هذه خطة الجوية الجزائرية لدخول “معركة” رسوم الكربون

سيكون أسطول الجوية الجزائرية الجديد صديقا للبيئة ويقلل من انبعاث الكربون بنسب تصل 25 بالمائة أقل من مستواها الحالي، في إطار خطة استباقية للناقل الجوي الوطني تحسبا لفرض دول غربية عديدة لرسوم الانبعاثات في غضون سنوات قليلة.
وأوضح مدير الاتصال بالجوية الجزائرية أمين أندلسي في تصريح لـ”الشروق”، أن الأسطول الجديد الذي أعلنت الشركة اقتناءه قبل أشهر، سيكون صديقا للبيئة ويقلل من انبعاثات الكربون بنسب تصل إلى 25 بالمائة أقل مما هو موجود حاليا، على غرار طائرات “إير باص أ 350″، في حين ستقلل طائرات “بوينغ 737 ماكس” من الجيل الجديد الانبعاثات الكربونية بنحو 20 بالمائة.
وأوضح المتحدث أن الخطة الاستباقية للجوية الجزائرية تقوم على شقين، الأول يتعلق بصيانة الأسطول القديم وفق المعايير المتعارف عليها لتجنب انبعاثات كربونية تفوق المستوى المسموح به، والثاني من خلال تجديد الأسطول بطائرات حديثة صديقة للبيئة وانبعاثاتها الكربونية منخفضة بنسب تصل حتى 25 بالمائة.
ويشرح أندلسي أن هذه الخطة الاستباقية تأتي في وقت تستعد فيه أغلب الدول الغربية لتطبيق الرسوم على الانبعاثات الكربونية في مجال النقل الجوي، والذي سيكون -حسبه- في غضون سنوات قليلة، خصوصا أن أغلب رحلات الجوية الجزائرية تتجه نحو بلدان تستعد لتطبيق هذا الرسم وهو ما يجعل التحرك المسبق ضرورة ملحة، ما يجعل الشركة جاهزة عند شروع الدول الغربية في تطبيق رسم الكربون.
وفي ذات السياق، كشف أندلسي عن مصلحة خاصة تم إنشاؤها من طرف المديرية العامة تقوم بتتبع رحلات الجوية الجزائرية ومستويات الانبعاثات الكربونية لكل رحلة، ومن تم القيام بتحليل ودراسة مستويات الانبعاثات والبحث عن أنماط استهلاكية ومسار للرحلة يؤدي إلى مستوى انبعاثات ملوثة أقل.
وتحدث نفس المسؤول عن عقود وقعتها الجوية الجزائرية مع شركات محلية محترفة في مجال رسكلة وتدوير والتخلص من النفايات، على غرار زيوت الطائرات التي تستبدل بكميات كبيرة ولذلك تم اللجوء إلى محترفين وعدم رميها في الطبيعة، إضافة للإطارات المطاطية.
وشدد على أن الجوية الجزائرية لجأت مؤخرا، إلى إجراءات الأمتعة بالقطعة، والرامية أيضا إلى التقليل من وزن الطائرة والتحكم فيه أكثر، لأنه كما هو معلوم كلما زاد وزنها ارتفع استهلاك الوقود وبالتالي زيادة الانبعاثات الكربونية، موضحا أن هذا الإجراء جاء تماشيا مع ما هو معمول به من طرف شركات الطيران الدولية، وأيضا للحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات وتفادي الرسوم مستقبلا.
كما أشار محدثنا إلى أن الجوية الجزائرية شاركت في ملتقى الاقتصاد المستدام المنظم الاثنين بالعاصمة، بالنظر لوجود خبراء دوليين يمكن الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم، فضلا عن حضور شركات جزائرية ناشئة في مجال الرسكلة والتدوير والتخلص من النفايات قامت بعرض خدماتها، ويمكن بحث فرص للتعاون والشراكة معها في هذا المجال.