-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هزيمة أخرى مذلّة لأمريكا

حسين لقرع
  • 3264
  • 18
هزيمة أخرى مذلّة لأمريكا

احتفلت أمريكا والناتو الأحد الماضي بـ”انتهاء مهمّتها” في أفغانستان وسحب جنودها، وزعم أوباما أنه بفضل “تضحيات” الجنود الأمريكيين أصبح بلدُهم أكثر أمناً وتمّ تحقيق الديمقراطية في أفغانستان.

هذا الاحتفال كان يمكن أن يكون مفهوما ومبرّرا لو أن جيوش أمريكا والناتو حققت انتصارا ساحقا على طالبان واستأصلت شأفتها، ولكن أمريكا لم تستطع سوى إسقاط حكم طالبان في أكتوبر 2001 بعد ثلاثة أسابيع من القصف الجوي، ثم الغزو البري، وبعد ذلك بدأ الجحيم، واستنجدت بجيوش 33 دولة أخرى تابعة للناتو، يدعمهم نحو 300 ألف جندي أفغاني موال لها، لكن دون جدوى، فقد خسر الأمريكيون أكثر من 2300 جندي من ضمن 3485 عسكرياً تابعاً للناتو، حسب الإحصائياتالرسميةالأمريكية التي تخفي خسائرها الحقيقية، كما أهدرت نحو ألف مليار دولار، فضلاً عن ألفي مليار دولار أخرى في العراق، ما سبّب لها ولحلفائها أزمة مالية عالمية خانقة في الأعوام الثلاثة الماضية.

أمريكا لم تنسحب من أفغانستان، لأنهاأكملت مهمّتهاكما تدّعي؛ فطالبان التي خسرت الحكم في 2011 عادت بقوة وسيطرت على مناطق واسعة من البلد، وعجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن القضاء عليها، برغم تفوّقها العسكري والتكنولوجي الصارخ، وقد انتصرت عليها طالبان في أكثر من موقعة، وأجبرتها في النهاية على الانسحاب مهزومة، وسبقها إلى ذلك الكثيرُ من حلفائها في الناتو الذين هربوا بجلودهم قبل سنوات، ولايزال الكثير من الجنود الأمريكيين إلى الآن يعانون كوابيسَ واضطرابات نفسية وعقلية مختلفة، وبعضهم انتحر من شدّة الأهوال التي قاساها في المعارك على يد أسود طالبان، فما هيالمهمّةالتي أنجزتها أمريكا حتى تتشدّق اليوم بالاحتفال بـإنهائها؟

ماأنجزتهأمريكا تحديداً هو قتل آلاف الأفغان وتدمير البلد طيلة 13 سنة من وجودها، منهم نحو 3500 طفل وشيخ وامرأة بطائراتها من دون طيار، وقد أثار ذلك حفيظة الأفغان ودفع جنوداً منهم إلى إطلاق النار على نظرائهم الأمريكيين وقتلهم في مناسبات عديدة

بالأمس، هرب الجيش الأمريكي من العراق بعد أن كبّدته المقاومة العراقية الباسلة 4500 قتيل و30 ألف جريح، واليوم يهرب مذموما مدحورا من أفغانستان بعد أن تكبّد هزيمة مذلّة ثانية وخسائرَ بشرية ومادية جسيمة ستبقى جرحاً غائراً في نفوس الأمريكيين بعد هزيمة فيتنام.

 

لقد كانت أمريكا تستسهل غزو بلداننا وتتخذ قرارات شنّ حروب عليها وإسقاط أنظمتها في ظرف قصير وكأن جنودها ذاهبون إلى نزهة، ولكنها لن تفعل ذلك بعد الآن، بعد أن أدركت أن قدرتها على غزو البلدان وقهر جيوشها النظامية وإسقاط أنظمتها في بضعة أيام، لا يعني تحقيق النصر النهائي، بل إن متاعبها تبدأ من تلك اللحظة مع المقاومة وحرب العصابات التي أثبت جيشُها الجرّار أنه لا قبلَ له بها وهي تُلحق به هزائمَ ماحقة تُسقِط هيبة أمريكا العالمية وتُذِلّ كبرياءها وتمرّغ أنفها في التراب. لقد كسرت هاتان الهزيمتان المذلتان غرور أمريكا وصلفها وعجرفتها، وستدفعانها مستقبلاً إلى التفكير ألف مرة قبل أن تقرّر غزو أيّ بلد عربي أو إسلامي آخر وإذلال شعبه

