-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا هو “إسلام فرنسا”!

حسين لقرع
  • 1977
  • 10
هذا هو “إسلام فرنسا”!

بعد يومين فقط من غلق عدد من الأقسام الدراسية بمسجد عمر بن الخطاب بباريس، وحرمان عشرات التلاميذ المسلمين من تلقي دروس باللغة العربية، قرّرت فرنسا يوم السبت 20 أفريل، وباسم “حقوق الحيوان”، منع مسلميها من ذبح الدواجن على الطريقة الإسلامية ابتداءً من 1 جويلية القادم، في انتظار صدور قرار آخر لاحقاً يخصّ ذبح المواشي، ومن ثمّة، حظر ما يُسمى “اللحم الحلال” على أراضيها!

هذه القرارات التعسّفية المتسارعة تؤكّد أنّ فرنسا لم تتراجع قيد أنملة عن حربها على الإسلام، والتي أخرجتها إلى العلن منذ بضعة أشهر، من خلال تأييد الرئيس إيمانويل ماكرون نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بذريعة “حرية التعبير”، وقيام هيئات فرنسية رسمية عديدة بإعادة نشرها على جدرانها إمعانا في استفزاز مسلمي فرنسا وإهانتهم، ثم إصدار قانون مكافحة “الإنعزالية الإسلامية” الذي يتضمّن مجموعة من التدابير الرامية إلى تضييق الخناق على مسلميها وتشديد الرقابة عليهم وعلى مساجدهم وجمعياتهم وما ينشرونه في الأنترنت، بل إن وزير داخليتها جيرالد دارمانين افتخر بأنه أغلق 12 مسجدا خلال مدة لا تتعدى شهرا ونصف شهر!

وبمنع مسلميها من ذبح دواجنهم طبقا للشريعة، في خطوةٍ أولى ستُتبع حتما في الأشهر القادمة بحظر ذبح المواشي بالطريقة ذاتها، تكون فرنسا قد خطت خطوة أخرى نحو معاداة الإسلام ورعاية موجة كراهيته ومحاربته رسميا، وهي المرّة الأولى التي يحدث فيها ذلك في بلدٍ غربي، بعد أن كانت الأحزابُ اليمينية المتطرّفة هي التي ترعى وحدها الإسلاموفوبيا.

وبهذه الخطوة أيضا، تكون فرنسا قد تراجعت خطوة إضافية إلى الخلف على صعيد التنكّر لمبادئها العلمانية والديمقراطية التي تقرّ الحرياتِ الفردية والجماعية، ومنها حرية ممارسة الشعائر الدينية، لمواطنيها جميعا، بغضّ النظر عن أديانهم ومعتقداتهم وأعراقهم.. الآن اتّضح أنّ فرنسا تستهدف المسلمين حصرا، وتضيّق عليهم الخناق وتحاول إرغامهم على التنكّر لمبادئ دينهم والعيش على الطريقة الغربية، وإلا ما معنى أن تُجبر فتاةٌ متحجبة على نزع خمارها في مؤسسة عمومية غير إرغامها على التعرّي والسفور؟ وما معنى حرمان المسلمين من ذبح دواجنهم ومواشيهم وفقا للشريعة غير إجبارهم على مخالفة دينهم بأكل الجيفة؟ وإذا قاطعوا أكل اللحوم طيلة السنة واكتفوا باستهلاك السمك، فكيف يتصّرفون خلال عيد الأضحى؟

إنّه “إسلامُ فرنسا” الذي بشّر به ماكرون منذ أشهر، وقال إنه سيسعى إلى تكريسه ببلده لينسجم مع علمانيتها، مع أنّ العلمانية في أبسط تعاريفها هي فصل الدين عن الدولة وعدم التدخّل الرسمي في شؤون الأديان ورعايتها على قدم المساواة وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وليس إجبار الآخرين على العيش مثلك ولو خالفوا دينهم، أليس هذا قمعا ومصادرة سافرة لحريات الآخرين؟

