الرأي

هذا هو الرئيس الذي سينتخبه الناس!

حسان زهار
  • 3473
  • 15
ح.م

سوف لن أقول لكم اسمه، ولا سنه، أو عنوانه.. إنما سأحاول أن أؤشر على الشروط التي يجب أن تتوفر فيه، لأنها هي البوصلة التي تقود الجماهير إليه.

الرئيس الذي سوف ينتخبه الجزائريون، يجب أن تتوفر فيه شروطا معينة، منها: الوضوح التام في موضوع الهوية، وتبني بيان أول نوفمبر، والحسم في قضية التبيعة لفرنسا، والصرامة في موضوع العصابة الموجودة في السجن.

البرامج التي تتناول القضايا البطنية، وتوفير الأكل والمشرب والشغل والسكن، ، لكنها ليست هي الفاصلة في الاختيار، فبإمكان أي اقتصادي أن يقدم تصوراته وحلوله للأزمات المعيشية التي تواجهنا، لكنه في النهاية لن يتمكن من صون الشخصية الوطنية، ولا الحفاظ على السيادة، ولا ضمان عدم عودة العصابة المجرمة.

الشعب الحر، لن ينتخب تحت تأثير إغراءات توفير الزيت والسكر، أو الحصول على السكن، أو العفو عن شباب لونساج.

الشعب الجزائري اليوم، انتفض تحديدا على هذا “المنطق الحيواني”،  حين أراد بعضهم تحويله إلى شعب يتقاتل من أجل العظم، بينما يستحوذون هم على “الهبرة” كلها.

نتذكر جميعنا مقولة المدعو أويحيى “جوع كلبك يتبعك”، وكم كانوا حينها رحماء في توزيع خيرات البلاد على المرتزقة أمثالهم، حتى تفتق كرم سلال في احدى الحملات الانتخابية لفخامته، وأعلن مسح ديون أونساج للشباب، داعيا إياهم أن يفعلوا بها ما شاءوا.

لكن في المقابل، وبينما كانت العصابة، توزع الريوع، على أهل الكروش، مستغلة ارتفاع أسعار النفط، وتسكت الناس بوضع الرغيف في أفواههم، كانت ذات العصابة، تقوم ببيع البلاد إلى فرنسا، وتعمل على محو الهوية العربية الاسلامية للجزائريين، عبر منظومة الغدر والخيانة في المدرسة والجامعة.

اليوم، على الرئيس الذي سينتخبه الشعب، أن يدرك أن بيان أول نوفمبر، ليس شعارا جميلا يرفع في المناسبات مرة في السنة، وإنما هو عهد الشهداء للشعب والله، ويجب أن يوضع في مكان صورة الرئيس، في قصر المرادية، وفي كل مؤسسات الدولة، وأن تتعلمه الأجيال الصاعدة، وأن تحفظه عن ظهر قلب في المدارس، وان يتحول إلى مشروع دولة، على مبادئه تقوم الجمهورية الجديدة (وليس الثانية)، بعد أن تم تعطيل هذا البناء منذ الاستقلال، من طرف أولاد فرنسا.

على الرئيس الذي سينتخبه الجزائريون، أن يعلن بوضوح أنه “لا راية إلا الراية الوطنية”، وأن أي محاولة لخلق رايات موازية لها، هي خيانة في حق الشهداء، وأن الاسلام خط أحمر، وأن اللغة العربية أكبر من أن تنافسها اي لهجة محلية، وأن العصابة التي دمرت البلاد والعباد طوال العقود الماضية، هي العدو المحلي، الذي سلم مقدرات البلد للعدو الخارجي.

وبمناسبة الحديث عن العدو الخارجي، على الرئيس الذي سوف ينتخبه الجزائريون، ان يقطع بشكل لا لبس فيه، مع أطماع فرنسا الاستعمارية، ومع مخططاتها في العودة من جديد لاستعبادنا، عبر الأذيال التي تركتها بيننا، وأن التعامل بندية مع فرنسا، يقتضي أن تتوقف هذه الدولة نهائيا، عن رعاية الخونة والمرتزقة، وعن تدعيم طابورها الخامس بيننا.

وطالما أن فرنسا هي من تقف وراء تحرك البرلمان الأوروبي لمناقشة الوضع في الجزائر، مع بداية ديسمبر هذا، فمن المهم أن يعلنها الرئيس الذي سوف ينتخبه الجزائريون، أن المعركة اليوم، هي بين دعاة النوفمبرية، وأصحاب الديسمبرية، بين الوطنيين الذين لا يستقوون بالخارج، حتى وإن ذبحوا في وطنهم (كما حصل في التسعينات)، وبين خونة ارتموا في أحضان هذا الخارج، من دون أن تنزل قطرة دم واحدة في وطنهم.

المعركة هي بين شرفاء، يؤمنون أن المشكلات التي تواجهنا، نحلها فيما بيننا في الداخل، وبين لصوص وحركى، لا يستطيعون الحياة من دون أمهم الحنون.

هذا هو الرئيس الذي نريده .. رئيس لا يمضغ كلماته حين يتحدث.. ولا يلعب على الحبال عندما يتخذ المواقف، فلا نضطر إلى عصر الليمون عليه حين نقرر انتخابه.

مقالات ذات صلة