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • الجزائري

    avant l'amerique il ya eu les pharaons les perses les romains les byzantains les anglais les francais et autres qui se disaient les plus forts et les maitres du monde et puis ils ont ete battus a plate couture par dieu le tout puissant j'espere que vous voyez la suite allez bonne nuit et ne soyez surtout pas avec les vaincus et les materialistes de tout azimuts

  • خالد

    نعم لولا العملاء لما تجبرت امريكا وحلاليفها واسقطت الابرياء باسلحتها الفتاكة والتي تجربها دائما في البلدان التي تخرج شرذمة من ابنائها من الصف وتخون وطنها لكن تبقى الثقافة والتعلم من اسباب النجاح في ابعاد الاوطان عن هذه المصائب لان العلم هو البسلاح الذي يجب ان يعتمد في تامين الشعوب وتعريفهم بالنوايا الخبيثة للاستعمار الحديث ومن ذلك يكون الولاء للوطن والدفاع عنه قناعة لا نقاش فيها وكل من يخون يعاقب فامريكا لم تجرا على احتلال العراق وتدميره لولا خيانة بعض الاتباع الذين يعيشون في الظلام كالخفافيش .

  • جزائري

    لا أعرف في أي عالم تعيش
    كيف انهزمت أمريكا و هي تمكنت من ارجاع بلد إلى ما قبل التاريخ و الأن تسيطر عليه سيطرة تامة. أمريكا خسرت بضع ألاف جنود مقابل الملاين من الأفغان من الموتى و الأحياء الذين فقدوا مستقبلهم و كل قدرة على اتخاذ أي قرار بأنفسهم.
    أذا كانت هذه الهزيمة فكيف سيكون النصر

  • بدون اسم

    الموضوع في واد وانت توطن واد آخر . اللهم أحشر كل مع من أحب .

  • سليم

    إلى المعلق رقم 2 سلطان السعودية أمريكا في العراق حماها ال100 الف من الصحوات والكل يعلم أن هؤلاء من السنةوكانوا يقاتلون إخوانهم السنة من دون أن يحصلوا على شيئ ما عدا بعض الدولارات التي توقفت بمجرد خروج امريكاأما الشيعة فقد أخذوا العراق بالمغالبة والمطالبة وكلنا يتذكر الصدر وجيشه عندما حاصره الأمريكان في أحد المساجد فهم الساسة ورجال الدين الشيعةوحتى إيران للتدخل وإخراجه من المأزق فهم متحدون عند الشدائد ولا يخون بعضهم بعضا أما السنة فقد تخلت عنهم مشيخة الخليج وخاصة السعودية بعد ان جلبوا امريكا لهم

  • ابو اسامة

    السلام عليكم...
    شكرا خاص للصحفي لحسن لهذا المقال...
    في الحقيقة... لولا ضعف الدول الاسلامية و تعاونها مع الصليبين "أمريكا و الناتو" لما إتستطعت أمريكا أن تحتل العراق و الصومال و أفغانستان...
    ضعفنا= قوتهم...

  • بدون اسم

    2)تابع...ادت الى ازمة مالية خانقة ضربت امريكا وحلفائها و خسائر مادية و معنوية ههه هروب اكتر من 40الف جندي الى كندا و72.617 ألف قتيل وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي الدي ارهقته هروب العصابات والعبوات الناسفة مقابل 15 الف طالباني الدي يمتلك عمامة و لحية و عباية خفيفة و صندالة وسلاح RPJب300$ تجده يسقط مروحية اخر طراز تمنها100م$ فكيف لو فتحنا لهم الطريق امام فلسطين ضد الكيان الصهيوني ؟؟؟؟؟الشئ الوحيد مشكلة الطائرات بدون طيار
    http://www.arabic-military.com/t103260-topic

  • سلطان

    يااخي الحبيب الذي قدم العراق لايران هي امريكا كما قدمت صدام الي الشيعه لاعدامه وذلك مكافاه لهم مقابل سكوتهم وعدم مقاومة الاحتلال وكذلك مكافاه لايران مقابل دورها في مساعده الصليبيين في احتلال افغانستان والعراق اما دول الخليج العربيه هي دول ضعيفه عسكريا وسكانها قليل ولاتريد الحروب والمشاكل وكانت تدافع عن سيادتها وناشدت العراق الخروج من الكويت ولكنه رفض ماذا تريدنا يااخي ان نفعل هل تريدنا ان نسلم بلادنا لهذا الظالم ام نستعين بالقوي الكبري لحمايتنا منه ورد شره واذاه عنا