الملايينُ من مسلمي فرنسا مقبلون إذن على أيام عصيبة ستشهد المزيد من التضييق على حرياتهم ومراقبة حركاتهم وسكناتهم، سيكون هناك المزيد من التدابير التي ستضيّق عليهم الخناق، وابتداءً من سنة 2024 لن يكون هناك أمامٌ ذو أصل جزائري أو مغربي أو تركي يصلّي بهم ويفقّههم في شؤون دينهم وفق ما أقرّه الله ورسولُه، بل سيكون هناك “أئمّة” فرنسيون متخرّجون من معهد فرنسي بحت بعد أن يُلقَّنوا “إسلامَ فرنسا” الذي “ينسجم مع علمانيتها”، وربما يبيح لهم الشذوذ وشتى المنكرات…

الآن لم يعُد أمام مسلمي فرنسا، ومنهم ملايين الجزائريين، خيارٌ سوى تنظيم أنفسهم لمقاومة هذه السلسلة من الإجراءات القهرية القمعية بشتى السُّبل السلمية، لقد أعلن ماكرون حربا سافرة على دينهم وهو يحاول حملهم على التخلي عنه تدريجيا والعيش على الطريقة الغربية، وليس لهم خيار إلا مقاومة هذا التسلّط والعنصرية والاستعباد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • كيكي

    بسم الله الرحمان الرحيم:"الم ۝ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ۝ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" اليوم يوم الامتحان...اختاروا: اما الاسلام أو فرنسا....ارض الله واسعه والهجره من ديار الكفر الى ديار الاسلام واجبه في حقكم الآن...

  • من جبالنا ..

    فرنسا سيدة في بيتها . ولها أن تقرر ما تقرر و من لا يستطيع الاندماج واحترام قوانين البلد المستضيف له فليعود لبلده . أدي ولا خلي كما يقال في أسواقنا .

  • محمد تركي

    بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، الإسلام دين واحد وليس متعددا ومصدره القرآن والسنة والإجماع والقياس وبقية مصادر الشريعة الإسلامية ، وحسب اعتقادي أتحفظ على نسبة الإسلام أو أي جزء من أحكامه أو قيمه إلى أي دولة في المشرق أو المغرب .

  • chakrayem

    إن ربك لبلمرصاد. . . . . . أسأل الله العظيم أن ينتقم من جبار عنيد... وسينتصر الحق باذن الله تعالى

  • جزائري القرن 21

    هذا هو “إسلام فرنسا”! ........اذا كان هذا هو اسلام فرنسا . فماذا عن الأقليات الغير مسلمين في الدول الاسلامية ( المسيحيين والملحدين واليهود والوثنيين ... ) ؟

  • محرر

    لا يمكن لهؤلاء الا الاختيار بين أن يعيشوا في فرنسا مع احترام قوانينها واما العودة من أين أتوا . أما أن يختاروا فرنسا ثم يحاولون فرض منطقهم عليها فهذه حماقة بل تتجاوزها . نقطة نهاية .

  • عبد الرزاق

    لن يكون ذلك لا لمكرون ولا لغيره، لم يستطع الصليبيون و الحاقدون فعل ذلك عبر مر العصور و في ظروف أصعب على المسلمين من الآن فكيف لهم بذلك و نحن في عصر توفر المعلومة بنقرة واحدة ، هذا الدين يرعاه الخالق مصداقا لقوله "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" صدق الله العظيم.

  • مقبرة المواهب

    حزموا الامتعة جمعوا المدخرات لملموا الجراح ففرنسا الفاشية النازية تظهر انيابها حقدها عنصريتها اتجاه المغتربين المسلمين من دافعوا عنها يوم غزاها الالمان و بنوها بسواعدهم بابخس الاثمان من صنعوا افراحها في المحافل الدولية, فالحاقد البغيض المجرم لا يعرف للعشرة اعراف و لا لصانع الجميل عرفان و لا للدين قداسة فكل شيئ مباح لكن اياكم و اياكم و اياكم فان لم نقدر نحن فرب الارباب قادر عليكم.

  • المنصوري كمال

    منذ عقود وهم يمهدون لاسلام " لوبوتمزي" او صهيوني .......ويطلبون ائمة من بلد مولين لهم اسلام شعبه حش للغاية....،واحذروا ايضا مسلمي فرنسا يبثون سموم كالعقارب في الدين الحنيف......وللمنركيات العربية دور كبير في اثراء المخطط الصهيوني الصليبي في الاسلام الذي يفتعلونه......لهم من الله ما يستحقون

  • Abdou

    Arfad soubatak wa Ahrab.