هذه نصيحتي للاعبين في فترة توقف البطولة والحجر الصحي

فتح المحضر البدني الجزائري لنادي “الطائي” في بطولة الدرجة الأولى السعودي، محمد أمين شربيتي، قلبه للشروق، ووجه نصائح وإرشادات مفيدة للاعبين عن كيفية التعامل مع فترة توقف المنافسة والحجر الصحي، وكشف عن بعض الجوانب التي تتعلق بمسيرته الكروية من بداياته الاحنرافية مع اتحاد البليدة إلى محطاته الأخيرة في السعودية، كما أشاد بالناخب الوطني جمال بلماضي، والعمل الجبار الذي قدمه الفرنسي ألكسندر دلال في تحضيرات “الكان” قبل انسحابه من الطاقم الفني الوطني.

كيف تقضي يومياتك في ظل توقف البطولة؟

أحاول على قدر المستطاع أن ألتزم بتعليمات الحجر الصحي بالمكوث في منزلي الخاص كإجراء وقائي حتمي فرض نفسه على الجميع، توقف البطولة لا يعني أنني توقفت عن العمل، مهمتي متواصلة مع نادي الطائي، فبعد توقف المنافسة يوم 12 مارس أعددنا برامج تدريبات فردية لمدة أسبوع للاعبين وأرسلناه لهم، لم نكن نعلم كم ستستغرق فترة التوقف وبعدما قررت السلطات السعودية تمديد فترة الحجر الصحي، شرعنا في تنفيذ برنامج تدريبات يومية لكل لاعب ونقوم بمتابعتهم عن بعد بواسطة تكنولوجيات الاتصال عبر الـ” وات ساب، والـ زوم”، خاصة هذا الأخير الذي يوفر لنا إمكانية القيام بمحاضرات فيديو جماعية بين أفراد الطاقم الفني واللاعبين.

ماذا عن الجانب الشخصي من حياتك؟

قمت بتكييف حياتي مع الوضع الحالي وسطرت برنامجا للاستفادة من الوقت المتاح لي من خلال التسجيل في برامج تكوينية عن بعد في جامعة برشلونة والمشاركة في محاضرات عن بعد لمدربين إيطاليين وإسبان لإثراء المجال التقني والتكتيكي وتحليل الفيديو الخاص بعملي، فضلا عن تخصيص هامش من الوقت لتطوير معارفي في اللغة الإسبانية، كما أقوم بتمارين رياضية يومية روتينية.

تحدثت عن برامج تدريبات خاصة للاعبين، ماهي نوعية هذه البرامج وماهو الهدف منها؟

الهدف هو أن تبقى لياقة اللاعب عند توقف البطولة هي نفسها عند استئنافها وتفادي الوزن الزائد، نركز على أمرين أساسيين في برنامج العمل الذي ينقسم إلى شقين الجانب البدني والجانب الذهني، لاسيما الناحية الذهنية هناك صعوبات كبيرة عند اللاعبين في المحافظة على تركيزهم، سجلنا ضعفا من هذه الناحية التي تتطلب حلولا لتفادي الخمول في عقول اللاعبين ما سينعكس سلبيا على ردود أفعاله فوق أرضية الملعب، ونصحنا كل اللاعبين بالاتجاه إلى ألعاب الفيديو الخاصة بمباريات كرة القدم التي تتيح للاعبين إمكانية استخدام ذكائهم الكروي.

ماهي أهم المشاكل التي تهدّد اللاعبين في هذه الفترة؟ وكيف يمكنهم التغلب عليها؟

تواجه اللاعبين تحديات كبيرة خلال هذه الفترة تعتبر خطرا على صحتهم البدنية والذهنية ولعل أهم المخاطر التي يواجهها كل لاعب هو الاضطراب في النوم الذي يصيب اللاعبين بالقلق، وهو راجع إلى بعض السلوكات التي يقوم بها بعضهم مثل استعمال الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية قبل النوم، ما يجعلهم عرضة للأشعة البنفسجية التي تؤثر على هورمون الميلاتونين التي تساعد جسم الإنسان على الاسترجاع، لذلك أنصح كل اللاعبين الابتعاد عن الهواتف مساء والنوم ما بين العاشرة ليلا إلى الثانية ليلا لأنها أفضل فترة للاسترجاع.

وأما الخطر الثاني، على اللاعب هو الفترة الكبيرة من الجلوس ما يوقف العمل الذهني الخاص بالأعضاء السفلية “القدم والساق والركبة والفخذ “، ما سيؤثر على التغذية ويصيب اللاعبين بالقلق الذي يفتح الشهية وعواقب ذلك وخيمة على اللياقة كالوزن الزائد.

نصيحتي للاعبين هي بداية اليوم بتمارين التمديدات العضلية صباحا لأنها تتطلب تركيزا عاليا ولديها ثلاثة أهداف، المحافظة على مطاطية العضلات، حجم الحركة السعة الحركية، وتمرين عضلات البطن والظهر والثبات. إضافة إلى تمارين القلب دوراني، التحمل والمداومة، هذا الجانب مرتبط بإمكانيات كل لاعب فيما يخص المساحة التي يتوفر عليها للتدريبات كل ما كانت المساحة كبيرة فهو جيد، وأفضل مكان للقيام بهذه التمارين هي الغابة.

