هزة أرضية تضرب معسكر وتحدث الهلع بالولايات المجاورة

كانت الساعة تشير إلى الثانية وخمس وثلاثين دقيقة، عندما هرع سكان بعض المناطق في ولاية معسكر للخروج مغادرين سكناتهم إثر الهزة الأرضية التي سجلت زوال الأربعاء، وشعر بها سكان الكثير من البلديات على غرار معسكر وبوحنيفية وبوهني وسيق والمحمدية وفراقيق وسجرارة وسيدي عبد المومن والغمري والبرج وكذا الولايات المجاورة، على غرار غيليزان ووهران ومستغانم.

ما هي إلا ثوان وراء الهزة، حتى خرج العشرات من المواطنين في عدة بلديات مغادرين سكناتهم إثر شعورهم بهزة أرضية، ومثل ذلك كان الحال بالنسبة لتلاميذ بعض المؤسسات التربوية، التي عرفت خروجهم رفقة أطقمهم التربوية مغادرين أقسامهم وسط حالات من التدافع والقلق الشديد المسجل بين أوساطهم. كذلك هو الشأن بالنسبة لمستخدمي بعض الإدارات العمومية الذين غادروا مكاتبهم نحو الخارج بعد شعورهم بالهزة الأرضية، وسرعان ما عادوا إليها بعد شعورهم بحالة الأمن بنفوسهم.
حالة القلق التي انتابت قاطني بعض البلديات في معسكر وخروجهم للشارع للحظات، عكستها ما احتوته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقلت بشكل سريع خبر الهزة الأرضية وسط تساؤلات عن موقعها والجهة التي سجلت بها والخسائر المحتملة. وقد سجل بدائرة البرج تدافع التلاميذ بمتوسطة الشهيد دوود أحمد إذ تدخلت عناصرها لإسعاف 21 تلميذا سجلت لديهم صدمات نفسية، ثمانية منهم نقلوا للعيادة المتعددة الخدمات.
وسجل مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء أمس في حدود الثانية و33 دقيقة هزة أرضية بلغت شدتها 4.5 درجات على سلم ريشتر، حيث حدد موقعها بـ12 كلم شمال شرقي المحمدية بدون تسجيل خسائر عدا حالة التدافع بمتوسطة البرج.

تشقق جدران بنايات قديمة بوهران
وبوهران أفرزت تبعات الهزة الأرضية التي ضربت مدينة المحمدية بولاية معسكر، مخلفات على البنايات الهشة بوهران، أين دفع الخوف من تهاوي الجدران الكثير من العائلات إلى الخروج للشارع، وترقب الجديد، خاصة على مستوى حي سيدي الهواري، والعربي بن مهيدي بوسط المدينة وحوش لصنامي بسيدي معروف، هذه المواقع شهدت خروج المواطنين، بعد تسجيل تشققات جديدة على الجدران، وسقوط حجارة كانت كفيلة لدفع العديد من قاطني هذه المناطق للخروج إلى الشارع، لاتقاء أي مكروه.
وحسب ما تم رصده خلال جولة قادتنا بين المباني القديمة، وجدنا السيد “بوشارب لحسن”، القاطن بـ26 شارع العربي بن مهيدي، وهو يتفقد مخلفات الهزة الأرضية، حيث ظهرت تشققات على الجدران، نتيجة قدم البناية، وقد وصل الأمر لحد سقوط بعض الحجارة من الشرفة التي تطل على الشارع الرئيسي، ولحسن الحظ أنها لم تمس أي مار بأذى، وإلا لكانت الكارثة يقول المتحدث، الذي ناشد من جديد مصالح الولاية من أجل التدخل العاجل وترحيلهم إلى سكنات آمنة قبل فوات الأوان.
غير بعيد عن وسط المدينة تحديدا بحي سيدي الهواري، اشتكت عائلات تقطن بـ12 شارع قدور الشيخ بلوفة، من خطر بناية رُحّل أصحابها ولم تهدم بعد، ما جعلها تشكل خطرا محدقا يهدد حياتهم مباشرة، نظرا للانهيارات المتتالية للجدران، التي قد تؤدي بهم إلى الموت ردما في أية لحظة، وأحواش أخرى عانت من نفس المشكل أمس، حيث خرجت عائلات بحوش لصنامي الآيل للسقوط بعد إحساسهم بالهزة التي كانت قوية وكادت تحدث كارثة لولا الرعاية الإلهية، وقد طالبوا في هذا الصدد المصالح المختصة بترحيلهم قبل فوات الأوان وتسجيل ضحايا تقول ممثلة السكان السيدة صورية.
من جهتهم، شعر ساكنة ولاية مستغانم خصوصا الجهات الغربية منها بأمواج الهزة الأرضية التي وقعت بضواحي مدينة المحمدية بولاية معسكر، إذ أحدثت ذعرا واسعا بالتجمعات السكانية الكبرى، ومخاوف وسط الجموع، كما كان الأمر بالأحياء الشعبية على غرار حي 5 جويلية، إذ هرع قاطنو العمارات العالية إلى الخروج من بيوتهم والتجمع بالساحات، حيث أفصح لنا أحد الساكنة عن الفزع العارم الذي أربك سكون العائلة بعد ما تحرك كل شيء بالبيت من مصابيح، أرائك وأوان منزلية، كما اتسع نطاق الخوف بالمؤسسات التربوية وباقي المصالح الإدارية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأحاديث عن الزلزال الذي أعاد ذاكرة كبار السن إلى زلزال سنة 1980 بالشلف.
ولغاية كتابة هذه الأسطر، لم تصدر عن الحماية المدنية حصيلة للأضرار الناتجة عن الزلزال، غير أن المعطيات الأولية تفيد بعدم تسجيل إصابات، باستثناء ما أشير إليه آنفا بخصوص حادثة تدافع المتمدرسين في معسكر.