  • بدون اسم

    الارقام الدي دكرتها كلها كاذبة من مصادر امريكية
    في فيتنام كان الأمريكان يعلن عن خسائره ببضعة آلاف من الجنود و بعدها تسربت الأرقام الحقيقية والتي وصلت إلى أكثر من 39 ألف قتيل و231 ألف جريح الدي أطاحت هذه الخسائر بالرئيس الأميركي آنذاك جونسون
    وفي العراق وافغانستان خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد(دبابات-مروحيات..وواي 3ترليونات دولار ومع الضمان والتعوض للجنود وتجنيد250الف مرتزقة ب40الف دولار ل1 ومنح الجنسية الامريكية قد تصل التكاليف الى8000 مليار دولار الدي ادت الى ازمة مالية..يتبع

  • بدون اسم

    ياخي هده غلطة حكام السعوديةو الكويت قبل الشيعة و الاكراد .لو نرجع الى الوراء لما سمحت السعودية لناتو بالتدخل في العراق لما حدتت عدة مشاكل أدت الى (تقسيم الوحدة العربية .نزاعات طائفية و مدهبية.ظهور الجهاد المتطرف وبن لادن و احدات11 سبتمبر ووو....

  • سمير

    عن اي هزيمة و انسحاب تتكلم سيدي امريكا كما صرح الرئيس الروسي بوتين موجودة في كل بقاع العالم من اليابان الى مختلف ارجاء اوروبا مرورا باسيا وافريقيا وصولا الى امريكا الاتينية وتتدخل في العراق وسوريا وليبيا وطائراتها تدك المسلحين في وزيرستان والصومال

  • عبد الله

    و لكن لم تقل لنا من قدم العراق للايران على طبق من ذهب ,

  • زوبير

    حركة طالبان تم ابادتها بواسطة طائرات البريداتور وبقاياها مختبئين في المغارات والكهوف والشعب الافغاني اليوم ليس في مصلحته عودتها لان النظام العالمي الجديد لن يسمح بعودة هذه المنظمة للحكم في هذا البلد

  • علي

    مارتن ديمبس زار القوات الامريكية في العراق وكان وسط الالاف من الجنود الامريكيين في بغداد عن اي انسحاب تتحدث و القوات الامريكية موجودة في كل بحارومحيطات وقارات العالم الخمس انت تتوهم مع اني اكره امريكا الا اني اعترف انها تسير ازمات العالم بكل ذكاء لولا تدخلهاكما قال طارق سويدان لكان داعش قد التهم المنطقة باكملها اما عن افغانستان فسيبقى على ما اظن 12000 جندي امريكي لمساندة الحكومة الافغانية والذي اؤكدة ان حكم طالبان لن يرجع لافغانستان الى الابد واي حكم اسلامي كما قال الرئيس الامريكي باراك اوباما[

  • مجيب

    ولمادا تحتاج امريكا لغزو البلدان العربية
    لانهم مغزوون بلا غزو فلقد سيطروا علينا بخيط برابول وخيط انترنت
    فلتمشي في اي شارع من شوارع الجزائر مادا سترى من نساء كاسيات عاريات وشباب سقطت سراويلهم ووضعو مناقش
    على الاقل افغانستان مازالت المراة تتنقل بالبرويطة ومستورة

  • hamid

    tu na'as rien compris
    ما "أنجزته" أمريكا تحديداً هو قتل آلاف الأفغان وتدمير البلد طيلة 13 سنة من وجودها oui il ont reussi

  • سلطان

    الحقيقه ان الجيش الامريكي ضمن ولاء شيعة العراق وخيانتهم لوطنهم ووقوفهم معه ولولا هذا لم يتجرا علي احتلال العراق ونتذكر السيستاني الذي اصدر فتوي للعراقيين بتحريم محاربة الصليبيين الخطر علي الدول الاسلاميه ياعزيزي هم الشيعه

  • mouradb

    d abord monsieur l amerique elle peut frapper ou elle veut quand elle veut a elle seul elle est capable de detruire toute la planette, je suis contre la politique exterieure des USA ,mais personne ne peut envahir l amerique et de mener une guerre sur son sol ,cest le gendarme du mondeelle espionne tou le monde meme les derigants europeens,dites a ces espèces de talibans denvahirs un seul quartier en amerique