاء الأخرى بسبب قيمته الغذائية وحلو مذاقه وما الخلط الموجود في السوق، حسبهم، إلا خدعة يستعملها البائعون للربح على حساب جهل المستهلك الذي لا يستطيع بأي حال من الأحوال التفريق بين المنتجات البحرية التي تنحصر معلوماته البسيطة في السّردين أو السمك أو التونة والجمبري وفقط.

ويوضح في هذا الشأن نائب رئيس غرفة الصيد البحري لولاية تيبازة ورئيس الجمعية الوطنية التضامنية مع البحارة، هشام بوفروة” في تصريح لـ”الشروق”، أن بحارة وصيادي الجزائر أخذوا تسمية بعض أصناف الأسماك الزرقاء من الإسبان والإيطاليين الذين استوطنوا عندنا في فترة الاستعمار الفرنسي، مذكرا بأن الأصناف هذه وهي أربعة، تباع على أساس أنها سردين مثل “اللاتشيدال”، الانشوا و”اللاتشا” حيث لا يمكن للمواطن أو المستهلك العادي التفريق بينهما إلا القلة منهم، موضحا على سبيل المثال أن نوع “اللاتشيدال” وهي تتميز بصغر الحجم عن “اللاتشا” وتشبهها في البنية وقريبة من السردين غير أنها تأتي في المركز الثالث من حيث المذاق بعد السردين والانشوا، مؤكدا أن السردين الحقيقي هو الأفضل مذاقا مقارنة بالأنواع الأخرى كما يميزه تسرب زيوت منه أثناء الطهي، وهي عبارة عن تحلل البيض كما قال، مضيفا أنه يمكن تمييز السردين الحقيقي من النوعية الجيدة عن باقي الأنواع الأخرى التي تشبهه، من خلال نقاط موجودة على سطحه بالاتجاهين ويعرف لدى أهل المهنة بـ”بوخانة”، وعادة ما تصل عدد النقاط به إلى 7 نقاط إذا كان مكتمل الحجم.

وقال هشام إن سعر السردين في الأصل أغلى مقارنة بالأصناف المذكورة أعلاه كما أنّه أحسن بكثير من باقي أنواع الأسماك الأخرى لما يكتنزه من فيتامينات مختلفة بما في ذلك “أوميغا 3″، مشيرا إلى أنه ولحكمة إلهية بالغة موجود بكثرة في البحار حتى يكون في متناول البشر كما أنه عادة يكون أرخص ثمنا مقارنة بأنواع أخرى من الأسماك، خاصة خلال فترات معلومة من الصيد التي تعادل 3 شهور في السنة صيفا.

وعاد المتحدث إلى نوع “الأنشوا” الذي اعتبره الثاني من حيث المذاق كما أنه الوحيد الذي يمكن تمليحه بالملح، لتأتي “اللاتشيدال” في المرتبة الثانية و”اللاتشا” في المتربة الرابعة، هذه الأخيرة التي تتميز –حسبه- بذوق أقل حلاوة من الأصناف السابقة كما أنها تتميز بكثرة الأشواك أما البنية فهي صلبة ومقاومة توجّه في كثير من الأحيان إلى الجنوب لأنها تحافظ على حالتها أثناء النقل، أمّا أسعار السردين فتحدد حسب العرض والطلب والكمية المصطادة –يؤكد بوفروة، وتتراوح ما بين 800 إلى 1000 دينار وتنزل في بعض الأحيان إلى أقل من 200 دينار في وقت الذورة والوفرة، أما الأنواع الأخرى، فتكون غالبا أقل سعرا من السردين وأحيانا تباع بسعره.

هذه أسباب تراجع كمّيات السردين

واعتبر المتحدث نقص كمّيات السّردين مشكلا عالميا ولا يقتصر فقط على حوض البحر الأبيض المتوسط قضية جد هامة لم ينتبه لها الكثيرون، فأغلب الصيادين لاحظوا نقصه بعد “التسونامي” الذي ضرب سوماطرة سنة 2004 هذا إلى جانب التيارات البحرية التي تلعب دورا في زحفه، فضلا عن قضية التونة التي ومنذ انضمام الجزائر إلى منظمة “ايكات” الدولية التي تحدد سنويا صيد هذا النوع من السمك بحصرها عن طريق منحها كمية معينة مثلها مثل باقي كافة الدول المتوسطية أو المطلة على البحار وذلك في فترة من 26 ماي إلى 26 جويلية، الأمر الذي خلّف وجود وفرة في التونة التي تتغذى على السردين بشكل كبير على اعتبار أنه الغذاء المفضل لها إلى جانب الدلافين وكل العوالق البحرية بشكل عام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!