هل من طرق تحفز اللاعب على احترام برامج التدريبات عن بعد خاصة أنه سيكون بعيدا عن رقابة الجهاز الفني والإدارة؟

هناك طرق عديدة لتحفيز اللاعبين على احترام البرامج على اللاعب أولا التحلي بروح المسؤولية وحماية نفسه أولا بضبط ساعته البيولوجية، تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، الابتعاد عن المؤثرات والروتين اليومي، الخروج للمشي وتلقي أشعة الشمس على الأقل لنصف ساعة في اليوم، تجنب القيلولة والمنبهات القهوة والشاي كي لا يؤثر ذلك على نومه. كما يمكن التحفيز بالمحافظة على الاتصال الدائم بين الطاقم الفني واللاعبين قبل عودة البطولة، وهي التجربة المستنسخة من ألمانيا من ناديي لايبزيغ وبايرن ميونيخ كاقتراح تحديات بين اللاعبين في محاضرات يومية بواسطة الفيديو.

ما سرّ اهتمام الفرق السعودية باللاعب الجزائري في السنوات الأخيرة؟

اللاعب الجزائري عرف كيف يستغل فرصته. الطلب يتزايد عليه، فالموسم المثالي الذي قدمه دوخة فتح الطريق أمام عدد كبير من حراس المرمى، فضلا عن ذلك تواجد الأطر الفنية الجزائرية كان السبب وراء احترافهم في الممكلة.

هل تعتبر البطولة السعودية أقوى من البطولة الجزائرية؟

سأكون واقعيا وأتحدث بلغة الإحصائيات أكبر الشركات العالمية المتخصصة في الأرقام على غرار “إنستات، وترانسفر ماركت، وأوبتر” تصنف البطولة السعودية من أقوى البطولات العربية، كما أن الجانب المادي أفضل بكثير من الجزائر، من جهة ثانية تكوين اللاعب الجزائري جيد وهو يتمتع بمهارات عالية تساعد الدوري السعودي خاصة من الجانب البدني من حيث السرعة والالتحامات.

ماهو رأيك في هذا الجيل الحالي للاعبي الخضر؟

هذا المنتخب هو ثمرة جهد وعمل دقيق وممنهج قام به الطاقم الفني بقيادة جمال بلماضي الذي وجد حلولا لكل المشاكل الذهنية والتي تتعلق بغرف تغيير الملابس وجمع الكل حوله، بكسب ثقة اللاعبين، ما وفر جوا مناسبا يكون فيه اللاعبون أكثر عطاء، هذا المدرب جمع كل الخبرة التي اكتسبها في قطر وكان محاطا بأبرز التقنيين في العالم كمساعد جوزي مورينو الذي عمل معه في لخويا ووظفها في خدمة المنتخب الوطني وكانت النتيجة رائعة بإحراز التاج الإفريقي رغم صعوبة المهمة.

من هو اللاعب الجزائري الأكثر شعبية في السعودية؟

بغداد بونجاح. أندية كبيرة كانت تتنافس لضمه كالنصر والاتحاد والأهلي، إضافة إلى رياض محرز وبن ناصر الذي أبهر الجميع في كأس إفريقيا.

من هو أفضل مدرب عملت معه؟

كانت لي الفرصة للعمل مع عدد معتبر من اللاعبين والاستفادة منهم على غرار زهير جلول ونبيل نغيز ومحمد باشا وعبد الرزاق مخالفة ومدربين أجانب أورغوايانيين وأوروبيين، إلا أن المدرب جمال بن شادي لديه مكانة كبيرة لدي واستفدت منه كثيرا ومن منهجيته في العمل، أستغرب كيف لإطار مثله يتعرض للتهميش في بلدنا.

مدينة البليدة أكثر المناطق في الجزائر تضررا بهذا الوباء، ونظرا لعلاقتك المتميزة بفريق اتحاد البليدة الذي سجلت بداياتك معه؟

كنت معدا سابقا لاتحاد البليدة وبداياتي الاحترافية كانت معهم، لدي أصدقاء كثيرون في هذا الفريق على غرار مخالفة ومحمد باشا، وكل ما أتمناه أن يرفع الله هذا الوباء على مدينة الورود وكل الجزائر، رسالتي لأبناء البليدة هي الصبر والالتزام بالحجر الصحي. كما أتمنى الشفاء العاجل للمدرب باشا الذي حاولت الاتصال به في الفترة الأخيرة لكن من دون جدوى.

هل من إضافة؟

نطلب من الجزائريين أن يلتزموا بالحجر الصحي والشيء الثاني نناشد السلطات إجلاءنا من السعودية لقد تلقينا تطمينات من القنصلية على اقتراب انتهاء العملية، نريد أن نعود إلى الجزائر ونقاسم هذه المحنة مع أهالينا.