هكذا ضبطنا الأسواق في رمضان وخطّة عيد الفطر جاهزة

كشف مدير ضبط النشاطات وتنظيمها على مستوى وزارة التجارة وترقية الصادرات أحمد مقراني، عن نجاح مخطّط ضمان توفير المواد الاستهلاكية خلال النصف الأول من شهر رمضان، مؤكدا أن اعتماد وزارة التجارة لنظام رقمي دقيق مكّن هذه السنة من متابعة مسار المنتجات من المنتج إلى المستهلك، حيث تم تطبيق هذا النظام الجديد في البداية على مادة الحليب ويتم توسيعه حاليا تدريجيا إلى 13 منتجا آخر.
وطمأن مقراني بأن نظام المداومة الخاص بعيد الفطر جاهز، والذي سيكون هذه السنة 3 أيام لأوّل مرة، كما سيمتد إلى عطلة نهاية الأسبوع، وتم إيداعه على طاولة وزير التجارة الطيب زيتوني، مضيفا: “مخطّط العيد دقيق وشامل، ولن يتم تسجيل أي ندرة أو تذبذب في تموين المواطنين”.
ويقول مدير ضبط النشاطات وتنظيمها في تصريح لـ”الشروق” إن تقييم الأسبوعين الأولين من شهر رمضان كان إيجابيا جدا، حيث لم يتم تسجيل أي ندرة لأي مادة، وأرجع ذلك إلى التحضير المكثّف للشهر الفضيل منذ شهر أكتوبر 2023، بين وزارات الفلاحة والتجارة والصناعة، عبر الحرص على مضاعفة إنتاج الزيت والسكر والفرينة والسميد وهي المواد التي يكثر عليها الطلب خلال هذه الفترة، فضلا عن ضمان مخزونات كبرى لهذه المواد لدى المتعاملين، قائلا: “لم يكن هنالك هذه السنة أي مجال للحديث عن الندرة سواء لهذه المواد أو الحليب الذي اعتمد خارطة جديدة للتوزيع”.
وبالنسبة للمطاحن تم رفع طاقتها الإنتاجية بنسبة 20 بالمائة ويتعلق الأمر بـ165 مطحنة، والتي كانت تنتج 40 بالمائة من قدراتها لترتفع النسبة خلال شهر رمضان وقبله إلى 60 بالمائة، كما يتم اليوم متابعة عملية التموين بالحليب وفق منظومة رقمية من المنتج والملابن إلى الموزّعين وحتى تجار التجزئة، وهو ما يمنع تسجيل أي تذبذبات، مشدّدا على أن نفس الخطة التي تم اعتمادها لتأطير عملية توزيع الحليب تُنتهج لـ13 منتوجا أساسيا آخر على غرار الخميرة والقهوة وحليب الأطفال، وصرّح قائلا: “الندرة والتذبذب في الأسواق أصبح اليوم من الماضي، ولدينا خطط رقمية لمجابهة أي أزمات”.
وشدّد مسؤول وزارة التجارة على أن الشبكة الرقمية المعتمدة اليوم بوزارة التجارة تتيح لهم تتبّع مسار المنتج وخطط تموين الولايات الجنوبية الـ19 في إطار تعويض نظام النقل البري للبضائع، لبيع هذه المنتجات بنفس السعر بمنطقة الشمال، ويتعلّق الأمر بـ28 منتجا، إضافة إلى مراقبة التجارة الحدودية وتجارة المقايضة بالدرجة الأولى مع دولتي مالي والنيجر.
وعن الأسواق الجوارية التي تم تدشينها، أوضح مقراني أنها بلغت 506 سوق، كما أقر المتعاملون الاقتصاديون تخفيضات غير مسبوقة على مستواها تتراوح بين 20 و25 بالمائة من ثمن المنتج، لاسيما مجلس التجديد الاقتصادي وهو ما رصده وزير التجارة خلال زياراته الميدانية للأسواق التي مست عددا من الولايات على غرار الجزائر العاصمة وبرج بوعريريج وبومرداس، حيث تمكّنت أغلب الأسواق من تموين المواطنين وفق أسعار تخفيضية، كما أمر وزير التجارة كافة الإطارات المركزية بالنزول إلى الأسواق، ويُضاف ذلك إلى ما يزيد عن 7600 عون رقابة متواجد اليوم في الميدان لمنع أي تجاوزات.
وبخصوص ملف اللحوم الحمراء والبيضاء، كشف مقراني عن برنامج لاستيراد 10 آلاف طن من اللحوم البيضاء عبر مجمع “ساربا” منها 3200 طن تم توزيعها في الأسواق و3200 طن أخرى ستصل الجزائر خلال الـ72 ساعة المقبلة، فضلا عن التدابير التحفيزية المتخذة عبر قانون المالية لسنة 2024، لكسر أسعار اللحوم الحمراء عبر إعفائها من قائمة المواد المعنية بالرسم الإضافي المؤقت وتخفيض الرسوم الجمركية من 30 إلى 5 بالمائة، مشدّدا على أن البرنامج التكميلي لاستيراد اللحوم الحمراء يعادل 20 ألف طن منها 7 آلاف طن دخلت السوق بين شهر أكتوبر ورمضان و7 آلاف أخرى أيام قبل رمضان إلى يومنا الحالي وكميات أخرى منتظرة قريبا.
ومكّنت كافة الخطوات المتخذة من توفير لحم البقر المعبأ تحت التفريغ بسعر 1200 دينار للكيلوغرام والذبيحة هيكل بـ1350 دينار والأغنام بـ1850 دينار وهو سعر مقبول مقارنة مع السعر السابق الذي يزيد عن 3000 دينار للكيلوغرام بالنسبة للحوم الغنم.
وبخصوص برنامج المداومة الخاص بعيد الفطر المبارك، يشدّد المتحدّث على أن الملف جاهز وكامل، حيث تم رصد خطّة دقيقة لضمان الوفرة خاصة أن عيد الفطر هذه السنة يتزامن لأول مرة مع اعتماد ثلاثة أيام كعطلة مدفوعة الأجر تُضاف إلى عطلة نهاية الأسبوع ما يفرض الوفرة في الأسواق، قائلا: “اطمئنوا اعتمدنا خطة استباقية وسنعلن عن المعنيين بتطبيقها في الوقت المناسب، كما سيكون أعوان الرقابة بالميدان لضمان تدعيم التجار والوحدات الإنتاجية بكافة المواد، وضمان الحدّ الأدنى من الخدمات”.